المقالات

مبروك حكومة المستوطنين الجديدة بقلم/ توفيق أبو شومر

أخيرا سيعلن نتنياهو عن حكومته الجديدة بعد أيام قليلة، إنها حكومة جديدة، بل هي طبخة ذات طعمٍ ومذاق خاص جديد، ليست كالحكومات السابقة، بل هي خليط غريبٌ عجيب أحسن الطباخ الماهر نتنياهو إعداد مكوناتها ومقاديرها!

ففيها دسم الاستيطان في صورة زعيم الاستيطان الأوحد نفتالي بينت  رئيس حزب البيت اليهودي الوريث الحصري لحزب المفدال الديني الصهيوني الإشكنازي الذي يمكن أن يستولي على كل الدسم في وزارة التجارة والصناعة أو المالية، وهو أيضا رائد الاستيطان الأول المتمثل في أكبر تجمع استيطاني في العالم (غوش إيمونيم) وذراعه الاستيطاني البرغماتي (يشع)! وهو سيحقق القول الذي قيل في تسعينيات القرن الماضي:

” إسرائيل لم تعد دولة تحكم المستوطنات، بل أصبحت المستوطنات هي التي تحكم إسرائيل”

وفي الوجبة الحكومية الجديدة كذلك فيتامينات الاقتصاد المتمثلة في يائير لابيد الذي يمكن أن يتولى وزارة الداخلية أو وزارة المالية، أو التجارة والصناعة، ويائير لبيد ليس يساريا بحساب اليسار، وليس يمينيا بحساب اليمين، فهو بين بين، وهو هجينٌ جديد من خلائط شبابية صهيونية دينية هي أقرب إلى منظمات بيتار والأراغون والليحي وشتيرن في بداية النكبة وبخاصة في العقائد المتعلقة بالفلسطينيين، وهو أيضا يمثل جيل الصابرا الرائد،ويتكون حزب لبيد أيضا من يائسين من الأحزاب الدينية، ومن بقايا الجنود الذين لم يتمكنوا من اللحاق بعربة السياسيين لأنه –بدخوله حكومة نتنياهو-سيحقق شعاره العنصري المتطرف الذي  قاله عقب فوزه في الانتخابات:

لا يمكن أن أتصور نفسي جالسا مع العرب في المعارضة!!

وطبخة حكومة نتنياهو أيضا مكونة من مكسرات وحلويات التسالي اللازمة لسهرات المفاوضات، المتمثلة في حزب هاتنوعا(الرقص) أو الحركة المتمثلة في الحسناء تسفي ليفني، التي اعتادت أن تأسر بمفاتنها المفاوضين والسياسيين، وتطوعهم لخبرتها الطويلة في مجال الاستخبارات، فهي وزير العدل، ووزير سهرات تسالي المفاوضات!

كما أن وجبة حكومة نتنياهو القادمة سيكون بها طعمُ المرارة، عندما تمزج الوجبة بشاؤول موفاز الفاشل حزبيا وعسكريا، والذي سيعود خادما في بلاط نتنياهو من جديد بعد أن كان إلى عهد قريب عدوا لدوا له، وهو سيحقق بقية أحلامه في جيش الدفاع بحيث تكون أرضنا هي الضحية، فالعداء في الأحزاب الإسرائيلية تكتيكٌ وليس عداء، يمكن أن يتحول في لحظات إلى حلفٌ قوي جديد، فالأحلاف الحزبية في إسرائيل هي رياضات، وهي من أبرز مزايا النظام الحزبي الإسرائيلي!!

إذن فقد أعدَّ نتنياهو وجبته الحزبية الجديدة، فيها كل الطعوم وكل الأصناف، وأصبح جاهزا لتسويق هذه الوجبة الجديدة المكونة من واحد وثلاثين عضو كنيست من الليكود بيتنا، واثني عشر نائبا من حزب البيت اليهودي، وتسعة عشر عضوا من حزب هناك مستقبل، وستة أعضاء من حزب الفاتنة ليفني، وعضوين من حزب كاديما ليكون المجموع أعضاء الحكومة التاسعة عشرة هو سبعين عضوا…. فألف مبرووووووك!!

وأخيرا…

ماذا أعدَّ الفلسطينيون في مقابل هذه الهجمة؟

هل  سيكونون هم ضحايا هذه الحكومة كالعادة؟

وهل اقتنع  السياسيون الفلسطينيون برأي الشارع الفلسطيني الذي يعزو فشلنا وتقصيرنا إلى انقسامنا وإلى إساءتنا في حق أنفسنا ؟!!

أم أننا سنظل ننتظر حكومة أخرى جديدة، تجود علينا ببعض حقوقنا؟!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى