التحقيقات

هل إنفجر الصاعق في طرابلس… كتب الإعلامي د. باسم عساف

تدور الأحداث على الساحة اللبنانية بتجاذبات سياسية على نار هادئة تمريراً للوقت الذي تبدأ فيه المباحثات الجدية التي ينتظر تداولها بين الإدارة الأميركية الجديدة مع الرئيس بايدن.. والإدارة الإيرانية عبر قنوات التواصل العلني بما يسمى الإتفاق النووي والذي جمّد أيام الرئيس ترامب وأستبدل بالعقوبات المالية والنفطية وغيرها ضمن سيناريو الإتفاقإت السرية المعقودة بينهم وتنفذ بحذافيرها على أرض المنطقة ضمن مخطط الهيمنة للأمن.. والتقسيم للأرض.. والتشريد للشعوب..
من هنا يدخل لبنان من باب الصراع الإقليمي عبر من يتخذ قراره ومشاركته من الولي الفقيه الذي يقود كل القوى المشاركة في السيطرة على المنطقة من العراق إلى سوريا فلبنان على أنه تحريك واحد للهيمنة ضمن خارطة الطريق المنفذة بإتفاقات دولية تأخذ كل دولة مشاركة فيها دوراً يتناسب وحجمه أو غايته وموقعه وحصته من الإستفادة بهذا المخطط كتوزيع للمغانم في المنطقة كما حدث عقب الحرب العالمية الأولى وتوزيعات سايكس بيكو.. وأيضاً توزيعات يالطا بعد الحرب الثانية… وكما هي الآن توزيعات الحرب الثالثة في المنطقة… وكل منها قد أخذت اللون الذي يمرر أكان قومياً أو وطنياً سابقاً… واليوم طائفياً ومذهبياً وعنصرياً…
فلبنان تحت المجهر وفي خضم الساحة التي تدور فيها رحى التقسيم والتوزيع الطائفي والمذهبية وهو موجود على هذا الخط منذ ماقبل أحداث السنتين ٧٥ – ٧٦ وقد برز ذلك من خلال التهجير والتسفير والقتل على الهوية بين المناطق وتفجير دور العبادة والتقسيم للنفوس قبل النصوص… لأجل أن يكون لبنان لقمة سائغة وجاهزة غب الطلب ولحين الوقت المناسب للإعلان.. الذي تحركه القوى الطائفية التي أتمت إستعداداتها داخلياً وخارجياً وفق إرتباطاتها أو إمتداداتها من خلال خارطة الطريق التي تجمع هذه القوى في سيناريو التقسيم…
يبقى أن نذكر في هذا المسار… لماذا طرابلس على خط التفجير.. وإعتبارها ساحة مفتوحة على الصراع من باب الرسائل وصندوق البريد إذاناً بتقبل الوضع للمباشرة بعملية الفرز والتقسيم والهيمنة على قرار الشارع الذي سيكون الصاعق الذي يفجر الساحة والعبث بمحتويات الفيحاء وإمتداداتها الشمالية في المنية والمنية وعكار وما تمثل من ثقل إسلامي سني تقوم عليه المؤآمرة وخارطة الطريق كما حدث لمعظم المدن السنية في العراق وسوريا وتشريد أهلها والقضاء على قواها بعدة وسائل مضادة مباشرة أو بفتن داخلية فيما بين فئآتها المتناحرة على السلطة والمال من هنا وهناك…
وإن الساحة المكشوفة في طرابلس والفراغ والصراع الكبير الذي يسببه السياسييون والأجهزة الأمنية مدعاة لأي تحرك من القوى الحاقدة والمتربصة لأن تباشر مهماتها في زعزعة الوضع والقضاء على رموز ومقومات المدينة السياسية أو الأمنية أو الإدارية والخدماتية لأجل التفريغ من الداخل ثم تعميم الفوضى ثم تحريك الفئآت على بعضها البعض بحجة الدفاع عن النفس أو تمتين مراكز القوى بتجمعات مسلحة ودخول قوى أخرى على خط الصراع للهيمنة التابعة للقوى الإقليمية من هنا وهناك وفق الدور والحصة والمهمة الموكولة لهم في خارطة الطريق…
وهكذا تعم الفوضى التي تنبري الأصوات من خلالها لمجيء قوى الوصاية المذهبية أو الطائفية أو الوصاية الدولية التي تتناسب مع الفرز التقسيمي للمنطقة الشمالية وإمتداداتها مع الشمال السوري وهذا ما يتوافق مع خط التسوية الدولية التي تبحث جدياً في لقاءآت متابعة في أكثر من مؤتمر ولقاء ساري المفعول… وكما تدل عليه بعض التحركات والإتفاقات الجديدة بين الدول الخليجية وتركيا والعربية عموماً وإنسحابها من تداول دعم السنّة في لبنان ومن التواجد في مناطقهم الشمالية بمشاريع جذب أو تثبيت وضعهم الإقتصادي والإجتماعي والمعيشي والمالي… والإنسحاب كليّ من جهة واحدة…
مستقبل طرابلس على المحك والأيام القادمة لا تبشر بالعطف والحنان… ولا تعطي النتيجة المرتجاة بأن الأمور تتجه نحو الإفراج… بل تتجه نحو الإنفجار… وما جرى ما هو إلا الصاعق الذي ننتظر صداه…
وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن… وخاصة لتقسيم لبنان بدءاً من طرابلس….
الإعلامي د. باسم عساف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى