فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” يجب العمل من اجل الحفاظ على استمرارية السياحة الدينية وهي مصدر رزق للكثيرين من ابناء شعبنا

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم لدى استقباله وفدا من الادلاء السياحيين في كنيسة القيامة في القدس القديمة بأن الحجاج والزوار الذين يأتون الى فلسطين لزيارة الاماكن المقدسة وخاصة في القدس وبيت لحم هم ضيوف على فلسطين ويجب ان نحسن معاملتهم وان نرحب بهم وان يكون التعامل معهم بمسؤولية وحكمة ورصانة انطلاقا من قيمنا وشيمنا العربية الفلسطينية .
ان الحجاج والزوار الذين يأتون الى فلسطين انما هم مصدر دخل ودعم للفلسطينيين وخاصة في منطقة بيت لحم حيث يعتاش الكثيرون من ابناء شعبنا على السياحة الدينية وذلك بسبب وجود كنيسة المهد والتي يزورها الكثيرون من مشارق الارض ومغاربها.
ان اية تصرفات فردية ايا كان شكلها وايا كان لونها لا تمثل اصالة شعبنا ولا يجوز ان تؤثر على هذا الشعب الذي يجب ان يرحب دائما بضيوفه وهؤلاء الحجاج والزوار الذين يأتون للصلاة في الاماكن المقدسة وزيارة الاماكن الدينية والتاريخية في فلسطين هم ضيوفنا جميعا .
لا يجوز استغلالهم ولا يجوز التصرف معهم بطريقة غير مسؤولة وغير حكيمة ولكن في المقابل ما هو مطلوب من هؤلاء الزوار والحجاج ان يعرفوا ان هنالك شعبا فلسطينيا يعاني من الاحتلال وان يحترموا مشاعر الشعب الفلسطيني وخصوصيته وثقافته فعندما تكون زائرا في اي بلد في هذا العالم يجب ان تحترم ثقافة هذا البلد وقيمه وعاداته وتقاليده ، وضيوف فلسطين الاتين اليها من كل حدب وصوب وجب عليهم ان يعرفوا بأن هنالك شعبا فلسطينيا مظلوما يعاني من الاحتلال ووجب احترام خصوصيته وثقافته وقيمه وانتماءه الوطني النقي الاصيل .
نحترم كافة الزوار والحجاج الاتين الينا وهم من كل الاديان والاعراق والثقافات ويجب احترام هذه التعددية الدينية والثقافية فهؤلاء هم ضيوف عندنا ويجب ان نحترمهم وان نرحب بهم وبكافة الوسائل المتاحة .
وان نعرف جيدا بأنه لا يجوز ان نفرض طريقة تفكيرنا على الاخرين فلا يمكننا ان نفرض ما نريده وما نفكر به على اولئك الاتين الينا من مختلف ارجاء العالم وهم ينتمون الى خلفيات ثقافية وعرقية ودينية مختلفة ومتعددة .
ولكن وجب ايضا على هؤلاء ونحن نحترم التعددية الدينية والثقافية الموجودة عندهم ان يأخذوا بعين الاعتبار انهم موجودون في فلسطين وفلسطين ليست فقط الاماكن المقدسة والتي نفتخر بوجودها عندنا ، بل هنالك الشعب الفلسطيني الذي يعاني من العنصرية والقمع والمظالم والاحتلال وتبعاتها.
نتمنى من الزائرين والحجاج الا تقتصر زياراتهم فقط على الاماكن المقدسة وخاصة في القدس وبيت لحم بل من الاهمية بمكان التعرف على الشعب الفلسطيني وسماع ما يقوله الفلسطينيون عن انفسهم وعن آلامهم واحزانهم ومعاناتهم .
نتمنى ان تزداد وان تتسع رقعة السياحة الدينية وهي مصدر رزق للكثيرين اضافة الى كونها تعريف بفلسطين ومقدساتها وتاريخها وقضيتها لمن يأتون الينا .
ونتمنى منكم وانتم الادلاء الذين تستقبلون الحجاج كما ونتمنى من الفنادق واصحاب المحلات التجارية والسياحية والمطاعم وكافة الذين يعملون في الحقل السياحي ان يقوموا بواجبهم المأمول في ابراز الوجه الحقيقي لبلادنا ولشعبنا وهو وجه انساني حضاري بامتياز.
نرحب بكافة الحجاج والزوار الاتين الى ارضنا المقدسة ونتمنى ان يعودوا الى بلدانهم وقد اخذوا بركة الاماكن المقدسة وشعروا بالفرح والابتهاج والسعادة والراحة وهم في ربوع هذه البقعة المقدسة من العالم .
علينا ان نقدم لهؤلاء افضل الخدمات لكي يعودوا ولكي يشجعوا كافة شعوب الارض لكي تأتي الى هنا حيث التاريخ والحضارة والمقدسات والانسان الذي يتوق الى الحرية والعدالة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى