المقالات

لبنان… الى اين؟-8- كتب:عبدالله خالد

جاء العدوان الصهيوني في تموز 2006 بمباركة أمريكية واضحة في محاولة لإجهاض النجاح الذي حققته المقاومة بنصر تحرير الجنوب عام 2000 بعد فرض تفاهم نيسان عام 1996. وكان الصهاينة قد تعرضوا لهزيمة واضحة في 12 تموز نتيجة مقتل سبعة من جنوده وأسر اثنين وهذا ما أفقدهم صوابهم ودفعهم لتطبيق أسلوب العقاب الجماعي فقصفوا البلدات الجنوبية ودمروا الجسور وردت المقاومة بقصف المستوطنات لتندلع بعدها حرب تموز وإعلان سيد المقاومة ان أسر الجنديين تم لمبادلتهم بما تبقى من أسرى في مفاوضات غير مباشرة ورغم تخاذل الحكومة والجامعة العربية وبعض الحكام العرب دامت الحرب 33 يوماً توالت فيها مفاجآت المقاومين في الصمود وتوجيه ضربات مؤلمة للعدو وكان موقف الجيش اللبناني مشرفاً وهكذا تم استيعاب الضربات الصهيونية الأولى وأعلنت معادلة رعب جديدة تقضي بضرب العمق الصهيوني. وفي الوقت الذي كان فيه البعض يتوقع انهيار المقاومة أفشلت بطولات المقاومين وتكامل دور الجيش اللبناني معهم هذا التوقع الذي راهن عليه البعض وصولاً إلى تصفية المقاومة. وجاءت مجزرة قانا لتستفز المجتمع الدولي الذي طالب بوقف العدوان خصوصاً بعد إعلان الصهاينة انهم سيضربون بيروت ورد المقاومة انها ستضرب تل أبيب وهكذا فشل العدو بضرب إرادة المقاومة وسقطت أسطورة لواء غولاني والميركافا وفشل العدوان. و ما أن أعلن قرار وقف إطلاق النار حتى لبى أبناء الجنوب نداء سيد المقاومة وعادوا إلى الجنوب وهم يرفعون شعار النصر.
في 23 تشرين الثاني 2007 أنهى الرئيس لحود ولايته وغادر قصر بعبدا ولم يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد واستمر الفراغ الرئاسي ستة أشهر. وفي 5 أيار 2007 اتخذ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قراراً متسرعاً دعا فيه القوى الأمنية والجيش لإزالة شبكة الاتصالات التي تستخدمها المقاومة التي اعتبرتها حماقة سياسية جديدة تضاف إلى حماقته الأولى التي دعا فيها إلى عدم وقف حرب تموز قبل نزع سلاح المقاومين متجاهلاً انهم حرروا الجنوب وأسقطوا خرافة تفوق الجيش الجيش الصهيوني الذي لا يقهر وهذا ما استدعى رداً سريعاً في 7 أيار تجسد بالسيطرة بصورة خاطفة على بيروت وأخذت الأحداث منحى إمكانية حدوث فتنة مذهبية استوجبت عقد لقاء الدوحة الذي أدى إلى تسوية في 18 أيار قضت بالتوافق على انتخاب قائد الجيش ميشال سليما رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار قانون للانتخابات النيابية وإجراء الانتخابات.
وكانت قد ظهرت ملامح نبرة طائفية – مذهبية أوجدت المناخ الملائم لتمدد تيارات طائفية متطرفة تسمح بمزيد من التراجع على كافة الأصعدة وتؤدي إلى المزيد من البطالة والفقر والتخلف… وفي 25 أيار انتخب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
عبدالله خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى