الأخبار اللبنانية

الخطيب : لبنان يُعَدُّ المستشفى والجامعة والكتاب صحيفة والطبيعة للعالم بشكل عام وللعالم العربي بشكل خاص

سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب: إذا كان لبنان يُعَدُّ المستشفى والجامعة والكتاب والصحيفة والطبيعة للعالم بشكل عام وللعالم العربي بشكل خاص، فإن من واجبنا اليوم إعادة هذه الوظيفة آليه وتثبيتها وتعزيزها لإبراز “رسالته الإنسانية”، كـ “منبرٍ حضاري” يواكب التطوراتِ المعاصرةَ في مجالات الحداثة والثقافة والعلوم والاكتشاف والابتكار.

جاء هذا الكلام باحتفال أُقيم برعاية دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ممثلا بوزير التربية الاستاذ عباس الحلبي، وبدعوة من الجامعة الاسلامية في لبنان، و مسستشفى الزهراء، بمناسبة وضع حجر الاساس لكلية الطب في الجامعة الإسلامية.

وألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الجليل الشيخ علي الخطيب الكلمة الآتية:

نحتفل اليوم بوضع حجر الأساس لمبنى كلية الطب في الجامعة الإسلامية في لبنان، الذي يأتي ضمن تطوير رؤية الجامعة وبناء فروع واختصاصات جديدة وتجهيزها بالتجهيزات اللازمة وتطوير الكادر التعليمي وتشجيع البحث العلمي والارتقاء بمستوى التقييم العالمي وجذب الطلاب من جميع البلدان.

وإننا اذ نتطلع إلى ضمان الجودة في التعليم الجامعي وحقوق الطلاب لتحصيل أفضل مستوى علمي ممكن، نؤكّد الالتزام بالمعايير والشروط الصادرة عن وزارة التربية والتعليم العالي للجامعات الخاصة في لبنان.

أُوجّه التحية لرئيس الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والإدارة على الجهود الكبيرة في تحقيق التطور والنمو المستدام للجامعة، وندعو إلى المزيد من التعاون بين الجامعة ومستشفى الزهراء والجامعات الأخرى وكافة المؤسسات في لبنان لخدمة المجتمع وتعزيز الثقافة والتعليم.

وإذا كان لبنان يُعَدُّ المستشفى والجامعة والكتاب والصحيفة والطبيعة للعالم بشكل عام وللعالم العربي بشكل خاص، فإن من واجبنا اليوم إعادة هذه الوظيفة آليه وتثبيتها وتعزيزها لإبراز “رسالته الإنسانية”، كـ “منبرٍ حضاري” يواكب التطوراتِ المعاصرةَ في مجالات الحداثة والثقافة والعلوم والاكتشاف والابتكار. وهنا نؤكّد على أهمية المحافظة على القيم الدينية والاجتماعية والإنسانية الاصيلة التي تُعدّ الدعامة الأساسية لحماية المجتمع والإنسان والوطن من الفساد والانهيار الأخلاقي الذي يُشكّل التهديد الأخطر لها.

تتقدّم الجامعة الإسلامية بثبات وبخطوات عملاقة نحو أداء دور ريادي في بناء المستقبل، الذي يقوم على “اقتصاد المعرفة” وتحقيق الإنتاج العلمي لصالح الإنسانية وتحقيق الرفاه والتقدم لها.

لقد تمَّ الوصول الى هذه المرحلة المتقدمة للجامعة الاسلامية بشكل متدرّج حيث وضع رؤيتها في قانون المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة الإمام المؤسس السيد موسى الصدر، وتم تنفيذها وتطويرها بعملٍ دؤوبٍ من سماحة الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وتوسعت أقسامها وأماكنها بفضل جهود سماحة الإمام الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان. وما زالت الجامعة تستمر في أداء دورها بنجاح مع اهتمام مباشر من قبل دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري الذي قام بدعم تطويرها وتوسيع نطاقها وتنويع اختصاصاتها وفروعها، لتكونَ جامعة فاعلة ورائدة بين جامعات العالم العربي، بل في العالم بأسره، ولن نألوا نحن جهداً في الدفع بها نحو الامام لتؤدي دوراً رائداً فاعلاً في خدمة وطننا لبنان، وتعمل على تحقيق آمال الأجيال اللبنانية الشابة.

ولا بدّ من التنويه بالجهود المشكورة التي يبذلها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حسن اللقّيس والعمداء والهيئة الإدارية وأعضاء هيئة التدريس والإدارة، حيث تمكّنت الجامعة الإسلامية من زرع جذورها في بيئتها اللبنانية حيث أصبحت جزءاً راسخاً من لبنان العلم والثقافة والأدب، لتساهم في بناء لبنان ليكون دولة المواطنة يتساوى أبناؤه في الحقوق والواجبات جديداً ويحفظُ كرامتهم وينمّيهم ويرعاهم، حيث يكون العلم متاحاً للجميع، وحيث يمكن لهم المساهمة الاساس في إعمار وطنهم وازدهاره لتحقيق حياة أفضل تحت سماء لبنان.

وبذلك تضيف الجامعة الإسلامية في لبنان الى جانب الجامعات الاخرى مساحة غنى لهذا الوطن، فهذه الجامعة تنتمي إلى الجذور الثقافية الغنية في تاريخنا المجيد، حيث تعكس التراث الانساني والديني والعلمي والأدبي في نشر العلوم والمعارف، وفي إذكاء روح العزّة والمقاومة ضد المحتلين والغزاة.

من خلال هذه الجامعة ومثيلاتها في لبنان، ومن خلال كلية الطب التي نحتفل بوضع حجر الأساس لها اليوم، نعمل جميعاً لكي يكون وطنُنا لبنان أعمق ثقافةً وتعليماً كما نأمل، وليكون أيضًا أكثرَ منعةً وقوةً واستدامة.

نُهنّئكم بهذا الحفل وندعو إلى المزيد من التعاون بين الجامعة ومستشفى الزهراء ومثيلاتها في لبنان بأكملها، وفي مختلف المجالات، وندعوكم للتعاون على الخير والتقوى مصداقاً للاية الكريمة: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

وبهذه المناسبة نعرب عن الشكر لوزارة التربية والتعليم العالي المتمثّلة بمعالي وزير التربية الاستاذ عباس الحلبي، على جهودها المستمرة في دعم التعليم، لا سيما الرسمي منه، وتحسين نظام التعليم في لبنان. ونُقدّر العمل الدؤوب الذي تقوم به الوزارة لتحسين جودة التعليم العالي وتطوير المؤسسات الجامعية في لبنان.

اخيراً، أتقدم بالشكر الى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري على هذه الرعاية والاهتمام في دعم مؤسسات المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الجامعة ومستشفى الزهراء، كما أشكر معالي وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ عباس الحلبي على حضوره ومشاركتنا وضع حجر الاساس لكلية الطب في الجامعة الاسلامية، كما أشكر رئيس الجامعة الدكتور حسن اللقّيس والعمداء وفريقي التعليم والادارة على جهودهم الطيبة التي يبذلونها من أجل إنجاح الجامعة وتحقيق الإنجازات الفضلى، وأشكر رئيس مجلس إدارة مستشفى الزهراء الدكتور يوسف فارس للتعاون مع رئيس الجامعة الاسلامية وتنظيم هذا الحفل الكريم، كما اشكر جميع من ساهم في إنجاز هذا الحفل وإنجاحه، والحضور الكريم.
والحمدلله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى