الأخبار اللبنانية

حديث العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح

في لقائنا الأسبوعي استعرضنا الأوضاع العامة وتابعنا الأخبار المتعلّقة بتصريح فخامة الرئيس حول الكتلة  النيابية الوطنية التي تحدث عنها.

وبالرغم من تحذيرنا من النهج التضليلي الإعلامي الموجود في البلد، فلا يزال النهج يقوى. وهذا بفعل “إكذبوا، إكذبوا، لا بد أن يعلق شيء في أذهان الناس”.
في عنوان صحيفة المستقبل في الصفحة الأولى “تيار عون يفتح النار على رئيس الجمهورية”… لم نعرف أين فتحنا النار؟ ” وعنوان آخر: “جبران باسيل يهاجم دعوة سليمان الى كتلة نيابية حيادية”.
أولاً وبالنسبة للكذبة الأولى، الرئيس لم يدعُ الى قيام كتلة نيابية حيادية. وقال إن الوطن يحتاج الى كتلة وطنية.
ونحن في ثقافتنا الحزبية والوطنية نقول دائماً للناس إن الحيادية هي أبشع المواقف. كل قضية تعرض على مستوى الوطن تستوجب موقفاً منها، موقف سلبي أوإيجابي، المهم أن يكون هناك موقف. لا يمكن أن نكون ضد الاستقلال والسيادة والحرية والعدالة، ولكن لا نستطيع أن نكون مع الظلم والفساد والإهمال والإفلاس في الدولة. كل قضية يلزمها موقف.
نحن على رأس السطح ضد الحيادية. فالحيادي منزل لا يسكنه أحد وبرسم الايجار. ينتظر من يستأجره، وهذا ما نقوله دائماً وليس بجديد.
ثم، ما العلاقة بين موقفنا من الحياد وموقف رئيس الجمهورية؟ لا بأس أن يكون هناك كتلة مستقلّة لدوافع وطنية.
ولكن المستقل بالمطلق لا يستطيع أن يحقق شيئًا، وهو يقارب الحيادي. بصفة الاستقلال لا يستطيع أن يحقق شيئًا، إذ لا أحد يستطيع منفرداً أن يحقق شيئاً.
إذًا نحن نشجّع الكتل النيابية الحزبية، فلكي يكون هناك لبنان إصلاحي يجب أن يكون هناك كتل.
المستقلون يفتّتون الحياة البرلمانية. يجب أن ينتسب الشخص الى كتلة إصلاحية أو ضدها.
والكتلة تأخذ مواقف مع الإصلاح وضد الفساد أو بالعكس، ولكن نحن لا نرى مثل هكذا مواقف مع المستقلّين.
عندما كان السيد عمرو موسى في لبنان قال لي إنه على مسافة واحدة من الجميع، فأجبته “هذا ليس بالأمر السليم، لأنك يجب أن تكون الى جانب الحق وأن تلتصق به أينما كان”.
هذه هي ثقافتنا وهي تُستغل كي تخلق مشكلة وإبهاماً للرأي العام.

 

بالطبع لقد فهمها رئيس الجمهورية كما فهمتها أنا وكلّ المطلعين على السياسة الوطنية، ولكن ماذا نفعل بالتضليل الاعلامي؟؟
وأيضًا هناك تناغم مع صحيفة الOrient وهي بالمناسبة لم تعد تختلف عن “المستقبل”، بل أصبحت تشكل الطبعة الفرنسية عنها، وتقول إن “كلام سليمان استقبل سيئًا في التيار الوطني الحر”.
أنا لا أنتقدهم وأفترض أنهم سوف يصحّحون أنفسهم، بل أعرف أنهم سيبقون فاسدين، ولكنني أشرح للرأي العام وأظهر له الإعلام الخاطىء والمضلّل. وبالطبع يهمني المواطنون وليس من يكتب في الصحف.
أما النقطة الثانية، فهي الإشاعات في الصحف والتي تتعلّق بمواقفي من المرشحين الى النيابة.
اليوم أؤكد لكل المواطنين إنني لم اتّخذ موقفاً من أي مرشّح لا سلبًا ولا ايجابًا. وأنا أتابع تحوّلات الرأي العام في كل المناطق. وأقدّر القيمة الانتخابية للجميع. وعندما يحين الوقت سوف نختار حلفاءنا في كل منطقة.
تيارنا هو الكتلة النيابية الأكبر في أغلب المناطق، ولنا الحق أن نتريّث وأن نختار، وأصدقاؤنا كثر.
الشرط الأول في من سيكون معنا هو التزامه بخط واضح سيتحدد في برنامج. لأننا إذا أصبحنا الأكثرية، وسنصبح، سوف نقوم بالإصلاح الذي يحتاجه الوطن. وإذا لم يلتزم المرشح معناً فلن نأخذه على لائحتنا، ولينجح بقوته الذاتية.
والشرط الثاني هو أن يكون للمرشح أرجحية الربح بين الحلفاء.
الإلتزام يأتي قبل القدرة على الربح. نفضل أن نربح بأكثرية قليلة على ان نربح بأكثرية كبيرة، ثم يأتي بعدها انسحاب من كتلتنا.. الالتزام أولاً..
هذه هي خياراتنا وسيتم تاليف اللوائح على هذا الأساس.

 

س: لم نفهم موقفك من رئيس الجمهورية وكلامك عن المستقلين؟
ج: الرئيس لم يقل ما قوّلوه إياه. هو تكلّم في أمور واضحة، فقالوا إنه يريد كتلة نيابية أو “يسمّع” أنه يريدها، وهو لم يقل هذا.
في عشاء عمشيت كنت واضحًا وقلت في كلمة مقتضبة “فخامة الرئيس تمنى أن يكون هناك كتلة وطنية تكون الى جانب الوطن وهذا تحدٍ للناخب وليس لنا. وقلت للمواطنين “أنتم يجب أن تعرفوا من تختارون وأنتم تعرفون من ضحى ومن عمل من أجل الوطن. وأنتم ستختارون”.
وقلت في الختام “كلنا نريد أن نكون الى جانب فخامته حتى نؤمن له نواباً مستعدين أن يضحّوا من أجل لبنان والمحافظة على ما حصلنا عليه من حرية وسيادة واستقلال.
إذًا أين هو الإستياء في أوساط التيار الوطني الحر؟

س: ولكن هم اعتمدوا على كلام الوزير باسيل؟
ج: فليفهم كلام الوزير باسيل كما قيل لا كما يحوّرونه. الكلام لديه مفهوم واضح وليس كما يريدون أن يفهموه ويحوروه. المهم أن يتنبّه المواطن الى الكذب.

س: ما رأيك باجتماع الحريري – نصرالله، وهل أنت في هذه الأجواء؟
ج: هل هناك لبناني ليس في هذه الأجواء؟ هذا من ضمن الثقافة التي نروّج لها في لبنان. ثقافة اللقاء والتفاهم. التفاهم ممكن أن يتم حول إدارة الانتخابات بلغة ديمقراطية، وممكن أن يصل الى أكثر من نقطة. وهذا التفاهم يسرّنا ونباركه.

س: ما رأيك بالغارة الأميركية على حدود سوريا، لا سيما قبل أسبوع من مغادرة الرئيس بوش؟
ج: هو يودّع.

س: لكن بريطانيا اليوم اعتبرت أنها رسالة الى الرئيس السوري كي يوقف مساعداته للإرهابيين.
ج: الإدارة الأميركية في الخارجية لها رأي مخالف وجديد باتجاه سوريا. وهي تقول إن سوريا هي ضرورة للحل والاستقرار في البلد. لا أدري إذا كانوا اليوم “جنبلاطيين” في المذهب السياسي، أي كل يوم بموقف…
س: ماذا عن جديد صلاحيات نائب رئيس الحكومة؟
ج: لا يزال الموضوع على حاله ومطروحاً للحل، كل قضية مطروحة تبقى مطروحة حتى إيجاد الحل.

س: هل هناك تصعيد في المواقف؟
ج: وهذا موضوع مطروح، وطلب نائب رئيس الحكومة أن يبتّ مجلس الوزراء بالموضوع.

س: رئيس الحكومة وعد بالبتّ بهذا الموضوع ضمن الدستور؟
ج: هناك اختلاف في التفكير والمنهج. رئيس الحكومة يعتبر أنه سيقوم بتسوية.
نريد نظاماً داخلياً لمجلس الوزراء، يظهر واجبات الكل. علاقات الوزراء وعلاقاتهم برئيس الحكومة، وبماذا سيقوم نائب رئيس مجلس الوزراء…

س: هناك معلومات صحافية تقول إنه ممنوع عليكم أن يكون لديكم كتلة نيابية كبيرة أي أكثر من 20 نائب، ربما كي لا تصلوا الى تأليف الأكثرية في المجلس؟
ج: لا أعرف هي فكرة من؟ لو يستطيعون أن يكون المجلس 128 كتلة فلن يقصّروا. فهكذا يمد كل نائب يده كي “يشحد” بدل أن يمدها ليتعاون مع زملائه لتحقيق شيء إيجابي، وعندها لا يستطيع أن يكتب أي مشروع إصلاحي، ولن يكون هناك قوة في البرلمان.
من يمسك بزمام الأمور يهمه الا يكون هناك كتل كبيرة قوية. لبنان لا يزال يعاني من ترسبات الإقطاع، وهي عنصر ركود في السياسة اللبنانية وجزء مما يمنع التطور. والجزء الثاني هو السم القاتل الطائفي والتناحر المذهبي وكل ذلك ليمنعوا الناس من الإلتقاء على الإصلاح.
ثم العنصر الثالث الذي يكمل القضاء على المجتمع وهو المال السياسي، سارق يقوم بدور المحسن، ويحوّل أصحاب الحقوق الى متسوّلين، وكل ذلك لمنع الإصلاح.
ونحن نريد أن نقاوم هذه العناصر الثلاث المرضيّة التي تضرب المجتمع اللبناني، والا فلن تحصل حركة اصلاحية.

س: هناك من يقول إن حلفاً خماسياً سوف يؤلّف، أي الحلف الرباعي ويضاف اليه العماد عون. ما رأيك؟
ج: لا معلومات عندي حول هذا الموضوع وعندما يطرح سوف نبدي رأينا.

س: هل توافق على هذا التحالف؟
ج: لا جواب لأن هذه فرضية.

س: هل حدّدت زيارتك الى سوريا؟
ج: كلا لم أحدّد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى