فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” كم نحن بحاجة للوحدة والتضامن والاخوة ونبذ الكراهية والعنصرية في هذه الاوقات التي نمر بها “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأن هنالك اصواتا مسيحية نشاز ناطقة باللغة العربية تبث سمومها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهدفها هو اثارة الفتنة في صفوفنا وبين ظهرانينا وحرف بوصلتنا .
ان هذا التحريض والتشويه الذي تقوم به هذه الجهات المرتبطة باللوبي الصهيوني انما هدفها الاساسي هو اقتلاع المسيحيين المشرقيين من هويتهم الوطنية وخاصة في فلسطين الارض المقدسة وجعلهم يشعرون بأنهم اقلية مستهدفة ومستضعفة ومضطهدة تمهيدا لهجرتهم وتركهم لاوطانهم .
ان هذه الاصوات النشاز التي نسمعها انما تندرج في اطار مشروع مشبوه هادف الى افراغ هذا المشرق من المسيحيين وقد ابتدأ هذا المشروع منذ سنوات وهؤلاء المحرضون والمسيئون والذين يدعون زورا وبهتانا انهم مبشرون بالمسيحية انما يقومون بادوار قذرة ومهام خطيرة وجب التصدي لها بالوعي والرصانة والحكمة والمسؤولية .
لقد اعلنا مرارا وتكرارا بأننا نرفض اي خطاب عنصري اقصائي كما اننا نرفض خطاب الكراهية والتطرف ايا كان شكله وايا كان لونه ومواجهة خطاب الكراهية بأشكاله والوانه المتعددة والمختلفة من خلال صهاينة الداخل والخارج يجب ان يكون من خلال التوعية ونشر قيم المحبة والاخوة بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني .
ان ما تعرض له المسجد الاقصى انما يمسنا جميعا في الصميم كما ان الاعتداء على اوقافنا المسيحية وسرقتها ونهبها من اصحابها الاصليين انما هي قضية تهمنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد .
احذر من خطورة الانزلاق الى الفتن في زمن نحن نحتاج فيه الى مزيد من الوحدة والاخوة والتضامن ونحن في فلسطين عندنا اصوات نشاز ايضا تحرض على الكراهية والعنصرية والطائفية وهذه ظاهرة مقيتة يجب ان نرفضها جملة وتفصيلا ، فالداعشية والصهيونية انما هما وجهان لعملة واحدة ويخدمان هدفا واحد وهو تفكيك المفكك وتجزئة المجزء والنيل من وحدة شعوبنا وتلاقيها في الدفاع عن قضاياها الوطنية العادلة.
اقول لهؤلاء المتصهينين بأنكم لا تمثلون المسيحية وقيمها ولولا وسائل التواصل الاجتماعي التي تستغلونها لما سمع بكم احد ولما وصل خطابكم الملوث بالعمالة والخيانة الى اي مكان في هذا العالم .
لم نتعود في يوم من الايام ان ندعو على احد وان نتمنى الشر لاحد بل ما نتمناه هو هدياتكم لكي تعودوا الى رشدكم وانسانيتكم ومسيحيتكم الحقة والتي تتناقض بشكل جذري مع الصهيونية ، فالمسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والاخوة والسلام ، أما الصهيونية فهو فكر ارهابي همجي كان سببا في النكبات والنكسات والمظالم التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني .
اقول لابناء شعبنا الفلسطيني مسيحيين ومسلمين بأن وحدتنا الوطنية في هذه الظروف هي امر حيوي وفي غاية الاهمية فأعداءنا يريدوننا ان نكون في حالة تشرذم وفتن وانقسامات ونحن بدورنا يجب ان نعمل من اجل الوحدة والتضامن والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان .
ندرك جيدا التحديات التي يعاني منها مسيحيوا المشرق ونعرف جيدا من الذي اوجد لنا المنظومة الداعشية ومن الذي يوجهها ويغذيها ويستفيد منها ، وندرك ايضا وجيدا من يدعون الانتماء للمسيحية والمسيحية منهم براء .
في عالمنا هنالك اشخاص يدعون الانتماء للمسيحية ويلبسون الثوب المسيحي ولكنهم في الواقع هم اعداء لدودون للمسيحية وحضورها في هذا المشرق .
فلسطين ستبقى قضيتنا والقدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا شاء من شاء وابى من ابى ، ونحن باقون في القدس جنبا الى جنب مع اخوتنا المسلمين الذين واياهم ننتمي الى الاسرة البشرية الواحدة التي خلقها الله وننتمي الى الشعب الواحد المناضل والمكافح من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة .
ان اية اصوات نشاز تحرض على الكراهية ايا كان مصدرها فهي لا تمثل شعبنا واصالته وثقافته فنحن اليوم بحاجة الى الوحدة وبناء جسور المحبة والتواصل فيما بيننا خدمة لقضيتنا العادلة وحضورنا المستهدف والمستباح وقدسنا ومقدساتنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى