التحقيقات

التفسير العلمي للظواهر والمشكلات يحدد العلاج والحل \ أسامة إسماعيل

الحل ليس بالإنتخابات واستبدال أشخاص بل بتحسين الأوضاع
لكل شيء أسباب علمية ومنطقية،أما الأسباب الغيبية والعاطفية والأوهام والخرافات فهي خارج سياق العقل والعلم والمنطق. فالظواهر الطبيعية كالهزات الأرضية والزلازل والعواصف الشديدة والبراكين والمد والجزر والكسوف والخسوف والمذنبات لها أسباب علمية ومنطقية،وكذلك الظواهر الإجتماعية والسياسية والإقتصادية لها أسباب علمية ومنطقية. ولكن الناس يختلفون حول تعليل هذه الظواهر والنظر إليها والتعامل معها وفقاً لأداة التفكير المستعملة، فإذا كانت أداة التفكير هي الذكاء العقلي ردّت هذه الظواهر إلى الأسباب العلمية و المنطقية، وإذا كانت الذكاء العاطفي والغرائزي الإجتماعي ردّت إلى الأسباب العاطفية والغيبية والأوهام. والكثير من الناس يفسرون الظواهر ويواجهونها ويتعاملون معها على أساس الذكاء العاطفي والغرائزي الإجتماعي فتكون النتائج سيئة ووخيمة. َ
ًََََ إن التحليل العقلاني والعلمي يقول إن الأزمة المالية والنقدية والإقتصادية والإنمائية الحالية في لبنان هي نتيجة النظام الديموقراطي الإنتخابي الطائفي الحزبي واللعبة الدولية الإقليمية والنظام الإقتصادي الرأسمالي غير المضبوط الذي شجع التحويلات المالية غير المضبوطة بالعملة الصعبة إلى الخارج، والمضاربات والإثراء غير المشروع على ظهر الآخرين، والإحتكارات والمنافسة غير المتكافئة والهدر والتهريب. أما المعالجات للأزمة المالية والنقدية والإقتصادية والإنمائية فلا ترتقي إلى المستوى المطلوب بل هي استمرار للنهج والأداء السيئين اللذين أدّيا إلى هذه الأزمة. فالمعالجات منذ 2019 حتى اليوم لم تسترد الودائع التي قيل إنها حوّلت إلى الخارج أو استنزفت ولم يخفّض سعر الدولار الأميركي بل ارتفع بشكل مضطرد ولم يوحّد سعره ولم يثبت، ولم تزدد كثيراً ساعات التغذية بالتيار الكهربائي رغم زيادة التعرفة بشكل يفوق قدرة ذي الدخل المحدود والمتدني الذي يواجه أيضاً ارتفاع كلفة الإشتراك بمولد الكهرباء. وبدلا”من المعالجات الحاسمة والشاملة والعادلة يحدث الإنشغال بانتخاب رئيس الجمهورية منذ عدة شهور رغم أن السياسيين والأحزاب قادرون على انتخاب رئيس الجمهورية في يوم واحد ولكنهم يلهون الناس بمسرحية الخلافات حول انتخاب رئيس الجمهورية وموضوع الصلاحيات والتمثيل المذهبي والطائفي وحقوق الطوائف في المناصب والوظائف عن مسؤوليتهم في التسبب بالأزمة المالية والنقدية والإقتصادية والإنمائية وعدم تقديم الحلول الحاسمة والشاملة والعادلة لها منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، ويروجون لفكرة تأجيل الحلول الحاسمة والشاملة إلى حين الإتفاق مع صندوق النقد الدولي!!!
أسامة إسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى