التحقيقات

حتى لايكون دور الإعلام المديح والهجاء والتملق فحسب

عندما يقوم الإعلام أوالصحافة بدور المدّاحين والهجّائين والتملق يفقد حريته واستقلاله ودوره النخبوي والثقافي والناقد والتغييري والإرشادي. وإذا كانت الذريعة للقيام بدور المدّاحين والهجّائين والتملق هي الحاجة إلى التمويل والدعم وكسب الجمهور، فهذا أمر شاذ لأنه يجب أن يكون التمويل ذاتياً عبر الإعلانات التجارية والإشتراكات والبيع ليحافظ الإعلام أو الصحافة على حريته واستقلاله وكرامته، ويجب أن لاتقود عواطف الجمهور وميوله وأهواؤه الإعلام والصحافة إلى هذا الإتجاه أو ذاك أو هذا الفريق أو ذاك.
الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي السيء جداً يدفع العديد من وسائل الإعلام إلى القيام بدور المدّاحين والهجّائين والتملق وخاصة أن المسؤولين عن الواقع الإعلامي لايقومون بأي شيء ملموس لمساعدة الإعلام والصحافة على تحقيق التمويل الذاتي والإرتقاء من حالة مايطلبه ويريده السياسيون والأحزاب والسلطات الدينية الطائفية والجمهور منهما إلى مايطلبه ويريده العقل وإلارادة الحرة المستقلة  والثقافة النخبوية الناقدة والإرشادية والتغييرية، وتمكين النخبوي الحر المستقل المتخصص بالإعلام والصحافة من الحصول على دور ووظيفة ومورد رزق ومكانة فيهما بدلاً من أن يكونا مطواعين لغير النخبويين المتخصصين المتحررين المستقلين، وهؤلاء جاهزون دائماً لأداء دور المدّاحين والهجّائين والتملق ومسايرة الواقع السيء والسائد والذين يشجعونه ويؤيدونه.

إن تغيير الواقع الإعلامي للأفضل لا يكون عبر “كليشيهات” دون جهد وشيء ملموس ولا عبر مناسبات مثل “إعلان بيروت عاصمة الإعلام العربي 2023″،بل عبر ترسيخ حرية الإعلام والصحافة واستقلالهما بوساطة التمويل الذاتي دون اللجوء إلى الدعم والتمويل والإسهام من قبل السياسيين والأحزاب والسلطات الدينية الطائفية، وتفعيل دورهما التثقيفي والإرشادي والتغييري الذي يفضّل العقل وإلارادة الحرة المستقلة على قشور السياسة الآنية ومسرحياتها والمعتقدات والعواطف والغرائز الجماعية التي تقوم عليها المناسبات والعادات والمظاهر وأنماط السلوك الطائفية والحزبية والشعبوية والسطحية،ويجعل المال خادماً للحرية والإستقلال والكرامة والمعرفة والثقافة لاالعكس. وقديما”قيل:” المال خادم جيد وسيد رديء. “
أسامة إسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى