ثقافة

أين العيد ….ياعيد شعر . د. ضحى بركات

الكل يشكو يقول : العيد .. لاعيد
القلب خوف والعين دمع والصدر ضيق وتنهيد
كان العيد من زمن له طعم له سحر له شوق وتغريد
غاب الأحبة ..غاب الفرح والمرح
غاب الجمع والحلم ..غزا الأيام تجريد


نعم نرأى لكم ملهى ..وكم روض ..وكم زهر به سحر ..وكم لحن وكم رقص .. وكم خلق ..هى الجموع كما كانت بل تعلو وتزداد
هى الوجوه ترى الضحكات تملؤها ..وترسمها تجاعيد .. ولكن شىء ينقصنا …فماذا ينقص العيد؟!


من يدرى دواء الأمر يخبرنا لكى نخلص من الحزن من الهم كفى ياهول تشديد
صدى الأتراح يقتلنا ويسجننا ..ولاندرى لنا سبلا ولاأملا.. فهل بالغد تجديد ؟


هل ندرى ..نعم ندرى لماذا العيد لاعيد ..
كان العيد أن كنا بين القوم أسيادا ..واليوم زالت جباه العز ياقومى وهانحن امام الوغد كعبيد
كان العيد أن كنا لنا جمع لنا عهد لنا جهد لنا رأى مهاب دون ترديد
العيد عز ولن نحظى بساعته وتحت الظلم محيانا وعيش الضعف سقيانا وحال الذل معقود


صراخ الأخ يقتلنا تجاهله وريح الخوف تصرعنا ونخشى حرف توبيخ وتصريح وتهديد
كف الغدر يطمسنا ..ويضربنا صدى الجدران ..والسجان من أصلى ومن عرقى بدين فيه تجديد
اليوم نقتل فى كل واد فلاندرى ..وإن ندرى فلاغضب ولا دمع ولا شجب وتنديد


قصعة بها الألوان من أكل.. لمن جاع.. ومن باع..ومن ذاع.. وشاء البطش عربيد
بات القوم لاوزن.. ولاأمن.. ولاحسن ..ولاعمل فهللا يأتهم عيد ؟
دموع لونها دم ..وعرض هتكه حل.. ووطن خيره كلأ.. لمن يهوى وكى يرضى نشدو فيه تحميد
حال ملؤه هون .. ورب البيت خارجه . بحكم كله جور ..يمضى العمر كطريد
هنا ثكلى ..هنا ..قتلى ..هنا جرحى ..هنا دمع وتشريد


ضاع الدين بالدنيا ..وخان العهد أسفلنا.. فذاق الكل من حزن ومن ندم وزاد العصر تشديد
عضال الداء يسحقنا ..خطا الأعداء تمحقنا ..وتشرب من دم الغالى نخب النصر تعميد
جميع صفنا وهن .. نمشى فى شفا جرف سينهار … ونلقى فى الأخاديد
ضاع الجيل من جيل ..بتدليل . وتعليل ..فلاخلق سيحميه ولا عهد سيوفيه ..ولا أمل لنحييه.. ويغزو الكل تهويد


عيد القلب لن يأتى بلاعود لدين الله تأكيد .
.و دين الله ننصره بعهد الصدق نرفعه لبيع كله حسن .
.فتعلونا الزغاريد
جنى الثمار زارعها.. فللجنات كم درب ليسلكه رجال العزم …مكتوب هنا درب المساعيد


ندعو الله يرحمنا ويحفظنا ويرفعنا ..ويحيا قلبنا عيدا به ذكر وتحميد
ونحيا كلنا جسدا له روح له دين له عهد وتوحيد
ونسكن للذرى كفوا ..وننشر فى الورى عدلا ..ونتلو فى الدنى قولا لرب الكون تمجيد
هنا يأتينا إسعاد ..وأعياد وأعياد … بطعم إسمه عيد ..ورسم أصله عيد …وعيد روحه عيد…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى