فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان الاعتداء على رئيس دير بئر يعقوب في نابلس انما هو عمل مشبوه لا يمثل اصالة وقيم وتاريخ شعبنا

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأن الاعتداء الغاشم الذي تعرض له قدس الارشمندريت يوستينوس رئيس دير بئر يعقوب للروم الارثوذكس في نابلس انما هو تعد سافر ومشبوه من قبل مجموعة من اولئك الذين تخلوا عن انسانيتهم وقيمهم وهم لا يمثلوا الا انفسهم ولا يمثلوا شعبنا الفلسطيني بتاريخه واصالته والقيم الروحية والوطنية التي ينادي ويتمسك بها .
لقد تواصلت الاعتداءات على دير بئر يعقوب وعلى رئيس الدير شخصيا منذ عدة سنوات وهذا امر لا يجوز الصمت امامه ولا يجوز ايضا الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والرفض التي لم تعد كافية لردع هؤلاء المشبوهين المرتزقة والذين يقومون بأفعال من هذا النوع .
ان اخانا الارشمندريت يوستينوس يعتبر من الاباء الاجلاء وقد وقف دوما الى جانب شعبنا في كافة الحقب والازمنة والظروف الصعبة التي مر بها هذا الشعب وخاصة في محافظة نابلس .
ان هذه الفئة الضالة التي تقوم بهذه الافعال المشبوهة والعنصرية يجب التصدي لها ومسألة التصدي ليس بالضرورة ان تكون فقط امنية او ملاحقة الفعلة فهذا اضعف الايمان ولكننا نعتقد ايضا بموازة ما تقوم به الجهات الامنية المختصة يجب القيام بسلسلة مبادرات ونشاطات توعوية وخاصة مخاطبة شريحة الشباب للتأكيد على اهمية الحفاظ على السلم الاهلي والوحدة الوطنية ورفض ونبذ اي تصرف من شأنه ان يعكر وان يسيء لهذه العلاقة الاخوية التاريخية وان يُستغل هذا من الطابورالخامس ومن المتربصين على شعبنا والمتآمرين على وحدتنا واخوتنا .
ان الاعتداءات المتكررة على دير بئر يعقوب ورئيسه باتت ظاهرة ملموسة ومرئية ومعروفة لدى الكثيرين وخاصة اولئك المقربين من الدير ورئيسه .
وباتت هنالك ضرورة ملحة لمعالجة هذه الحالة الغير مقبولة والغير مبررة بأي شكل من الاشكال .
اننا اذ نعرب عن تضامننا مع اخينا الارشمندريت يوستينوس ورفضنا للتعدي الذي تعرض له فإننا نشكر ايضا الجهات الفلسطينية الرسمية المختصة التي بادرت من اجل تقديم حماية للدير ورئيسه منعا لتكرار مثل هذه التصرفات .
اعود واكرر مجددا نحن بحاجة الى مزيد من التوعية والارشاد خاصة لشريحة شبابنا فدير بئر يعقوب في نابلس كما وغيرها من الكنائس والاديرة التاريخية في بلادنا هي صروح روحية ووطنية نفتخر بها كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد ومسؤولية الحفاظ عليها هي مسؤولية جماعية لان من يعتدي عليها انما يعتدي على الكل الفلسطيني ويعتدي على كل ما هو جميل وحضاري في هذه البقعة المقدسة من العالم .
ان هؤلاء الذين قاموا بهذا الفعل وهي (ليست المرة الاولى) انما يرتكبون فعلا مشبوها عنصريا ينسجم والمؤامرات والمشاريع الهادفة الى تفكيك مجتمعاتنا وتقسيمنا واضعاف لُحمتنا واخوتنا الوطنية .
لن نستسلم لهؤلاء المتآمرين والذين نعرف جيدا من الذي يوجههم ومن الذي يقف خلفهم فما حدث ليس امرا عفويا بل هو يندرج في اطار مخطط خبيث يستهدف الحضور المسيحي والاصالة المسيحية في هذه الارض المقدسة ونحن كمسيحيين فلسطينيين نقول بـأننا لن نستسلم لهذه المشاريع وستبقى رسالتنا رسالة الاخوة والمحبة التي لا حدود لها والتأكيد على انتماءنا لهذه الارض ولشعبنا الذي يناضل من اجل ان تتحقق العدالة المنشودة ، وها هم المشبوهون يعملون من اجل حرف البوصلة لكي تكون في اتجاهات اخرى .
كم نحن بحاجة الى الوحدة والتضامن والتلاقي في هذا الزمن الذي يتم فيه التآمر على وحدتنا وتلاقينا المسيحي الاسلامي .
كم نحن بحاجة للوعي والرصانة والاستقامة في زمن يريدنا الاعداء ان نكون فيه غارقين في ثقافة الجهل والتخلف والكراهية والضغينة .
نشكر كل اولئك الذين رفضوا هذا الاعتداء وعبروا عن تضامنهم مع رئيس الدير وخاصة اخوتنا المسلمين الذين واياهم نتشاطر الانتماء لهذا الارض ولهذه القضية ولهذا الشعب .
بوحدتنا ووعينا وحكمتنا واستقامتنا نحن قادرون على ان نواجه هذه المظاهر السلبية والتي اذا لم تعالج سوف تكون تداعياتها في غاية الخطورة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى