المقالات

رغم مرارتها!! يأبى الله إلا أن يتم نوره؟؟ بقلم/ ماهر الحاضري

قبل عاصفة التغيير المتأزمة التي اجتاحت الدول العربية والتي على رأسها الدول المتجمهرة والفقيرة لم نكن نهتم بأي حزب سياسي ننتمي إليه ولا نذكر هذه الأحزاب إلا إذا أتت الانتخابات كانت رئاسية أو نيابية أو غير ذلك.. نذهب حينها لنقوم بعملية التصويت بقلوب راضية مرضية.. نأمل بالغد المشرق.. نأمل بالتطور والازدهار.. لا نقبل بأي جرعة تطرح رغم ارتفاعها البسيط.. لم نشكر الله بنعمة الأمن والأمان التي أنعمت علينا.. نسب الدهر.. نشتم الأوضاع.. نقدح ونكتسب الآثام بمصيبة تصيبنا لنرده إلى الحكومة ورئيسها.. مهما كان حجمها.. نصدق أي شيء نسمعه ونكذب كل صحيح.. كل هذا استغلته المعارضة وأحزابها وعلى رأسهم الإخوان.. أستغلوا تذمرنا واستيائنا بأوضاعنا التي نتمنى أن تعود الينا من جديد لازيادة ولانقصان.. ليحولوا موقفنا سلبياً تجاه الحكومة ويحرفون مفهوم معتقد في عقولنا بان الرزق لا يأت إلا من الحكومة والرئيس إن كانوا صالحين وليس من العزيز القدير.. لتتقهقر معتقداتنا يوما بعد يوم إلى  المصطلح الرباني: ((نسوا الله فأنساهم أنفسهم)).. ولعل أكبر تجربة أرادها الله لنا لنعرف مقدار إيماننا بكتابه الذي إن تمسكنا به لن نضيع أبدا؟؟ عندما تم رفع كتاب الله الكريم من قبل الرئيس السابق الزعيم/ علي عبدالله صالح أمام وجوهنا.. رفعه أمام وجوه القضاة والعلماء.. رفعه أمام وجوه الإخوانيون المتمسلمون والأحزاب الهاوون وشبابهم المغررون.. رفعه أمام وجوه الغرب والكفرة الملحدون.. قائل ومردداً حينها “اتقوا الله باليمن.. اتقوا الله باليمن”.. ليدرك كل من كان صامتاً.. وكل من كان متمسكا بإيمانه عالما أو طالب علم أو مواطن أو معارض أو عميل .. بأن الله لن يخذله ولن ينكسه مادام انه أظهر للعالم أجمع كتابه المقدس الملجئ والحكم الصحيح لمدارات كل فتنة وكل مغزى وكل انتهاك وهلاك وضياع  للدول الإسلامية خاصة وللعالم اجمع.. لتأتي حادثة الرئاسة الذي اخرجه الله منها سالما معافى دليلا لكل من لجئ واحتكم إلى الشوارع والساحات والى الامم المتحدة التاركين وراءهم آيات ربهم التي أرسلت اليهم؟ ودليلا ايضا كافيا وشافيا للمتمسكين بها من انصار الشرعية انصار الزعيم والفئة الصامتة ليزدادوا تمسكا وايمانا بشرعيتهم وبما هم عليه؟.. فكيف نترك حكومة جرعتنا الـ10% ونتمسك بحكومة تجرعنا100%  والتي نحن فيها الان؟؟ فليت السابق يعود لنكون كما كنا فيه من جديد؟؟ فقد ارادها الله للاخوان بهذا الوضع غضبا منه نتيجه رده فعلهم المرفوضة تجاه قوله: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ).

فلنلتزم بالمبادرة الخليجية حتى تنتهي مدتها وسوف يقف اليمنيون صفا واحد ليعيدوا اليمن آمنة سالمة كما كانت فيه سابقاً؟؟ ونعيد ونستبدل الخير من جديد من الذي هو ادنى؟؟ فاين الخير واين الجديد واين تحسن الاوضاع واين الامان واين واين ايها المشتركون في احزابكم وأين الذي كنتم تدعون؟؟.

حينها أتت المبادرة الخليجية ليكون الرجل الامثل فيها ويثبت لليمنيين والعالم اجمع ان دماء اليمنيين غالية لاتقارن باي ثمن هو الذي ترك السلطة طواعية منه في وقت لو انه اراد ان يستمر في الحكم لكانت الاوضاع كلها ميسرة له في ذلك وبدون عنا؟.. لتكشف لنا هذه الازمة الفوارق بين كل من اراد لهذا الوطن الصلاح والسداد ليجبرنا ان نضعه بحدقات اعيننا.. وكل من اراد لهذا الوطن التفكك والانتحار ليكون تحت اقدام الحكمة اليمانية؟

فقد عصفت عاصفة التغيير والدمار تونس تلبية للمخطط الغربي المسمى بـ”الاوسط الجديد”  والذي جاء التنفيذ لبدء هذا المخطط من قبل زين العابدين ان لم يكون منسقا معهم في ذلك ليجعل الدول العربية تتجرع هذه العواصف المليئة بالدم العربي؟؟ لتجتاح عاصفة التغيير والدمار مصر ليقوم الإخوان المسلمين بدورهم ليحتكم جميع أطراف النزاع فيها وعلى رأسهم حسني مبارك إلى الأمم المتحدة كي تطرح شروطها كما تحب وترضى؟؟  لتستمر عاصفة التغيير والدمار لتصل لتسحق ليبيا لان أنصار شرعيتهم يحتكمون لكتاب طالما كان لونه اخضر .. ليجعل الله كتابهم الأخضر كتاب احمر لكثر الدماء التي سالت إليه وغيرت لونه.. لتدخل عاصفة التغيير اليمن وتصطدم بالعاصفة الربانية والحكمة اليمانية وتعود عاجزة لإكمال مهمتها التي أرسلت إليه لتجر معها خيبة آمال الأوسط الجديد والطامحون له؟؟ ليقف كل العملاء الغربيون ومن يساندهم عاجزون في حيرتهم عن أسباب رجوع عاصفة التغيير من اليمن بعد أن تحولت إلا عاصفة تنازلات ذاتية والتزامات تنفيذية للمبادرة الخليجية رغم ما تحمله اليمن من تقسيمات حزبية ومذهبية وإقليمية وقبلية؟.. حينها يأبى الله إلا أن يتم نوره؟؟ رغم الفقر وارتفاع الأسعار وضعف الدخل المصروف التي تجنيه من ثرواتها؟؟ يأبى الله الا ان يتم نوره؟؟  رغم السلاح المعشعش في اراضيها باكثر من 80 مليون قطعه سلاح؟؟ يأبى الله الا ان يتم نوره؟؟ ليأخذني الحديث إلى سوريا الأبية لأقول فيها: هل يستفيد الاسد من الصالح ويسلك الطريق الذي سلكه ليجنب وطنه شر هذه العاصفة وشر مفتعليها عسى الله ان يتم نوره!! ام ان له كتاب آخر؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى