التحقيقات

أين الرحمة يا أبناء وطني؟* كتبت وصال كبارة

الرحمة حالة وجدانية خلقت فينا فطرياً، لطالما كانت تنمو داخلنا ونعطيها لأبنائنا ،فلنأخذ قبساً من رحمته ونتصف بها مع أنفسنا ومع الخلق عموماً،، ولا يرحم الله من لا يرحم الناس ، فالرحمة حتى بالحيوانات قد تكون سبباً في دخولنا الجنة ، الرحمة تكسبنا رحمة الله ، واجب علينا أن نرحم بعضنا صغيرنا وكبيرنا..
رغم الظروف التي يمر بها لبنان بدل أن نرحم بعضنا ونتعامل بلين وحب وتعاطف بعيداً عن العنف والظلم ، انتشرت بشكل مخيف ظاهرة مجردة من الرحمة والانسانية من القلوب بشكل عام فمجتمعنا مشغول بتجارة مادتي البنزين والمازوت الا من رحم ربي، أصبح شغلهم الشاغل الوقوف عند محطات البنزين لتأمين كميات من الليترات وبيعها بما يسمى سوق سوداء بأسعار خيالية مجردة من الرحمة لا دخل لها بالتجارة العادلة المكسبة ، وما هي إلا طمع وجشع وأذى منهم، طوابير من السيارات تنتظر بالساعات دورها لتعبئة سياراتها ، الا أننا نرى بعض الأشخاص ياتون دون احترام للأدوار وهم تابعون لأصحاب المحطات والموظفين (محسوبيات) يملؤون خزاناتهم بكل سهولة ويذهبون، هؤلاء التجار
يعتقدون انهم يحققون إنجازاً شخصياً، وهم بذلك يدمرون نفسياً ومعنوياً واجتماعياً فئة كبيرة وشريحة معينة من الناس..
الرحمة فقدت وأكثرهم يستغلون الاوضاع المزرية لعائلة ما هي بحاجة للبنزين للضرورة، نراهم يبيعونهم بأسعار خيالية لمعرفتهم أن هذه العائلة مضطرة للشراء ويعتقدون بذلك انهم يحققون انجازاً مربحاً مهماً…
أصبح مجتمعنا اللبناني متعطشاً ومتلهفاً للنيل من أي شخص، والأدهى من ذلك أنهم يفتخرون بانجازاتهم السلبية ويعمدون لنشر الخبر وتوزيعه والتشهير به ..
الدين علمنا محبة الله ومحبة الآخرين والتعامل مع بعضنا بكرم وأمانة وصدق ومساعدة الفقراء المحتاجين دون تمييز ومساعدة الايتام وكفالتهم إن أمكن ، أين الترابط الأسري والتعامل مع بعضنا البعض برحمة وتعاون وسلام ؟؟اضبطوا أنفسكم لأنها غارقة في دوامة من الشعور بالقلق والخوف من الغد، وهي قتل بطيء للنفس
تخلصوا من مشاعر الرغبة في الانتقام لانه مزيج من الغضب والاكتئاب واللوم ، لا تسمحو أن نصبح أسرى لمشاعر مرتبطة بوضع معين ، ولا ننسى أننا جميعاً ملامون ، لأننا الجاني والضحية في الوقت نفسه، نستحق جميعاً الحب والتعاطف والاهتمام والرحمة،
فالرحمة والانسانية قانون يشمل كل العلاقات والروابط، و حق علينا أن نلاقي الناس بالمودة والرحمة
تخلصوا يا أبناء وطني من مشاعر الغضب التي بداخلكم والرغبة في الانتقام..
عودوا كما عهدناكم شعب ذو خلق وقيم ومبادئ..أعيدوا لقلوبكم الرحمة ..ولنتخذ من وضعنا الذي تمر فيه بلادنا درساً علمنا كيف نثابر ونكون يداً واحدة بقلب نظيف لا يحمل الضغينة لأننا في نهاية المطاف وحدنا من نتأذى..
أرجعوا الرحمة لقلوبكم النقية يا أبناء وطني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى