فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان الاعمال الارهابية التي تستهدف الابرياء لا يمكن اعتبارها انتصارا

لدين على دين بل هي انتصار للشر على الخير وانتصار للضغينة والكراهية على لغة المحبة “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في تصريحات صحفية تعقيبا على ما حدث مساء يوم امس من اعمال ارهابية في العاصمة النمساوية فيينا .
بأننا نرفض رفضا قاطعا هذه الاعمال الاجرامية التي لا تمت بصلة الى اية قيمة انسانية او اخلاقية او حضارية.
اننا نرفض التعدي على دور العبادة في الديانات التوحيدية الثلاث كما ونرفض لغة الكراهية والتحريض والعنصرية وكما رفضنا الاساءة للرموز الدينية الاسلامية رفضنا ايضا التعدي على الكنائس وعلى الرموز الدينية المسيحية ونرفض ايضا دور الاعتداء والتطاول على دور العبادة اليهودية .
ان الارهاب والعنف ليس انتصارا لدين على دين وليس انتصارا لجماعة على جماعة بل هو انتصار للشر على الخير وانتصار للكراهية والتطرف على لغة التسامح والمحبة والاخوة الانسانية .
يجب علينا كفلسطينيين وكذلك ابناء هذا المشرق كله ان نرفض مظاهر الارهاب ايا كان شكلها وايا كان لونها ، وهي التي يراد منها تقسيم المجتمعات واثارة الضغينة والكراهية وتقسيم الشعوب ايضا وتشويه القيم الدينية والانسانية والروحية النبيلة.
ان الاعتداء الارهابي في فيينا في محيط الكنيس اليهودي وفي اماكن اخرى والذي استهدف اناسا ابرياء لا يمكن تبريره وقبوله بأي شكل من الاشكال فهذا عمل ارهابي اجرامي بامتياز وكما نرفض التعدي على الكنائس والمساجد والرموز الدينية كلها فإننا نرفض ايضا استهداف دور العبادة اليهودية في اي مكان في هذا العالم .
ان دور العبادة كلها لها حرمتها ويجب ان تصان وان تحترم ومخطىء من يظن بأن هذه الاعمال الاجرامية يمكن ان تبرر بأي شكل من الاشكال بل نعتقد بأنها تندرج في اطار مخطط تقوده اطراف شيطانية شريرة بهدف اذكاء الصراع بين الاديان والحضارات في حين ان الديانات والحضارات كلها يمكنها ان تتعاون وان تتفاعل فيما بينها خدمة للانسانية .
نحن في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص نرفض هذه المظاهر الارهابية والتي يبدو ان الهدف منها هو الامعان في التطرف والكراهية وهذه مظاهر نرفضها جملة وتفصيلا .
ان مدينة القدس انما هي مدينة السلام المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ورسالتنا من مدينة القدس هي اننا نرفض التعدي على دور العبادة كلها ونرفض التعدي على الابرياء المدنيين ايا كان دينهم وايا كانت قوميتهم او انتماءهم العرقي.
فالبشر جميعا انما ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والذي يحمل سلاحا ويقتل الابرياء ويعتدي على دور العبادة في هذا العالم انما من خلال افعاله هذه يؤجج ثقافة الكراهية والتطرف والعنصرية في عالمنا ، هذه المظاهر التي وجب اجتثاثها ومعالجتها وليس اذكاؤها بعمليات اجرامية تحدث هنا وهناك .
نتضامن مع كافة ضحايا هذا العمل الارهابي بغض النظر عن انتماءهم الديني فالانسان يبقى انسانا مخلوقا على صورة الله ومثاله ، أما هؤلاء الارهابيين القتلة المجرمين الذين يتفننون في القتل والارهاب والعنف فهؤلاء هم ظاهرة وجب اجتثاثها من هذا العالم لانهم يصدرون ثقافة الكراهية والتطرف وتقسيم المقسم وتجزئة المجزء الى اكثر من مكان في عالمنا ، هؤلاء هم مجرمون يجب ادانة افعالهم وتصرفاتهم ومن يظن بأن اعمال هؤلاء الارهابيين انما تشكل انتصارا لدين على دين او لجماعة على جماعة اخرى فهو مخطىء ، فالمنتصر الحقيقي هو الشر والحقد والكراهية والعنصرية التي نعاني منها جميعا .
نتمنى ان تتوقف مثل هذه العمليات الارهابية ولكن ما نيل المطالب بالتمني فوقفها يحتاج الى انتفاضة فكرية والى مبادرات حضارية خلاقة يقوم بها العلماء ورجال الدين من كل الاديان لتوحيد الصفوف وسحب البساط من تحت ارجل هؤلاء القتلة والمجرمين الذين لا يمثلون اية قيمة انسانية او اخلاقية .
رسالة القدس كانت وستبقى رسالة المحبة والاخوة والسلام ولن نستسلم امام خطاب الكراهية والتطرف والارهاب والعنف ، ولن نسمح لاحد بأن يجرنا الى المربع الذي يريدنا ان نكون فيه ، سنبقى دعاة خير وحوار وتلاق بين الانسان واخيه الانسان رغما عن كل هذه الدماء البريئة التي تسفك ورغما عن كل هذا الارهاب الذي بات ظاهرة واضحة المعالم في اكثر من مكان في عالمنا ، لن تنحرف بوصلتنا وسنبقى نعمل مع كل الطيبين والخيرين في بلادنا ومشرقنا وعالمنا من اجل نبذ ظاهرة التطرف والكراهية والعنف وتكريس ثقافة المحبة والسلام والاخوة الانسانية .
لا لغة الموت والارهاب والعنف ونعم للغة المحبة والاخوة والرحمة واحترام الكرامة الانسانية ، لا لاثارة الضغينة والكراهية والصراعات المذهبية والدينية في عالمنا ونعم للحوار والمحبة والتلاقي بين كافة ابناء الاسرة البشرية الواحدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى