فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” نتمنى ان يكون الانتصار على الكورونا قريبا

وان تتوحد البشرية بعدئذ في الدفاع عن حقوق الانسان ومناصرة المظلومين والمعذبين في كل مكان “

القدس – شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة الكترونية عبر الزووم Zoom مع عدد من ممثلي الكنائس في السويد وقد كان عنوان هذا اللقاء رسالة الكنيسة في ظل الجائحة هي رسالة رجاء في زمن الوباء وقد كان سيادته المتحدث الرئيسي في اعمال هذه الندوة حيث خاطب المشاركين مباشرة من القدس شاكرا اياهم على هذا اللقاء وسائلا الله بأن تزول هذه الجائحة بأسرع ما يمكن ومؤكدا بأن رسالة القدس كانت وستبقى رسالة رجاء في زمن الوباء ورسالة تأكيد على القيم الانسانية والاخلاقية النبيلة والتي من واجبنا جميعا ان نتشبث وان ننادي بها .
القدس مدينة ايماننا وهي حاضنة كنيسة القيامة والقبر المقدس الذي منه انبلج نور الحياة لكي يبدد ظلمات هذا العالم فهنالك مكانة مركزية للقدس في المسيحية حيث ان مدينتنا هي حاضنة اهم المقدسات المسيحية لا سيما المحطات الاخيرة من حياة السيد المسيح على الارض .
القدس مدينة لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ونحن في الوقت الذي فيه نشدد على اهمية القدس في الايمان والتراث المسيحي فإننا لا ننكر على الاطلاق انها مدينة مقدسة سامية لدى الديانات التوحيدية الاخرى .
القدس مدينة لها فرادتها وما تتميز به وهي تختلف عن اية مدينة في هذا العالم بما تحتوية من مقدسات وتاريخ وتراث روحي وانساني .
اننا نرفض ان يستأثر احد بالقدس وان يدعي بأنها له وليست لسواه فالقدس مدينة السلام والمحبة والاخوة الانسانية ولكن ويا للاسف الشديد فإن واقع القدس مرير في ظل وجود احتلال اقصائي يسعى لبسط هيمنته على القدس وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني العريق والاصيل في هذه المدينة المقدسة .
لا يمكننا كمسيحيين متمسكين بقيم الانجيل المقدس الا ان نكون دعاة حق وعدالة وانحياز للمظلومين ، ولا يمكننا ان نكون حياديين امام امتهان الكرامة الانسانية وامام التعدي على حقوق الانسان وممارسة العنصرية والكراهية بكافة اشكالها والوانها ، لا يمكننا ان نكون حياديين امام مظاهر التطرف والعنصرية التي نراها في اكثر من مكان في عالمنا وهي ظاهرة تتناقض مع قيمنا الانسانية والاخلاقية النبيلة .
أما في فلسطين الارض المقدسة فهنالك شعب مظلوم يستحق الحياة ومن واجبنا جميعا كمسيحيين ان ننادي بالعدالة في هذه الارض المقدسة التي سلبت منها العدالة وغيب عنها السلام ، ان مناصرة الشعب الفلسطيني هي واجب انساني واخلاقي وروحي وكذلك مناصرة كل انسان مظلوم في هذا العالم يعاني من الاستبداد والقمع والظلم والعنصرية والارهاب والحروب.
نسأله تعالى بأن يكون الانتصار على وباء الكورونا قريبا هذا الفيروس الذي شل العالم بأسره ونتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا اكثر عدلا وانسانية وانحيازا لقضايا العدالة والكرامة الانسانية، فكما توحد العالم بأسره في مواجهة هذا الوباء نتمنى ان يتوحد العالم بعدئذ في مواجهة كافة الاوبئة الموجودة في عالمنا لا سيما اوبئة الكراهية والعنصرية والتمييز والعنف والحروب وغيرها من المظاهر التي يجب ان نرفضها وان نتصدى لها .
نتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا حقبة تحقيق للعدالة في ارضنا المقدسة وان تصحو الضمائر من كبوتها فشعبنا الفلسطيني الذي قدم هذا الكم الهائل من التضحيات وصبر وتألم وتعذب لسنين طويلة يحق له ان ينعم بالسلام والامن والاستقلال في وطنه بعيدا عن اسوار الفصل العنصري وبعيدا عن الظلم والقهر والاستبداد والاضطهاد .
وضع سيادته المشاركين في صورة ما يحدث في مدينة القدس وخاصة ما تتعرض له اوقافنا ومقدساتنا كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى