فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” نتمنى ان تساهم المؤتمرات التي تدعو للسلام الى تحقيق العدالة المغيبة ومعالجة ظاهرة العنصرية والكراهية

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في لقاء اذاعي صباح هذا اليوم بأنها كثيرة هي اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات التي تعقد في عالمنا تحت شعار السلام والحوار والتلاقي بين الاديان والشعوب والتي كان اخرها لقاء البحرين الاخير .
ونحن اذ نقدر ونثمن هذه المبادرات والمحاولات الهادفة الى تكريس ثقافة التسامح وقبول التعددية والاخوة الانسانية فاننا نتسائل ما هو تأثير هذه المؤتمرات والاجتماعات على عالمنا اليوم ؟
يُصرف على هذه المؤتمرات مئات الملايين من الدولارات والنتيجة خطابات وكلمات منمقة للاسف الشديد لم تغير شيئا في هذا العالم .
هنالك حروب وعنف وقتل وفاشية ومظاهر سلبية في كل مكان اما فلسطين فهي جرحنا النازف وللاسف الشديد الكثيرون في هذا العالم ممن يتحدثون عن السلام يتجنبون التطرق لفلسطين وللقضية الفلسطينية ولما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
ان تشبعوننا خطابات عن السلام بدون ان تشددوا على مفهوم العدالة انما يجعل كلمة السلام اكذوبة كبرى فمن يتحدثون عن السلام يجب ان يؤكدوا اولا وقبل كل شيء على مفهوم العدالة ورفع الظلم عن المظلومين في فلسطين وفي غيرها من الاماكن.
هنالك تمييز عنصري على خلفية دينية او عرقية في اكثر من مكان في هذا العالم وهنالك من وصلوا للحكم في بلدانهم وهم ينتمون الى تيارات فاشية عنصرية ولذلك فإنني اعتقد بأنه من الاهمية بمكان ان نتساءل ماذا تقدم هذه المؤتمرات وهذه الخطابات للانسانية ؟
لا اشكك في نية من يشاركون فهم يعبرون عن مواقف رائعة ولكن لا يجوز ان تبقى هذه البيانات وهذه الخطابات حبرا على ورق بل يجب ان تترجم عمليا على الارض من خلال تكريس قيم المحبة والاخوة والتعايش ونبذ العنصرية ونحن في فلسطين نشدد دائما على عدالة القضية الفلسطينية .
المؤتمرات التي تنادي بالسلام والاخوة الانسانية جيدة نحترم من يبادرون اليها ومن يشاركون فيها ولكنني اعتقد بأننا يجب ان ننتقل الى مرحلة جديدة يتم فيه تطبيق ما يقال وما ينشر في هذه المؤتمرات وخاصة في فلسطين التي يعاني شعبها من الاحتلال والقمع والظلم والاستبداد هذا الاحتلال الذي حول مدينة السلام الى مدينة للكراهية والعنف وهي المدينة المقدسة التي نفتخر بها جميعا ونسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في وجدان كل واحد منا .
شكرا لكل من يقول كلمة حق في هذا الزمن الذي كثرت فيه الحروب وكثرت فيه مظاهرالعنف والكراهية على امل ان يصل هذا الكلام الى حيثما يجب ان يصل وان يؤثر في نفوس من هم غارقون في ثقافة الكراهية والعنصرية وغيرها من المظاهر السلبية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى