المقالات

الميناء كتب فواز الخجا

من يعرف الميناء و احياء كثيرة في طرابلس قبل سنة ٨٥ يدرك ان المدينة قد فقدت شريحة اساسية من سكانها.
و الارقام غير متوافرة بدقة لكن الناس تلاحظ ان ٨٠ % من التواجد المسيحي قد زال و منه هجرة الى خارج لبنان و لكن الاكثر انتقال السكن و الاقامة في مناطق مختلفة.
تفريغ المدينة و تحويلها الى لون واحد و احادية دينية افقدها الكثير و انا ادعي ان تراجعنا الحضاري هو احد نتائج الانغلاق الى وحدة النموذج بدل التنوع و جمال الالوان.

يبادر اغلبنا في ارجاع موجة الهجرة الى فترة منصف الثمانينات و سيطرت حركة التوحيد على المدينة تلك الحقبة التي مارس فيها رعاع باسم الدين سلطة غاشمة غبية متمادية.
لكن الهجرة استمرت بعد تلك الحقبة مع ان الدولة عادت بسلطتها الى المدينة.
يقول البعض ان ازدياد المظاهر الاسلامية مثل الحجاب و النقاب و اللحية و بعض اشكال الثياب و تفاصيل اخرى خلقت تصادم ثقافي اجتماعي و شعر معه المسيحي انه يعيش باحياء لا تشبهه بل غريب هو في مسقط راسه.
كل ما سبق هو مؤثرات هامة للانتقال الممنهج فهل هو مخطط و مقصود و هل هناك جهات تعمل سرا لتحقيقه وما اهدافها .

لي شخصيا رأي ان الهجرة لها سبب اقتصادي و مالي و معيشي ايضا لا يقل اهمية .
باحياء زرتها ارى بيوت عمرها اكثر من ٧٠ سنة متصدعة متهالكة لا تصلح للعيش فيها.
سالت من اصحابها.. هؤلاء هم الذين تركوها لانهم منعوا من ترميمها..و معروف من يمنع ومن يصرح و ياذن. بالمقابل و بنفس الحي و الزاروب الضيق هناك من يشتري هذه العقارات المهملة بابخس الاثمان ليبدا عملية اعمارية جديدة لكن بعد تغيير ديموغرافي.
غزو ممنهج من غرباء ليسوا من اهل المنطقة و لا من لونها المتوارث اصبحوا جزر داخل بحر بدء يجف.
التوحش المالي و العددي لمجموعة كبرى تدفع باقلية الى الفناء.
و كي اعطي الموضوع حقه في بحث كل الجوانب اذكر ان الاقلية ايضا عليها مسؤولية . فكيف تخلت قياداتها عن الدفاع عن حق وجودها و كيف ارتضت اغلبها ان تكون تبعا و العوبة في يد مرجعيات الاخرين. لم يعلم اباؤهم ان الارض و التاريخ ملكنا ولا نتنازل عنه بل فضلوا
الهروب الى مناطق تشبههم اكثر و لكن للاسف هناك لم يزالوا ضيوف بعد ان تركوا
موطنهم الاصيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى