الأخبار العربية والدولية

سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان نزيف هجرة المسيحيين من هذا المشرق انما هي مأساة وخسارة لكل اقطارنا ومكونات مجتمعاتنا “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن نزيف هجرة المسيحيين في المشرق العربي ما زال مستمرا ومتواصلا وهذه مأساة وخسارة ليس فقط للكنائس وللمسيحيين فحسب بل لكافة اقطارنا العربية ومشرقنا الذي تميز بالتعددية الدينية القائمة فيه .
ان نزيف الهجرة ما زال مستمرا ومتواصلا في ظل حالة عدم الاستقرار والحروب والعنف والارهاب التي تسود في مشرقنا والتي عصفت بعدد من اقطارنا العربية الشقيقة.
وقد قال لي يوم امس احد اساقفة حلب بأنه قبل عشرة سنوات واكثر كان في حلب مائتي الف مسيحي اما اليوم فلم يبقى اكثر من ثلاثون الفا ، وما حدث في سوريا الجريحة حدث ايضا في العراق المنكوب اما فلسطين فهي جرحنا النازف والتي تراجعت فيها اعداد المسيحيين بشكل دراماتيكي ، ففي مدينة القدس لا يوجد اكثر من عشرة آلاف مسيحي والبعض يقولون بأن من بقيوا اقل من ذلك .
أما في فلسطين فنسبة المسيحيين لا تتجاوز ال1% وما زالت الهجرة متواصلة ومستمرة حتى اليوم .
الاحتلال هو المسبب لهذا النزيف ولكن هنالك ايضا عوامل اخرى لا يمكن تجاهلها ولذلك نحن في وثيقة الكايروس الفلسطينية شددنا دوما على مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية والتي لا يستعملون فيها لغة اكثرية او اقلية الدولة التي تحترم الخصوصية الدينية لكل مواطن ، دولة المواطنة والقانون .
المسيحيون وان كانوا قلة في عددهم الا انهم يرفضون بأن يوصفوا بأنهم اقلية فنحن لسنا اقليات في وطننا وفي هذا المشرق الذي كان فيه اسهامات كبيرة للمسيحيين وحضور فاعل في كافة الميادين الانسانية والفكرية والثقافية والابداعية والوطنية .
فلسطين ستبقى وطننا وشعبها هو شعبنا وآلامها وجراحها هي آلامنا وجراحنا والمسيحيون الفلسطينيون الباقون هم مطالبون بأن يحافظوا على قيم ايمانهم وانتماءهم لوطنهم .
اعداءنا يخططون لافراغ بلادنا من المسيحيين وكذلك افراغ المسيحيين من هذا المشرق ونحن نقول لمن بقي من مسيحيين في مشرقنا بأن اصمدوا في بلادكم وابقوا متمسكين بانتماءكم لاوطانكم ومسيحيتكم المشرقية النقية ، فلتكن رسالتكم رسالة المحبة التي لا حدود لها والانتماء النقي والاصيل لهذه البقعة المقدسة من العالم والتي جذورنا عميقة في تربتها .
اما ابناء هذا المشرق وابناء فلسطين المسيحيين المنتشرين في كل القارات اقول لهم لا تنسوا اوطانكم التي تركتموها عنوة بسبب الحروب والارهاب وعدم الاستقرار، فكروا دائما في اوطانكم وبأصولكم فلا يجوز لأي واحد منكم ان ينسى اصوله المشرقية .
أما المسيحيين الفلسطينيين المنكوبين والمهجرين والمنتشرين في سائر ارجاء العالم اقول لهم فلتكن فلسطين حاضرة في قلوبكم ولا تنسوا هذه البقعة المقدسة من العالم التي هي وطنكم الام وهي ارض الميلاد والتجسد والفداء .
نعرف جيدا أنكم تشعرون بالغربة وتتحسرون على ما حل ببلدكم وبمشرقكم ويحق لكم ان تشعروا بالالم والحزن على ما وصلنا اليه ولكن كونوا دائما متفائلين فالحق يعلو ولا يعلى عليه وما نمر به انما هي سحابة صيف سوف تزول .
اقول بأننا كمسيحيين فلسطينيين سنبقى كذلك ولن نتخلى عن مسيحيتنا المشرقية القويمة النقية كما اننا لن نتخلى عن انتماءنا لوطننا وشعبنا ودفاعنا عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى