المقالات

نموذجان اليمني والليبي لن يطبّقا في سورية بقلم : حسان الحسن

لاريب أن سورية تخطت مرحلة خطر السقوط، ولا إمكانية لتطبيق أي من النموذجيّن اليمني أو الليبي إطلاقاً عليها، لأنها منضوية في منظومة استراتيجية دولية وأقليمية تضم كلاً من روسيا والصين وإيران والعراق، إضافة الى تحالفها مع حزب الله في لبنان الذي أصبح قوةً إقليميةً بعد انتصاره على “إسرائيل” في عدوان تموز 2006، وبالتالي فإن سورية ليست معزولةً كما كان حال ليبيا قبل سقوط نظام الرئيس معمر القذافي، وليس هناك توافق دولي وإقليمي على انتقال السلطة فيها كما حدث في اليمن، بحسب مرجع استراتيجي- إقليمي، مؤكداً أن أي عدوان على سورية قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة، وقد يتوسع إلى ما بعدها.
ويشير المرجع إلى أن المواقف الروسية والصينية اليومية الرافضة بأي شكلٍ من الأشكال اللجوء إلى الضغط على دمشق، أو استخدام القوة ضدها لحل الأزمة فيها، ما هي إلا تأكيد على ثبات موقفي موسكو وبكين بتمسكهما بالحكم القائم في سورية، لافتاً إلى أن الدفاع الروسي عنها، انتقل من الموقف السياسي الى الحيز العملاني بعد إطلاق الغواصة الروسية تجربتها الصاروخية من المياه الإقليمية السورية، في رسالة واضحة أن موسكو جاهزة للرد على أي تدخل ٍ عسكريٍ في سورية، على حد قول المرجع.
وفي الشق الاقتصادي، يقرّ المرجع بأن سورية تمرّ بحالة اقتصادية رديئة، ويقول:
“إن ما يزيد من قوة سورية ومنعتها من الناحتين الاقتصادية والمالية، هو الانفتاح الاقتصادي الإيراني- العراقي عليها، الذي أنقذها من الانهيار الاقتصادي، من خلال استيراد العراق لكميات كبيرة من إنتاج سورية الصناعي، إضافة إلى استيراد إيران المنتوجات الزراعية السورية”.
وعن الوضع الأمني، يعتبر المرجع أنه معقّد بعد انتشار السلاح بين المواطنين، ويتطلّب معالجة دقيقة أشبه “بالجراحة الموضعية”، نظراً لخطورته وانعكاساته السلبية على الواقع الاجتماعي السوري، في حال لجوء الدولة إلى استعمال القوة المفرطة لإنهائه.
ويرجح انحسار العمليات الأمنية، خصوصاً بعد تسليم مجموعات كبيرة من المسلحين أنفسهم وأسلحتهم إلى الدولة، بعد فشل رهانهم على حصول تدخل دولي في سورية.
ويؤكد المرجع أن الحكومة السورية لا تزال تفضّل استخدام الوسائل السلمية لمعالجة الحالة الأمنية، على رغم عملية الحسم الأمني التي ينفذها الجيش السوري لاجتثاث ظاهرة الإرهاب، كاشفاً أن الأجهزة المختصة كلّفت أشخاصاً من ذوي الخبرة الأمنية الواسعة، للتفاوض مع المسلحين من أجل تسليم أنفسهم، وبالتالي تسوية أوضاعهم القانونية.
وعن احتمال حصول تسوية بين الولايات المتحدة وروسيا تنهي الأزمة السورية، يرى المرجع أن لا من مفرّ من حصولها، بعد فشل سلسلة محاولات استهداف سورية، بفضل التأييد الشعبي الذي يحظى به الحكم، وولاء القوات المسلحة للرئيس بشار الاسد، وتماسك مختلف أجهزة الدولة بعد انقضاء نحو عام وأربعة أشهر على اندلاع الأزمة.
ويعتبر أن أفق مشاركة “المعارضة السورية” في الخارج في الحل يضيق يوماً بعد يوم، مؤكداً أنها تفتقد الى المشروعية الشعبية، وليس لديها أي طروحات، معتبراً أن مشروعها الوحيد، كان المراهنة على الخارج لإسقاط الحكم في دمشق، الذي أصحبح مجرد أضغاث أحلام، على حد قوله.
ويرى أن اجتثات القوات السورية للإرهابيين فيه مصلحة أميركية، في حال نضوج أي تسوية مع الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة السورية، سائلاً من هي الجهة القادرة على تطهير سورية من ظاهرة الإرهاب إذا نضجت التسوية؟
ويختم المرجع بالقول: ” إن خروج سورية من محنتها سيعيدها أقوى مما كانت عليه، بعدما أثبتت قدرتها العالية على مواجهة الهجمة الدولية التي استهدفتها، وسيمنحها دوراً إقليمياً مهماً، ويعيدها لاعباً اساسياً في المنطقة”.

موقع المردة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى