البلديات

د. باسم بخاش عضو المجلس البلدي يكشف تفاصيل عن واقعة حرق بلدية طرابلس

كنت وما زلت على قناعة من يصوب اهداف الثورة نحو حرق السرايا والبلدية يخدم بقصد وبدون قصد اهداف السلطة بشيطنة الثورة ، ما في ثورة بتقضي عاى حالها بهالطريقة بأكدلكم مشوار الثورة طويل لكنها ستنجز …

زيارة وهمية لمبنى البلدية الذي حُرق وملاحظات عن ما جرى :

1- قبل أن يتم الاعتداء على البلدية مساءً، كانت طرابلس تغلي يوماً بعد يوم ويزداد الوضع سوءً وترتفع حدة المواجهات. وبالرغم من التحريض على البلدية من قبل بعض النشطاء، وخوف جميع العاملين في البلدية من استهدافها لم يتم اتخاذ أية اجراءات لحمايتها. لا داخلية ولا خارجية. تقصير من شرطة البلدية (عديده 100 عنصر) ومن القوى الأمنية. ففي أيام سابقة، أهدأ بكثير من الأيام الحالية، كنا نشهد وجود ملاّلة للجيش اللبناني مع عدد من عناصره أمام مدخل البلدية، فلماذا غابت وقت الاعتداء ؟
وهل يعقل عدم توقع هذا الهجوم من قبل عناصر الأجهزة الأمنية (التي صرف عليها مبالغ طائلة) وأين الأمن الاستباقي؟ وخصوصاً أنه تم سابقاً الاعتداء على البلدية بالمولوتوف ومحاولة الاعتداء على الشرطة واقتحام مركزها.
الملامة الكبيرة على المحافظ، الذي يمثل جميع الوزارات في الشمال، ولم يتخذ إجراءات صارمة. خصوصاً أن رئيس البلدية د. يمق زاره قبل أسبوع ليتباحث معه في إمكانية تطبيق الأمن الذاتي. المطلب الذي حمله العديد من أهالي المدينة للريس مستشعرين بخطورة الوضع، فنقله الريس للمحافظ. طمأن هذا الأخير الريس ووعد بأخذ الاجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المدينة. وهذا ما لم يحصل.

2- سجّلت كاميرات البلدية كامل تفاصيل الهجوم عليها وحرقها. من الداخل ومن الخارج. نمتلك كامل هذه التسجيلات، والتي أُعطيت للجهات الأمنية المعنية بالتحقيق. شاهدت بإمعان هذه التسجيلات، وبصفتي مشارك سابق (وليس حالي) في الثورة وأعرف الكثير من وجوه المشاركين الشرفاء فيها كما أعرف الكثير من وجوه أهل مدينتي الطيبين، لم أتعرف على معظم المشاركين بالاعتداء. غرباء عن المدينة. أقله غرباء عني ولم أراهم يوماً. أعمارهم صغيرة. العديد منهم وجوههم مكشوفة ويمكن كشف هويتهم. أمضوا أكثر من نصف ساعة في أروقة البلدية وجوارها قبل وصول الجيش. والملاحظة الأخطر هي أنه : وصلت سيارتين 2 (رانج وسيارة) في البداية، رافقت أول الواصلين من الزعران إلى البلدية ثم انتظرت لحظات للاطمئنان وغادرت بعدها واختفت. وكأنها تريد إيصالهم وإعطاء الاشارة لبدء الغارة.

3- تداعى المجلس البلدي لاجتماع طارئ في اليوم التالي للاعتداء، أي يوم الجمعة، وأخذ 3 قرارات : 1) إجراء تحقيق داخلي لمحاسبة المقصرين عن حماية البلدية، 2) إجراء تحقيق خارجي عن ما حدث من تقصير (إداري وأمني، وتأخر قدوم القوى الأمنية كما تأخر قدوم الاطفائية)، 3) رفع دعوى بإسم البلدية على المعتدين (على مجهول).

4- خسائر وأضرار الحريق كبيرة ولا شك موجعة. إلا أن أرشيف البلدية والملفات الهندسية والمالية الأهمّ لم يطالها الحريق. لأن مبنى البلدية الآخر كما الطابق العلوي في المبنى الرئيسي المُحترق لم يصل إليه المُعتدين ولم يطاله الحريق.
إضافة إلى أن هناك جهات عديدة زارتنا بعد الكارثة وتبرعت بترميم المبنى وفرشه. الحصول على الدعم والمساعدة أمر ليس بالعسير. مما يعطي الكثير من التفاؤل.

أعتقد أنه لا يجب أن ندع ما حصل ويحصل من تخريب، أن يشوّه صورة الانتفاضة والثورة. ربما هذا هو المقصود. لا يجب أن ندع الرعاع تخطف الثورة وتقتلها. فهي أملنا الوحيد بالتغيير مع طبقة حاكمة فاسدة وفاشلة.

باسم بخاش
عضو مجلس بلدية طرابلس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى