التحقيقات

خواطر من واقع الحياة والأزمة الراهنة \ أسامة إسماعيل

  مسرحية الإنتخابات

مسرحية الخلاف على انتخاب رئيس الجمهورية هي لإلهاء الناس عن دور السياسيين والأحزاب والمسؤولين عن الوضع المالي والنقدي والإقتصادي والإنمائي في التسبب بالأزمة المالية والنقدية والإقتصادية والإنمائية الحالية في لبنان وعدم معالجتهم هذه الأزمة ونتائجها السيئة، وهم قادرون على إيجاد مسرحية توافق على رئيس الجمهورية وانتخابه في يوم واحد ولكنهم لا يريدون ذلك للأسباب المذكورة ويرشحون أشخاصاً حزبيين أو فاقعي اللون أو موضع خلاف لإطالة أمد مسرحية الخلاف على انتخاب رئيس الجمهورية لإلهاء الناس وتغطية مسؤوليتهم عن التسبب بهذه الأزمة والمشكلات وعدم معالجتها بالقرارات والإجراءات الناجعة والشاملة والحاسمة والعادلة. فليعالجوا الأزمة المالية والنقدية والإقتصادية والإنمائية قبل إنتخابات رئيس الجمهورية مادامت مسرحية الخلاف حول هذا الموضوع مستمرة أو طويلة. فسعر الدولار الأميركي أصبح 100,000 ليرة لبنانية وانخفضت قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 98% وأصبحت أسعار المواد والسلع الأساسية والضرورية أكبر بكثير من القدرة الشرائية لذي الدخل المحدود والمنخفض وكذلك تعرفة الإتصالات والكهرباء والمياه والنقل فوق قدرة ذي الدخل المحدود والمنخفض!!!
شروط الحصول على وظيفة ودخل جيد في لبنان
ليست الكفاءة والجدارة والثقافة والحرية والإستقلال هي شروط الحصول على وظيفة أو فرصة عمل ودخل فردي جيد في هذا البلد بل الشروط هي التبعية الطائفية والحزبية و”الواسطة” و”المحسوبية” والتملق والوصولية و”التشبيح”. ومن أراد أن يتخصص ويعمل ويرتزق مجال غير المجال الذي كان فيه والده سواء”كان في القطاع العام أو الخاص، والسلك المدني أو العسكري وبدون تبعية طائفية وحزبية وتوافق كلي مع المجتمع و” الواسطة “و” المحسوبية “والتملق والوصولية و”التشبيح” فلن يحصل على وظيفة أو فرصة عمل أو دخل جيد ولن ينال الإحترام الكامل في مجتمع تربى واعتاد على هذا المفهوم للوظيفة والعمل والدخل والحياة والمكانة والإحترام بل إنه يشجع الذين يستفيدون من هذا المفهوم الخاطئ والمعوج ويسيرون على أساسه وبالعامية”مظبطين وضعن”لممارسة “التشبيح”و”البهورة” والتضييق والتباهي على صاحب العلم والثقافة والكفاءة والجدارة النخبوي المستقل!!!
“الصديق عند الضيق”
ليس الصديق هو القريب أو الجار أو المولود على المذهب ذاته، فبين الأقارب والجيران والمولودين على المذهب ذاته غير أصدقاء، وأعداء كما أنه بين الغرباء غير أصدقاء، وأعداء بل الصديق هو من ينسجم الآخر معه فكرياً ونفسياً ومعنوياً ويرتاح له ويشعر معه بالإحترام والحرية ويستفيد منه ويثق به، فمن لا يملك هذه الصفات والشروط فهو ليس صديقا”ولايفرّج الضيق الإقتصادي والنفسي والمعنوي بل يزيده. والمثل يقول أيضاً :” البعد بعد عقول وقلوب وليس بعد مسافات ودروب”!!!
الدين عبادة لله لا أشخاص
الدين هو عبادة وصلاة لله وحده وليس لأشخاص بشريين أو عشيرة وقبيلة أو طائفة أو حزب، وعندما يصلي الفرد ويقرأ الدعاء يفعل ذلك لله وليس لأشخاص أو جماعة… وفي الصلاة والدعاء يقول الفرد: ياالله ويارب ولبيك يا ألله ولايقول : يافلان ويا فلانة ولبيك يافلان ويا فلانة. وعندما يمر أحد بسيارته أو على قدميه مطلقاً الصوت ورافعا”إياه بمناداة أشخاص وأحزاب وتقديسهم وتعظيمهم عبر أناشيد أو لطميات أو أغاني فإن الفرد الذي يصلي في جواره يضطرب ويتشتت ذهنه وتتوتر أعصابه ويصبح من العسير جداً الإستمرار بالصلاة والدعاء ويقطعهما. فالإيمان يختلف عن المذهب. وتتعارض
المعتقدات والمناسبات والعادات والطقوس والشعارات المذهبية والطائفية التي تقدّم الولاء والتقديس والتعظيم لأشخاص وأحزاب وطوائف مع الإيمان الحقيقي وجوهر الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى