المقابلات

الوفاق نيوز تحاور الدكتور براق شاكر الصمد أفضل العلوم بعد علم الأديان: علم الأبدان حاورته: الصحافية رندة منقارة

لقد تجاوز المريض اليوم ،فكرة الذهاب إلى أي طبيب حديث التخرج ، إذا جرب طبه مرة ولم يستفد، وراح يبحث مجددا عن طبيب معروف مخضرم ،ليغرف من علمه وصدق تشخيصه وصواب مداواته وصبره وحكمته، ما يسد به عجز مرضه وعطش سؤاله .فهل يجود زماننا بعد بأمثال الدكتور أكمل خربطلي أو الدكتور عبد اللطيف بيسار على سبيل المثال؟العصر مادي وجيب المريض فارغ وأوضاع العالم كله ليس بخير …!
الوفاق نيوز التقت بالدكتور براق الصمد ،وهو خريج مدينة بللا روسيا لعام ١٩٩١، ويعمل طبيبا مختصا في الأنف والأذن والحنجرة في اغلب مستشفيات طرابلس وطبيبا في قسم الطوارئ في مستشفى الخير والحنان والضنية ،كما أنه رئيس ومدير مركز التجميل الطبي في الدكوانة (مركز القيامة )، لسؤاله عن حال الطب في أيامنا اليوم .

  • ماهو سبب تدهور طرق العلاج عند بعض الأطباء أن أصل ذلك يعود إلى سرعة الطبيب في الاستماع والتشخيص (دون تعميم على الجميع)وما يرافق ذلك من ضيق وقت الطبيب أمام عدد كبير من المرضى،فلا يكون لكل مريض أكثر من عشرة
    دقائق لكتابة وصفة علاجه ليدخل مريضا جديدا بعده مع الأسف. هذا العرض الكلامي شجعني لأقول أن المريض للأسف لا يملك حتى ثمن الكشفية الباهظ ولا ثمن الدواء ، فمن أين يصبح للطبيب هذا الغناء الفاحش؟يضحك قائلا :أحيانا يغلق أحدهم عيادته لأيام ثلاثة، فيعتقد المرضى أنه في مؤتمر
    خارج البلد، لكنه يقضي إجازته في البيت وعند عودته، يكون عدد مرضاه المنتظرين ، مضاعفا أضعافا ،هذا كله في إطار عيادة حديثة ،وأجهزة وصالونات استقبال للمريض كأنه زائر أتى ليشرب القهوة
  • ألست غنيا بعد قرابة ثلاثين سنة في مجالك؟
    فيشير لي إلى أثاث بيته من حوله : أنا مقتنع جدا بحياتي والرزق مقسوم سيأتي شئت أم أبيت، ومن يدفع المئة دولار كمن يدفع الدولار الواحد، لقد علمونا في الجامعة أن نداوي الفقير قبل الغني ، وأخاف أن أدفع المال على صحتي أو صحة أولادي إذا لم أعمل بشرف المهنة. فأبادر بسؤال سريع : لماذا لم نعد نثق بأي طبيب برأيك؟فيرد بسرعة : لأنه لم يعد يصف العلاج اللازم من دون متاهات؛ مع الأسف الأغلب منهم يريد أن يجرح ويقوم بعمليات بغض النظر عن الحالة الطبية أو المادية أو النفسية للمريض، أو ربما يقوم بوصف دواء معين بغية تسويقة لصالح شركة دواء، طمعا في عوض ما من قبل هذه الشركات .
  • طبعا أمام هذه المعضلة لا بد من حل ! يرى الدكتور براق الصمد أن ذلك يكون بالعودة إلى ضمير المهنة وروحها ، فقد يكون دواء وطنيا ناجعا أو حتى من صناعة سورية ، فلا بأس بذلك طالما يبعد عن المريض ألمه ولا يدخله في متاهة العمليات، والأهم أن يكون ذلك الدواء مطابقا للمواصفات الطبية وموجودا في الصيدليات الكبيرة التي تهتم بصحة المريض وجودة الدواء؛ اليوم صارت المستوصفات لا تقل عناية عن العيادات ، والحالة الاقتصادية الصعبة دفعت بكافة شرائح المجتمع إليها، هربا من نار الأجور المرتفعة للأطباء، فصار المكان ملتقى لمن يريد أن يطبب فعلا بأسعار شبه رمزية مع من يتألم ولا يمكنه دخول العيادات .
  • وفي أسئلة سريعة حول مرض الأذن والحساسية والحنجرة أجابني أن : غسل الأذن مفيدة لإبعاد صمغ الأذنين ودخول الفيروس بشكل متكرر وهي قد تجرى مرتين سنويا حسب الحالة.
    أما عملية نزع اللوزتين أو عملية الأذن فممنوع اجراؤها قبل تمام الطفل لعامه الثامن عشر ، أي حتى يكتمل نمو عظامه، هناك عمليات تجرى في العيادة مثل الوتيرة الأنفية او اللحميات لدى الأطفال، وأكثر الحالات التي أعاينها هي الجيوب والتهاب الأذن و الحساسية والتي قد يكون علاجها بسيط مثل استنشاق الماء والملح المنزلي .الصعب عندنا هو التهاب العصب السمعي ، الذي يتأتى من عوامل عضوية أو نفسية ،تظهر بعد سنوات عديدة من التعرض لأصوات الانفجارات مثلا او الضغوط النفسية الحادة وهو مرتبط بالأعصاب كلها،فيتحسن الأمر بنسبة ٧٠في المئة عبر الأدوية لمدة شهرين مع مراقبة الطبيب وربما يغير الدواء حسب الحاجة.
  • بالنسبة لطنين الأذن ،فسببه عم وصول الدم إليها، ودواؤه : “ب١ب٦ب١٢” وأحذر اليافعين من استعمل سماعة الهاتف لأن العصب السمعي لم يكتمل نموه بعد، ويؤدي إلى تلف العصب.
    بالنسبة لالتهاب العصب السمعي دواؤه:”بيتازريك”،أما الدوخة فدواؤها “ستيجرون”ودواء الحساسية هو ” استامين”.قبل عملية نزع اللوز ، يقوم الدكتور المعالج بمراقبة ملف المريض، فإذا كان الالتهاب الحلقي يحدث أكثر من ٣مرات سنويا، فإنه يقوم بفحص ASO ، وبناء عليه يقرر جدوى العملية قبل أن يتطور حجم اللوز أكثر ويؤثر على المريض. في الحقيقة نحن نعاني من فقدان الثقافة الطبية لدى المريض ، وعدم حبه للطبيب الصادق وتفضيل الركض وراء الوهم والسراب .وأحيانا ، يصر المريض على وجود شيئ في أذنه ، ولا يصدق إلا إذا حايلته نفسيا وقلت له أنني أخرجت شيئا من أذنه، فيرتاح متنهدا: الٱن ارتحت!!كان جبلا على قلبي!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى