التحقيقات

الانتخابات والمظاهرات لا تغير الواقع والسياسة السيئة\ كتب أسامة إسماعيل

التغيير وتحسين الأوضاع بحاجةإلى نخبويين صادقين
تغيير الواقع السيء وإصلاح النظام السياسي والاجتماعي والمالي والاقتصادي لا يكونان عبر الانتخابات والمظاهرات الشعبية، ولا عبر المهرجانات والخطب، فالعقل والمنطق يقولان ذلك، والتجارب أثبتت ذلك أيضا”،فظل الواقع سيئا”او أصبح أسوأ كما هو الحال اليوم بعد مظاهرات 17تشرين الأول 2021وقطع الطرقات والتخريب الذي حدث منذ أكثر من سنة حتى اليوم.
لا الحاكمون والمتزعمون والأحزاب ولا المتظاهرون ومن يحرك المظاهرات وقطع الطرقات ومن يفتعل الأزمات يريدون تغيير الواقع السيء وهم غير مؤهلين و غير قادرين على تغييره،وليس تكوينهم واداؤهم ومسارهم يؤدي إلى تغيير الواقع السيء والسياسة السيئة من سياسة الزعامة والانتخابات والطائفية والأحزاب والمظاهرات إلى سياسة العلم والإدارة والتنمية والعدالة. ففاقد الشيء لا يعطيه، وتغيير الواقع السيء والسياسة السيئة وتحسين الأوضاع العامة بحاجة إلى نخبويين مستقلين حقيقيين لا إلى شعبويين وتابعين وفوضويين وسطحيين ومرتبطين بدول خارجية. فلا الحاكمون ولا من يسمون “معارضة ” أو “ثورة ” ولا المتظاهرون لديهم الصفات التي تؤهلهم لتغيير الواقع للأفضل وتحسين الأوضاع. فالواقع والسياسة السيئة سيستمران في هذا البلد ما دامت الجهات والظروف التي تساعد على تغييرهما ليست موجودة في الحاضر. بل الموجود حاليا”هو العكس أي التبعية والجمود والحالة الشعبوية والقطيعية والسطحية والضجيج والبلبلة وعدم وضوح الرؤية في ظل سيطرة العواطف والوجدانيات والمصالح المادية وردات الفعل الآنية. لأن الحالة النخبوية والاستقلال وتغيير الواقع والسياسة السيئة تحتاج إلى عقلانية وإرادة حرة.
إن الانتخابات والمظاهرات الشعبية والمهرجانات الطائفية والحزبية تؤدي إلى استمرار دوامة الواقع السيء والسياسة السيئة والأزمات التي تؤدي إلى تدهور اقتصادي ومالي وانماءي كما هو الحال بعد 17تشرين الأول 2019 حتى اليوم، وتؤثر سلبا”في وضع المثقف النخبوي المستقل وحريته ومكانته وحقوقه، وتعيد إنتاج الحالة الشعبوية والقطيعية والسطحية التي تقوم على العواطف والوجدانيات والمصالح المادية وردات الفعل الآنية وتؤدي إلى تقوية التبعية والولاء للطواءف والمتزعمين والأحزاب فيما تزداد محاولات استلاب العقل الفردي والذات الفردية وحقوقها الطبيعية والمكتسبة والإرادة الحرة.
تغيير الواقع السيء وتحسين الأوضاع العامة بحاجة إلى نخبويين مستقلين حقيقيين وصادقين وليس إلى شعبويين وتابعين وسطحيين وفوضويين وطائفيين ومزيفين كما هو حال الكثيرين الذين يدعون أنهم يسعون ويعملون لتغيير الواقع وتحسين الأوضاع العامة وإصلاح النظام سواء سموا سلطة أم معارضة أم ثوارا”،فيما هم يسعون ويعملون لتحسين مواقعهم واوضاعهم المسيسة والانتخابية وتحقيق مصالحهم فقط لاغير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى