المقالات

الصف الاول…..جلوس. \ كتب:فواز الخجا

مدينتي نموذج لكل لبنان و اتكلم عن مجتمعي و كل المجتمعات لها مايشبه ذلك.
لكن السنة تحديدا الذين لعبوا في لبنان دور الحكم. وهذه مهمة كبيرة لكننا اكبر منها دوما.
و الحكم هو من يجمع المتخاصمين و المصالح المتضاربة و النفوس المتنافرة لاقليات تشعر بخوف على وجودها او حتى
خصوصيتها لاننا لا يمكن ان نظن يوما ان تفوقنا بالعدد و بجذورنا في التاريخ و الجغرفيا و الثقافة و البحبوحة بالقامات العظيمة قد ينفد.
و اختصرا هذه المهمة نجح فيها كل رجالاتنا عبر التاريخ بعد ان تشربتها عقولهم و نفوسهم .
رياض الصلح. رشيد كرامي و عمر افندي و صاءب بيك سلام … لا حاجة لذكر الجميع لان لكل منهم دور فيها.
صنعنا الحل و صنعنا الاتصال مع العالم العربي حديقتنا الخلفية. و صنعنا طاولة الحوار في الطائف . لم نكن طرفا مشاركا بالحروب الصغيرة بل جمعنا الاطراف
و جلسنا بوسط الطاولة.

اليوم ارى هذا الدور بحاجة لاعادة احياء فكانه غاب عن فكرنا و منهجنا مع غياب التمثيل الحقيقي في ساحتنا.. و مع غياب المفكر السياسي و رجالات المواقف الكبيرة.

للاسف ان تحول العمل السياسي حصرا بالمتمول هو تغيب لصاحب الفكر او تطويع لصاحب المشروع و الروءية و هذا التطور ليس وليد يوم بل ٣٣ سنة.

افهم ان راس المال جبان لكن تبين انه يدور الزويا بشكل مهين ايضا. و انه يلغي القيم لصالح المنافع الشخصية و تراكم الثروات.
و تصيب العدوى كل من حوله ليصبح بلا رسالة بل رقم غير مهم و تفصيل صغير.
يبرعون في التبرير و الاعتذار و احيانا الاختباء و التلون و لا موقف.

القيادة الرشيدة الحكم و صاحب المهمة فقدناه.
و لكن تبع ذلك فقدان قيادات الصف الثاني كنتيجة حتمية لتراجع الخطاب و تدني في الممارسة و الاخلاق و طلب المنفعة ولو بماء الوجه.
هذا المرض الواضح العوارض صار جليا للجميع. ساحتنا مستباحة حتى صار اي دخيل ياتينا يحتل المنبر و يصبح شمسا يدور حوله كل الشخصيات بانجذاب طبيعي .

و بالتالي صرنا نصف المجموعات ذات الاهتمام السياسي بتبعيتها لزعماء من خارج المدينة و من طوائف اخرى.. .. و هذا قمة الدونية.
و انهي لاقول في مشهد محزن… في كل احتفال او مهرجان او مناسبة ارى على كراسي الصف الاول من لا يشرفها بل لا يليق لهم و لنا الجلوس بالمقدمة

الكرسي في الصف الاول للقادة الفكريين
و لاصحاب الهمم و القامات التي تصنع التاريخ و يسجل لها المواقف….افهم ان البرتوكول يجب ان يحترم… لذلك اتوقع ان اخذ الصور التذكارية بالبدلات و ربطات العنق و لسيدات متزينات بجمال شعر
و اكسسوارات . هذه هي كل ما يجري
و بعده ينتهي الى العدم.

الليل مهما طال سيخرج الفجر يعلنها قيامة لا بد اتية… و سندفن مع الصبح كل الصغاءر و الهزاءم و اشباه الرجال.

فواز الخجا
طرابلس ٢١-٤-٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى