المقالات

على قارعة الطرقات
بقلم الإعلامية وصال كبارة

على قارعة الطرقات عند ابواب منازلهم و على حافة عماراتهم بالتحديد يجلسون يتأملون المارة و أملهم كبير في رحمة رب العالمين ، والدمعة على خدهم تسكب على زمن مضى من عمرهم و ذكرياتهم أمامهم قيد الدمار..
أطفالهم مشردة دون مأوى ، و ماضيهم و تعب سنين عمرهم يضيع أمام أعينهم ، نظرة سوداوية تلف بهم قاتلة مميتة، فاقدين القوة و العزم لا يستطيعون فعل شيء ، وليس لديهم أي حلول ، وسؤال يتكرر في أذهانهم ألف مرة و مرة الى أين سنذهب ؟ و مع من سنعيش وإلى متى الصمود ؟
فهم أمام خيارين اما التشرد أو الموت حتفهم ، و كل القطارات والطرق تنتهي هناك أمامهم ، لأن معركتهم في البقاء والصمود خاسرة، فمشكلة الأبنية المتصدعة تشكل خطراً على حياتهم ، مباني كثيرة في طرابلس مهددة بالانهيار و قد طُلب من سكانها الاخلاء الفوري ، نساء أطفال وشيوخ أصبحوا فجأة دون مأوى لا حول لهم ، البعض اتجه للأقرباء، والبعض ليس له أحد يذهب اليه ، ومنهم من يفترش الطرق تحت المباني المتصدعة ، والبعض لا حول له ينام في بيته رغم معرفته بوجود خطر بسقوط المبنى..
أنقذوا المواطن اللبناني فهو بحاجة للاغاثة قبل ان تسقط الاسقف فوق رأسه…
لبنان كان من الدول السباقة لمساعدة المتضررين في زلزال تركيا و سوريا(كان الله بعونهم)، و لبنان أيضا مواطنوه في خطر محتم…
نناشد زعماء لبنان ووزرائها ونوابها ومشايخها والمنظمات والجمعيات و رجال الأعمال قبل ان تقع الكوارث و قبل أن نقول ياليت، بتقديم المساعدات والنظر في موضوع المباني المتصدعة بشكل عاجل ، المواطن اللبناني أولى بمعروفكم ومساعداتكم التي توزعوها الى الخارج ..
فلتحاولوا مساعدتهم في كسب معركتهم في الحياة وتقديم لو القليل من التبرعات بحسب قدرتكم واستطاعتكم لتكون حياة للآخرين والخلاص لهم من الموت بالانهيار ..
الموت بانتظارنا جميعنا ، لنكن نحن وأنتم مشروع أمل و حياة لهم ولأبنائهم ، لا تنتظروا البكاء على موتهم ، مدوا لهم ايديكم و قفوا بجانبهم وساعدوهم قبل فوات الأوان

لا تقولوا ان الامكانيات لا تسمح للدولة بتقديم المساعدات المالية ، دائما توجد حلول والحل بانشاء صناديق للتبرع ، مخصص لترميم الابنية المتصدعة ، بادروا بخطوة التبرع كل بحسب قدرته واستطاعته و لو بشيء رمزي ، ففي الاتحاد قوة، كونوا السباقون للوقوف بجانب ابناء بلدكم …
اسقوا أرزة لبنان الخضراء الشامخة ، بالرحمة والصدقة ، بالمحبة و الطيبة و الحنية ،
و لنضع لهؤلاء الناس سياجاً متيناً وقوياً ليحميهم ولتبقى منازلهم هي الملاذ الوحيد الآمن في تلك الأوضاع التي يمر فيها لبنان…
الجبل لا يحتاج الى جبل ، لكن الانسان يحتاج الى انسان(لافونتين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى