التحقيقات

موقع الوفاق نيوز للاخبار يحاور الشيخ بلال شعبان – حاوره: عماد عيسى

س: هل يوجد تنسيق على مستوى طرابلس مع دولة الرئيس عمر كرامي كمعارضة،

مع الإسلاميين، مع الجماعة الإسلامية، مع كل الموجودين مستقلين أو غير مستقلين؟
ج: هناك تكتيك لخوض المعركة، قد تخاض المعركة عبر لوائح متواجهة وقد تخاض المعركة عبر تحالفات غير معلنة. وعلاقتنا مع الرئيس كرامي نؤكدها في كل وقت وحين وعلاقتنا مع الإسلاميين نؤكدها في كل وقت وحين فوق السطح وليس تحت السطح. ولكن كيفية صياغة المعركة تمليها ضرورات المعركة وتناقش حتى هذه اللحظة. وهنالك تنسيق معمق مع القوى الإسلامية والرئيس عمر كرامي والقوى الأخرى لأجل أن تتكاتف كل الجهود لتحقيق المشروع السياسي الذي نصبو إليه وعنوانه الأساسي استعادة الهوية وتصحيح المسار. لذلك أنا أرفض رفضاً قاطعاً كإسلامي أن تغير وتغيب هوية المدينة لتتحول هذه المدينة إلى مثل النورماندي ترمى فيه الملفات التالفة وهي بمثابة “ستوك” انتخابي أو كم من الأصوات يجيرها فلان لفلان دون إذن أهلها وأصحابها. هنالك تحالف قبل الانتخابات وبعد الانتخابات. ونحن معاً سواء كنا في لوائح أم لم نكن في لوائح.
س: لائحة التضامن الطرابلسي تضم أقطاباً متضامنين، لماذا أنتم تسمونها غير متضامنة؟
ج: أنا أكن الاحترام لمعظم المرشحين في هذه اللائحة. ولكن هذه اللائحة جمعت أناساً غير متجانسين، فالطموحات والمشاريع مختلفة ومتضاربة.
ولذلك تؤخذ بعين الاعتبار الضرورات الانتخابية وشروط النجاح. إن شاء الله، تعبر فيها طرابلس قلعة الإسلام والمسلمين عن ذاتها.
س: شيخ بلال. منذ فترة تفاجأت بأن هنالك احتفالاً شعبياً لحركة التوحيد الإسلامي وعلمت بأنكم لم تبلغوا كل الناس، علماً بأن حضور الاحتفال من الإعلاميين حسبما عرفت تجاوز الـ 7000 شخص. وشاركت فيه وحركة التوحيد وجبهة العمل وسلفيون ونوبات صوفية. ومحجبات وغير محجبات فما هو السر؟
ج: الاحتفال هذا قررناه بعد تردد. وكنا نبحث عن تحالف ما يضم الجميع، ننطلق من خلاله باحتفالات كبرى ولكن يبدو أن البعض كان يشكك في حجم حركة التوحيد يحكي عن 100 من هنا و 50 من هناك و 20 و 10 و 3 حتى أنني كنت مضطراً لجلب إخراج قيد عائلي بأن لدي 5 أخوة، ولأجل هؤلاء اضطررنا لإقامة احتفال دون أن يكون هناك تبليغ في الإذاعة وملصقات على الجدران ورسائل SMS وبطاقات دعوة شخصية ودون أن تدعى كل القطاعات في طرابلس. دعيت القطاعات شرق ي نهر أبو علبي فقط ولمجموعات معينة. وبالفعل كانت هنالك دعوة قبل يومين للقطاعات التي تعمل بالعمل الانتخابي. وحدث إرباك حتى لدى منظمي السير والدرك والشرطة لأنه حدث اختناق مروري في أبي سمراء منقطع النظير، اضطررنا لدعوة هؤلاء الناس لنثبت للأصدقاء والأعدقاء أننا نمثل أكثر من خمسين.
س: الأعدقاء قالوا أن الشيخ بلال شعبان دفع أموالاً حتى وصل هؤلاء الناس؟
ج: نحن لا نتعاطى مثل هذا الشيء وإذا أراد أحد أن يهشم في مكان ما يعتمد سياسة الإزدراء ونحن اليوم أجرينا احتفالاً بقرابة ثلث حجمنا أو أقل بقليل في قضاء طرابلس.
وانتخابياً وإذا كان هنالك 4000 شخص حضروا الاحتفال هذا الرقم يضرب بـ 3 دائماً لأن العائلة لم تأت كلها. فيكون هنالك حوالي 12000 صوت انتخابي. ولم يبلغ أي شاب من خارج طرابلس لا من عكار ولا من الضنية ولا من المناطق الأخرى. وقد حدث إرباك ما لأن البعض قال لا يسمح باستخدام الأماكن العامة إلا بإذن من البلدية لأنه من الممكن أن تتقدم اللجنة المكلفة الإشراف على الانتخابات من قبل وزارة الداخلية بطعن فأخذنا الإذن من رئيس بلدية طرابلس مشكوراً وجرى الاحتفال فالاحتفال رسمي وفي مكان محصور وكان لافتاً جداً ومثيراً. وكان ذا رسائل متعددة الآن جمعنا الثلث. وسنجمع الثلث الثاني في المرة الثانية ثم سنجمع الأثلاث الثلاثة في مكان ما وزمان ما لتكون رسالة موجهة لمختلف الاتجاهات أن طرابلس ستقترع لأهل الالتزام ولأهل الصدق وترفض أن تكون كماً انتخابياً يصب من هنا أو هناك.
ونحن لن نقول صوتوا لنا بل بكل إباء ومحبة نقول لهم إن المواصفات التي يجب أن يختار الإنسان على أساسها: القوي الأمين. لذلك أقول جردوا كل إنسان من عناوينه ومن مكتسباته فليناقشوا بلال شعبان فإذا كان يحوز هذه المواصفات فلينتخب، وإذا لم يكن يحوز هذه المواصفات فليس عليك أن تنتخبه وصدقني لا أزعل لأن المسألة في النهاية هي اختيار وسيحاسب الله سبحانه وتعالى كل إنسان على خياره وفي الوقت نفسه يجب أن نتعامل مع سائر المرشحين بالصيغة نفسها. فإن كان معالي وزير ناقشه بشكل شخصي وإن كان سعادة نائب أو مليارديراً ناقشه شخصياً ودع تلك الزوائد جانباً. ما الذي يمتلكه من فهم وفكر وإيمان ودين وعلم ولغة وما إلى ذلك.
س: الكلمة التي ألقيتها في الحشود هل كانت محضرة؟
ج: أنا أقول دائماً، سبحان الذي علمنا الكلام والله يرحم الشيوخ الكبار الذين ربونا، الشيخ سعيد، الشيخ أكرم خضر، الأستاذ محمد معصراني “أبو حسان”، لذلك نتملك المنطق ولكنني لا أستخف بعقول الناس فأقول أنني أخطب دون تحضير ولكن التحضير لدينا غير التحضير عند الآخرين وهناك نوعان من التحضير: التحضير اللفظي الحرفي بالشواهد والآيات والأحاديث وهنالك تحضير للمحاور.
س: منذ فترة ألقى العلامة الدكتور محمد راتب النابلسي محاضرة بعنوان: “العبادة في الإسلام” بدعوة من إذاعة التوحيد الإسلامي وكان هذا الحدث مهرجاناً بكل معنى الكلمة. فلماذا لم تستعمل هذا المهرجان بكلمة انتخابية على الأقل؟
ج: مشروعنا دعوي انطلاقاً من قول الله عز وجل: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” وحتى الانتخابات نستغلها للدعوة إلى الله عز وجل. لا نقعد في مجلس من مجالس الانتخابات لنقول للناس: انتخبونا ونحن جيدون بل أتحدث مع كل إنسان أجالسه عن المشروع الإسلامي الذي أصبح عناوين كبرى دعوية. وجاء الدكتور محمد راتب النابلسي ليحاضر في قاعة معرض طرابلس تحت عنوان: “مفهوم العبادة في الإسلام” فهي ببساطة أساسية من أساسياتنا الدعوية. فمن المعيب أن نستغل مثل هذه المحاضرات الدينية للدعوة إلى مشاريع سياسية. عندنا الجهاد يسخر للدعوة والإعلام يسخر للدعوة والانتخابات تسخر للدعوة والسياسة تسخر للدعوة والمال يسخر للدعوة. وليست الدعوة تسخر لكل ذلك. وقد أجريت مقارنة أو مطالعة بين المشروعين النجاح في امتحان الدنيا والآخرة. أحدهم قال لي: يا شيخ بلال غداً ستتغير من شيخ إلى رجل سياسي فقلت له: ليس مشروع النيابة نوعاً من أنواع الفتنة، فالشيخ يقول بسم الله الرحمن الرحيم أما النائب فيقول باسم البرلمان أو باسم الشعب اللبناني. البرلماني يتكلم مرة في 52 أسبوعاً. الشيخ يخطب 52 مرة في 52 أسبوعاً. فأن يكون الإنسان مأذوناً من الله عز وجل أهم بكثير من أن يكون مأذوناً من الناس. ولكن المشروع الانتخابي اليوم في هذه الفترة من الزمان هو لإثبات الأحجام. واليوم عندنا يراد لنا من ناحيتين: الأولى ممنوع الدخول إلى البرلمان والخوض في العمل السياسي بدعوى أن العمل السياسي هو عمل تلويث مثل التلويث النووي أو البيئي وآخرون يقولون لا تنزل لأنك أكبر من هذا، وبين الأكبر من هذا والأصغر من هذا بقيت مقاعد البرلمان لقلة طيبة ولكن كثرة مصلحة ومنتفعة لا تلتفت إلى مصالح الناس والأكثر من هذا، أنا أريد في موقع البرلمان غطاءً سياسياً يغطي كل الحالة الشعبية والحالة الشبابية في أمتنا ومدينتنا ومنطقتنا لأننا تحولنا للأسف، إلى نهب للقوى الأمنية التي تحاول قد المستطاع أن تبسط نفوذها وسطوتها وسيطرتها عبر الشباب المسلم ولإثبات الحجم الإسلامي لأن أهلنا وإخواننا أن استطاعوا أن يصوتوا للمشروع الإسلامي وأن يصوتوا للمشايخ والعلماء بكم هائل نستطيع أن نقول بهذا التصويت نحن كحالة إسلامية شركاء بـ 60% أو 50% أو 40%. فالناس كرماء والحالة الإسلامية تستحق. وهذا سيء عليه يعني سيبنى على الشيء مقتضاه. ففي 7 حزيران ستكون هنالك نتائج سيتوقف عندها الأصدقاء والأعدقاء والقريبون والبعيدون ليقرروا بتمعن هذه الأرقام التي حولت أو التي أعادت الموقع الإسلامي لطرابلس كمدينة للعلم والعلماء فليطمئن الجميع لا يوجد تبديل ولا شيء يفتن لمن فتن بموضوع المشيخة والمكانة التي وضعها الله عز وجل فيه وهي مكانة الدعوة إلى الله عز وجل لن يفتن بما و أدنى من ذلك فليطمئن الجميع ولنكن جميعاً يداً واحدة وبقلب واحد لنثبت لجميع هؤلاء أن مشروعنا الدعوي مشروع الإعلام الإسلامي مشروع الدعوة إلى الله، مشروع الكرامة الإسلامية، كرامة طرابلس هي العنوان الأساسي الذي يجب أن نصوت له إن شاء الله في 7 حزيران والذي سيفوز بحول الله وبقوة أصوات المؤمنين في 8 حزيران.
س: شيخ بلال ، في 2005 جرى تبادل إذا صح التعبير، المقايضة التي جرت في 2005 بين سمير جعجع وبينكم في الضنية. وطبعاً هذا غير عادل ولكن حدثت هذه القضية قضية موقوفي الضنية مع الدكتور سمير جعجع. لماذا لم يحدث حالياً مثل هذا. كان هنالك خروج الضباط الأربعة ما زال المعتقلون موجودين في السجون اللبنانية؟
ج: للأسف، المشروع السياسي الذي وسد إليه الناس في 2005 قيادة هذه الطائفة الكريمة تحول إلى شبه ما يقول الشاعر:
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم   
فالقضية بكل بساطة أن الذي ظلمنا وأوقفنا هو نفسه الذي من المفترض أن يخرجنا لذلك لا يلتف إلى الظلم والمظلومين بحال من الأحوال إلا بطريقة فصلية أو مرحلية أو مناسباتية فاليوم بعض النواب المحشورين قليلاً نتيجة التقديمات الانتخابية بدأ يتحدث عن هذا المشروع إطلاق سراح المعتقلين ومؤتمرات وتصريحات من أجل أن يكسب أصوات أهالي الموقوفين والمعتقلين وأنا صرحت به مراراً وتكراراً وعلى ما أعتقد يجب أن يكون هنالك مشروع قانون لا يستثنى فيه الإسلاميون تجري نوعاً من تخفيض الأحكام وإطلاق سراح الذين لم يتهموا ولم يدانوا وأن تفرج كل هذه الملفات كي تعالج بطريقة فيها مصلحة بلدنا. فاليوم، إيجاد نوع من المظلومية لأناس ظلموا لسنوات ثم يقال بعد ذلك تفضلوا اخرجوا. الأمر الذي يحدث حرقة في القلب قد تحول الكثير من المعتقلين أو أهاليهم إلى ناقمين على هذا المشروع الموجود في هذا الوطن. لذلك أتمنى أن تعالج هذه القضية بطريقة حكيمة وأكثر من ذلك يعرف الموقوفون في رومية أننا نتحرك على خلفية حلحلة هذه المشكلة. وحدثت لقاءات في بيروت ثلاث أو أربع مرات ونبحث في كيفية حلحلة هذه المشكلة وحدثت تقسيمات الموقوفين على أساس الأسهل فالأسهل. وأنا أتمنى من الله عز وجل أن تحدث إفراجات قريبة إن شاء الله ولكنها تحتاج إلى جهد منا وهذا ما نقوم به وأتمنى أن يكون هؤلاء بين أهلهم وذويهم قريباً إن شاء الله دون أن يكون لأحد منة. المنة لله عز وجل وهم أصلاً لم يدانوا ولم يحاكموا. ونحن نتعاطى مع مثل هذه الملفات منذ أيام معاهد الهداية وأول من وقف مع الإسلاميين أو التيارات السلفية هو الشيخ سعيد شعبان رحمه الله وأول من وقف إلى جانبهم قضائياً وشعبياً كان حركة التوحيد الإسلامي. وأنا على المستوى الشخصي سجنت أربع مرات وأعرف حجم الضغط النفسي الذي يعانيه الإنسان. لذلك أتحرك لإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين أتحرك على خلفية إيمانية وعلى خلفية نفسية لأنني أشعر مرارة تقييد حرية الإنسان وحركة الكون تسير بشكل متسارع في الخارج. لذلك أتمنى من الله أن يكون قسم كبير منهم بين أهلهم وإخوانهم قريباً إن شاء الله.
س: ما الذي يحصل على مستوى فلسطين. وتحديداً في هذه الأيام ولا سيما موضوع القدس والمسجد الأقصى والعلاقات المصرية الفلسطينية؟
ج: اليوم عندما تقف عند مجموعة من الأنظمة العربية التي تراعي إسرائيل وأمريكا قبل كل شيء ولا تقف في أي حال من الأحوال إلى جانب الشعب الفلسطيني. فنستشعر أن نكبتنا بهؤلاء وهي نكبة كبيرة جداً جداً. لذلك بعض المحللين كانوا يتحدثون عن أن الكيان الإسرائيلي يقو على عدة دعائم للقوة هي القوة النووية والقوة العسكرية وقوة الأنظمة العربية المحيطة التي تمثل القفص الصدري الذي يحمي القلب فهي كالسياج الذي يمنع انهيار هذا المشروع الصهيوني. لذلك يقولون إن أي تبدل في أية دولة من دول الاعتدال العربي سيؤدي حتماً إلى تداعيات كارثية على هذا الكيان الصهيوني الغاصب. وأنا  أعتقد بأن العلاقة بينه معظم الأنظمة العربية والكيان الصهيوني الغاصب هي علاقة تبادلية. وبلغة الرياضيات: إن تداعى أحدها سيتداعي الآخر. لذلك أعتقد بأنه صحيح أن هنالك نكبة منذ 61 عاماً يعاني من خلالها الشعب الفلسطيني ولكن نقول: النصر صبر ساعة ونحن على أبواب وعد الآخرة من جديد. والدكتور محمد راتب النابلسي تحدث في محاضرة “مفهوم العبادة في الإسلام” في المعرض عن بشارات فقال إن انتصار حرب تموز 2006 بشارة وانتصار المقاومة في غزة 2009 بشارة وتحدث عن ذهاب جورج بوش وقال بشارة وعن انهيار البورصات العالمية أي المال الذي كانوا ينفقونه فرعون وقارون العصر بشارة. وكل هذه البشارات لعلها بشارة للانتصار الأكبر إن شاء الله.
لذلك أنا أرى أن هنالك بشارات صعود الشعوب وانهيار المشروع الصهيوني إلى غير رجعة وأكبر دليل على ذلك أن إسرائيل لم تستطع أن تستأصل حفنة من المجاهدين المؤمنين من الشعب الفلسطيني في داخل غزة رغم التآمر الصديق والعدو. يعني أن الأصدقاء والأعدقاء.
س: تذكرت شيئاً في موضوع فلسطين كما يقول أحد الشعراء:
يا أمة تحتسب أوهاماً غرة   من مجرم أصبح الجلاد والحكما
من المحيط إلى ركن الخليج أرى  نيرون ماد وفي أعماقنا جثما
والقدس صارت لدى العربان جارية يقايضون بها التيجانا والعلما

 

على الحديث مقايضات كما يقول الشاعر. وهنالك زيارة نتنياهو إلى مصر أولاً مصر العروبة مصر الأزهر الشريف مصر السبعين مليون نسمة مسلم، أم الدنيا، أرض الكنانة. ولكن، في الوقت نفسه هنالك حديث عن تنسيق مصري فلسطيني وتحديداً بين محمود عباس والرئيس محمد حسني مبارك. في زيارة قادمة إلى واشنطن وعلى ما يبدو أن هنالك تعديلاً في المبادرة العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في قمة بيروت. وهذا التعديل هو شطب حق العودة. فأريد تعليقكم على زيادة نتنياهو وموضوع المبادرة العربية؟
ج: للأسف، هذا ما يجب أن يراه الجميع عياناً، تصور أن نظام الاعتدال العربي يدين وجود سامي شهاب في مصر وتقام بحقه محاكمات ويتهم بانتهاك السيادة المصرية ويطلب له الإعدام بينما نتنياهو هو الذي قاد حروباً بربرية واغتصب أرضنا لشعب آمن وأقام دولة على المجازر من خلال عصابات الأرغون وغيرها، فيستقبل في مصر، وحرس شرف واستقبال رسمي. وهذا لا يعتبر حرقاً للسيادة ولا تستطيع أن تتكلم لأنه إذا تكلمت يزعل ابن البلد عندنا على خلفية العروبة والإسلام والسنة. وأنا أخاطب أهلي وإخواني في طرابلس ولبنان وكل العالم العربي والإسلامي لأقول هناك عروبتان: عروبة محمد حسني مبارك وهناك عروبة اسماعيل هنية فليختاروا بين العروبتين. هناك عروبة قرشي هاشمي اسمه محمد (صلى الله عليه وسلم) وهنالك عروبة قرشي هاشمي اسمه أبو لهب. مع أي  العروبتين نقف هل مع عروبة محمد أم مع عروبة أبي لهب. وعلى المستوى الإسلامي والسني قلت وأقول بشكل دائم يا إخوان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “دخلت امرأة النار بسبب هرة حبستها”. وأنا لن أتحدث عن مصر بل عن نتنياهو ولا عن المرشد العام للحركة الإسلامية في العام الشيخ محمد مهدي عاكف ولا عن أشاوسها ولا حتى عن شعبها. أنا أتحدث عن شرذمة أسسها حكام مصر. ويجب على الشعب المصري أن يتحرك لأننا وصلنا إلى مستوى من المفارقات وسيأتي أفيغدرو ليبرمان الذي هدد بضرب السد العالي في مصر والكعبة المشرفة في مكة المكرمة. والبعض هنا يرفع صوراً لحسني مبارك. لذلك هذا العهر السياسي يجب أن ينكفئ ونحن عندما نتعاطى كمسلمين نتعاطى على خلفية العمل وليس على خلفية الاسم، أتعاطى على خلفية الممارسة لأن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس…” “وإن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إن لهم أجر من أحسن عملا”. حتى على مستوى بني هاشم الرسول يقول: “يا بني هاشم لا يأتوني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، اعملوا فلن أغني عنكم من الله شيئاً”. لذلك، هنالك بالفعل، مشروع مخيف. وتصور إلى أين وصل العهر العربي الرسمي والأقلام المأجورة اليوم نتنياهو في مصر، وهناك حديث عن إقامة معسكر بين أولاد العم سام لمواجهة الخطر والتهديد النووي الفارسي.
س: هناك حديث عن أن موضوع إلهاء العالم والرأي العام من خلال مأتم الكشف عنه عن ما سمي شبكة حزب الله التي ترفع الرأس وتساعد الفلسطيني السني في غزة على ما يبدو أنها عملية إلهاء إعلامي من أجل أن يكون هناك مخطط لضرب إيران في المنطقة عن طريق مصر؟
ج: نعم هناك تغيير للبوصلة بوصلة الصراع أحياناً مشايخ يساهمون بها وأحياناً إعلاميون في الكويت إلى مصر، الإمارات، لبنان، جميع الشرق الأوسط… جريدة الأهرام، الرأي العام الكويتية، وهم يقولون أنه نوع من الجرأة في طرح المواضيع ولكن هذه الجرأة تحول كل مجريات الأحداث وتبدل الثوابت القرآنية فالله عز وجل يقول: “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا” فتجد الكثير من هؤلاء يقول: لا يوجد خطر إسرائيلي أو يهودي هذا من الممكن أن نتجاوزه ولكن هناك خطر جديد محدق هو الخطر الإيراني وقبله أيام العثمانيين كان الخطر العثماني قبله وبعده الخطر الكردي أو خطر حماس على فتح، وفتح على حماس. وخطر 8 آذار على 14 آذار و 14آذار على 8 آذار، خطر العرب على البربر والأمازيغ في الجزائر، خطر العرب والجنجويد في السودان على القبائل الأفريقية أو الوثنية أو الزيجية في السودان لعل هنالك مجموعة من الأكاذيب والأحابيل التي تصوغها إدارة الشر الأمريكي واللوبي الصهيوني في الأيباك من أجل أن يحولوا بوصلة الصراع. ويجب أن ينتبه الجميع إلى أن جوهر الصراع هو صراع بين مشروع وأتباع الأنبياء والأشقياء. ويجب أن يكون الإنسان مع مشروع الأنبياء وأتباع الأنبياء أينما كانوا في مشروع قتلة الأنبياء.
لذلك لن يفلح مشروعهم. وممنوع منعاً باتاً أن تكون هنالك خلافات داخلية. ويجب أن تبقى القدس قبلة جهادنا ولا يجوز أن نضل الطريق. وكما اختاروا القدس عاصمة للثقافة العربية. أنا أعتقد بأنه يجب أن تختار القدس وحتى غزة عاصمة للكرامة والعنفوان والإباء الجهادي العربي والإسلامي لتكون غزة على مدى السنة هي عاصمة العنفوان الإسلامي أو عاصمة الجهاد الإسلامي أو عاصمة الجهاد في سبيل الله وعنواناً من عناوين رفض الذل. ويجب أن توجه كل تصريحاتنا ومواقفنا وإداناتنا لأولئك الذين يستقبلون إنساناً قاتلاً ومجرماً وصهيونياً ويبقى الحصار على شعب بأكمله. وتصور أنه تكلم أي نتنياهو مع الرئيس مبارك بأنه نتيجة المعاهدات أطلب فتح الحدود المعابر مع غزة تطبيقاً للقرارات الدولية. فمفتاح الحدود أصبح بيد نتنياهو وهذا ما لا يقبله عقل في حال من الأحوال. ويجب على شعوبنا أن تتحرك كي تبدل وتغير هذا الواقع المذل والمهين والذي لا يجب أن يكتب في صفحات التاريخ. جاء حاكم ما ليغلق الحدود في وجه أهله وإخوانه المستضعفين فأعان على قتلهم العدو من الطائرات والجو والبحر والبر. ونحن بحصارنا لهم فمعنا عنهم الغذاء والدواء والكساء.
س: شيخ بلال، كان هنالك ما يلفت النظر في الإعلام الأميركي ولكن، للأسف، لم نلحظ أي تعليق أو تعقيب على هذا الموضوع موضوع الصحافي الأميركي الذي ظهر على شاشات التلفزة حتى في الصحافة المعارضة الوطنية والإسلامية لم يعلقوا على هذا الموضوع عندما تحدث هذا الصحافي الأميركي وقال: أن هناك مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي ذهب أدراج الرياح. أو مزبلة التاريخ. هذا المكتب بالتعاون مع مكتب شارون هم وراء عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ولم نر أي تعليق على هذا الموضوع؟
ج: هنالك أكثر من هذا، كان هنالك اتهام موجه إلى الضباط الأربعة وخلفهم سوريا أو إلى مجموعات أصولية وإسلامية أو ما يعرف بمجموعة الـ 13 التي خرج منها 6 وبقي سبعة. ويعني مجرد إطلاق سراح شخص أو أكثر من مجموعة الـ 13 فهذا ينفي التهمة الموجهة أو الإدانة الموجهة إلى مجموعة من الإسلاميين باغتيال الرئيس رفيق الحريري وعندما يطلق الضباط الأربعة بقرار من القضاء الدولي فهذا ينفي إدانتهم في هذا الملف ويستطيع أن يحاسبهم بأمور أخرى. وكل الأجهزة الأمنية السابقة واللاحقة تمعن قتلاً وتعذيباً وتنكيلاً بالشعوب العربية والإسلامية. وكلهم مدانون قبل أن يدانوا ولكن في هذا الملف تحديداً، القضاء الدولي قال أن لا علاقة لهم ولا توجد أدلة بإدانتهم فلماذا لا يتوقف عند هذا التصريح الصحفي. المعارضة ذكروه ولكن بشكل خجول. ولكن ما قولك لو جاء في الرأي العام الكويتية كتب أن رقيب أول في الجيش اللبناني أو السوري على شكل تسريبات فارس خشان وجماعته… على بعض الأقوال أن لا علاقة ألم يكن تلفزيون المستقبل الأحمر والأزرق والأصفر كله يتحدث عن هذا الموضوع. واليوم نحن نبحث عن الحقيقة وكل الناس يريدون أن يبحثوا عن حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فمثل هذا الكلام الخطير الذي لم يرد عليه من قبل مكتب ديك تشيني هناك مكتب سري عند نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني يستخدم قوات الدلتافورس أو خلية من خلاياا الدلتافورس السرية لإجراء عمليات اغتيال أو عمليات جراحة موضعية لتغيير مجريات الأحداث في الشرق الأوسط من أجل إيجاد الشرق الأوسط الكبير، أو الجديد فهذا الصحفي قال ذلك ألا يقف تلفزيون المستقبل ويقول: توجد جذوة نور موجودة هنا وهناك قد تدل على قتل الرئيس رفيق الحريري كأن هنالك من قوى الموالاة من لا يريد أن تعرف هوية قاتل الرئيس رفيق الحريري لأنه يريد نصيباً في المسألة يعني أن هنالك أمراء الحرب الأهلية ستثبت الأيام أنهم شركاء في مثل هذه الجريمة والآن في لبنان، كم شبكة تجسس إسرائيلية ألقي القبض عليها.
س: ما هو سر اكتشاف هذه الشبكات مرة واحدة؟
ج: حقيقة لا أستطيع الجواب، ولكنني أقول لو كل أجهزتنا الأمنية كانت متجهة في تلك الفترة صوب العدو الصهيوني والأجهزة الأمنية الصهيونية وفرضية أن إسرائيل خلف مثل هذا المشروع وفي الحديث: “لو تفتح عمل الشيطان” وما قضاه الله قضاه منذ الأزل. ولكن لو كنا نلتف إلى الفرضية الصهيونية والإسرائيلية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.
اليوم، عشرات الشبكات كشفتها مخابرات الجيش وأمن المقاومة وأمن المعلومات. وأتمنى من الأجهزة الأمنية عرض هؤلاء الجواسيس ليتحدثوا للناس على الهواء مباشرة كيف كانوا يتجسسون ويصورون الشوارع والأزقة والأبنية كيف قتلوا فلاناً وفلاناً. كيف جاؤوا بالمحافظ المفخخة عبر شاليهات في طبرجا لتزرع في منطقة هنا أو منطقة هناك. لماذا يجهل الفاعل ويبني دائماً فعلاً ماضياً للمجهول ولماذا لا يعرف الفاعل. في إحدى المرات سحبت الصحف أنه عندما ألقي القبض على مجموعة محمود رافع التي بنت علاقة مع الاستخبارات الصهيونية وكانت الذراع المباشر لكل التفجيرات التي حدثت وصاحب “الشنط السوداء” تدخل السفير الأميركي السابق جيفيري فيلتمان وقال: أتمنى أن يتوقف التحقيق عند هذا الحد. ولماذا تتسابقون الأجهزة الأمنية اليوم لاطلاعنا على التقنيات الموجودة فهذه المجموعات الأمنية التي تمتلك مثل هذه التقنيات كيف وأين استخدمت ومن قتلت ومن اغتالت. يعني فقط، تأتون بموقوف من الموقوفين الإسلاميين يعلقون له الماء والكهرباء وتعذيب وبلانكو. وتنقطع الكهرباء في كل مكان إلا في سجن رومية للتعذيب. فهؤلاء العملاء الإسرائيليين ألم تنتزع منهم الاعترافات فلماذا لا يعرضون على الهواء لإراحة الناس. أم أنكم لا تريدون إراحة الناس وتريدون كسب الانتخابات ولو على دم الرئيس الحريري وتعمية الفاعل ومرتكب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري واليوم، يوجد ملفان: ملف الضباط الأربعة الذي أغلق وتبين أن الجماعة لا علاقة لهم بالجريمة.
س: هل برأيك تم إغلاق هذا الملف نهائياً؟
ج: هل من المعقول، بعد أربع سنوات يكتشف أن هسام هسام وزهير الصديق “شاهد ما شافش حاجة” الذي شاهد كل شيء وفي اللحظة الواحدة كأنه جني سليمان يكون في عنجر ثم في دمشق ثم في الضاحية ثم في طبرجا من الستة وكان مالك نبعة آخر شخص خرج من السجن والبقية سيخرجون وبالتالي تخرج كل مجموعة الـ 13 التي اتهمت في لحظة من اللحظات أنها هي التي اغتالت الرئيس رفيق الحريري وانتزعت منهم الاعترافات تحت قوة التعذيب على أيدي أمن المعلومات، والآن خرج منهم سبعة، والبقية سيخرجون من السجن. والضباط الأربعة خرجوا فمن يكون قاتل الرئيس الحريري.
لذلك أتمنى أن تعود لتوضيع فرضية الموساد الإسرائيلي وراء اغتيال الرئيس الحريري على طاولة البحث الجدي. فهل يرضي الشيخ سعد الحريري أن يجهل قاتل والده؟
يجب أن يعرف قاتل الرئيس رفيق الحريري لماذا؟ لأن النسيج اللبناني ضرب بشكل كلي. صار السنة ضد الشيعة، ضد العلويين، ضد الروم، ضد الكاثوليك، ضد الدروز، وفي حرب السنتين لم تحدث هذه الأمور ووضع أناس ورفع آخرون في لحظة من اللحظات: صار القديس سمير جعجع وتحولت شخصيات متزنة مثل الدكتور سليم الحص إلى قاتل ومجرم.
س: … سمير جعجع يستقبل اليوم الكبار والصغار يذهب إلى الدول ممثلاً عن؟
ج: سيعود بعد 8 حزيران إلى حجمه الطبيعي وأتمنى من الجميع وعلى الأمثل في طرابلس ألا يكافأ قاتل رئيس مجلس الوزراء المرحوم رشيد كرامي الذي كان سنياً. فالرئيسان كرامي والحريري اغتيلا ولكن قاتل الرئيس كرامي يرقى ليكون صاحب كتلة برلمانية ويكلف النائب وليد جنبلاط ليأت له بنائب من هنا ويكلف إخوتنا أهل السنة والجماعة ليأتوا له بنائبين من هنا… والمسيحيين من هنا لتركب له كتلة مصطنعة وملزمة ونوع الفراء الموجود تقليد سيذهب مع أول شتوة. ونحول كل النسيج اللبناني إلى نسيج متفجر بأكذوبة ما دون أن يكون كل هؤلاء في يوم من الأيام لا في قصر قريطم ولا بين يدي الرئيس رفيق الحريري رحمه الله. كانوا في الموقع والمقلب الآخر. وكل التحقيقات اليوم، أثبتت أن الإسلاميين لا علاقة لهم بالجريمة وحتى الضباط الأربعة مع موقفنا منه لا علاقة لهم. يبقى الاحتمال الثالث. وأتمنى من الجميع أن يسلكوا في هذا المشروع ليدركوا أن هناك وثيقة التغيير التي اعتمدها ديك تشيني من أجل أن يغير وجه الشرق الأوسط. استطاع أن يبدله وأن يغيره لأربع سنين فقط. وفي 8 حزيران نحن أمام مشهد مختلف لا تلعب فيه أميركا وإسرائيل دور السيد. فالذي يؤدي فيه دور السيد هو الشعوب المقاومة والمجاهدة وكل الأسلحة التي استخدمت فقدت صلاحيتها ولم يعد هناك صراع سني شيعي ولا صراع إسلامي مسيحي ولا صراع عرقي مذهبي ولا صراع سوري سعودي. هناك أكذوبة كبرى جر البلد من خلالها إلى موقع غير الموقع الذي يجب أن يكون فيه يجب أن يعرف كل هؤلاء الذين دبروا وغيروا وبدلوا والمسؤولية الأولى لأصحاب الدم إن كانوا فعلاً يريدون معرفة القاتل والمجرم الحقيقي . وإن شعروا للحظة من اللحظات أنهم مغرر بهم فأتمنى أن يعتزلوا السياسة.
إن الموالاة لن يكون لها الأكثرية فهل هنالك زعيم طائفي من زعماء الحرب الأهلية يريد أن يسفك دماً في مكان ما من أجل تهييج وتجييش العواطف من جديد من أجل أن يستعيد الأكثرية تحت وقع الدم. فعلى الجميع أن ينتبهوا.
وأعد أهلي وإخواني الموقوفين بأننا نعمل بشكل حثيث من أجل التخفيف عنهم وإطلاق سراحهم إن شاء الله. وهذا وعد كما أقسمنا في احتفال أبي سمراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى