كي لا ننسى

الصهيونية عنصرية… ولو اعترضت واشنطن! – بقلم: عمر المفتي

من وقت لآخر يتحفنا هذا الحاخام اليهودي العنصري المسمى عوفاديا يوسف بتصاريخ أقل ما يقال فيها أنها عنصرية صهيونية (عذار من أميركا).
ففي آخر تصريح له قال: “إن العرب يتكاثرون كالنمل فليذهبوا إلى الجحيم، وقبلاً كان قد وصفهم بأنهم “أسوأ من الثعابين، إنهم آفات سامة، وكان الحاخام مئير لاو الذي لا يقل عنصرية عنه وهو يمثل اليهود الاشكيناز قد أعطى موافقته على سياسة القتل المحدد للفلسطينيين الذي تعتمده الحكومة الإسرائيلية.
منذ أكثر من سنتين استفاق الطلاب العرب في أميركا ليجدوا أمام أبواب منازلهم رسالة من رابطة الدفاع اليهودية وفيها تحذير إلى كل الناشطين المسلمين وعائلاتهم ومسؤوليهم الدينيين جاء فيها: “نحن الحكام هنا.. انظروا إلى صناعنا في الحكومة الأميركية، في مجلس الشيوخ الأميركي… في الحكومة البريطانية… في الغرب… جميعهم معنا ومع رأينا الكبير: نفوذك يا إسرائيل من حدود روسيا إلى نهر النيل، إلى جبال لبنان، إلى الصحراء الغربية… أنتم أيها العرب تزدادون تفككًا وضعفًا… سننتقم منكم قريبًا. ذراعنا طويلة… ونستطيع أن نطال أي مسلم أو عربي في أي بقعة من بقاع الأرض… انتبهوا أيها المسلمون، إنكم بالنسبة إلينا كما النعجة بالنسبة للجزار… كل شيء عندكم مباح شرعًا لنا”.
أليست تلك التصاريح والبيانات تدل بأن الصهيونية هي حركة عنصرية، ولكن الإدارة الأميركية المتحكمة فيها الصهيونية تكرس دائمًا، وللأسف الانحياز إلى إسرائيل وليس أدل على ذلك من الموقف الذي أعلنته الإدارة الأميركية بأنها ستقاطع مؤتمرًا للأمم المتحدة في جنوب أفريقيا في شهر آب الجاري والذي أدرج ضمن المسائل المعروضة للمناقشة موضوعًا عن مساواة الصهيونية بالعنصرية.
فمتى يستفيق حكام الولايات المتحدة ويعوا حقيقة ما يتعرضوا له من إذلال على أيدي اليهود؟ ألم تذكر تلك القيادة ما أعلنه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو إذ قال: “إذا مارست الإدارة الأميركية الضغط علينا سأشعلها في واشنطن”. أليس هذا التصريح يدل على ما يمارسه اليهود بحق الشعب الأميركي من اضطهاد؟
إن هناك موقفًا أميركيًا واضحًا أعلنه في العام 1789 الرئيس الأميركي السابق بنيامين فرانكلين عندما حذر الشعب الأميركي بقوله: “إن أميركا مهددة بخطر جسيم لا يقل خطورة عن الاستعمار، هذا الخطر سوف يأتينا من جراء تكاثر عدد اليهود في بلادنا، وسيصيبنا ما أصاب البلاد الأوروبية التي تساهلت مع اليهود، إذ أن اليهود بمجرد تمركزهم في تلك البلاد عمدوا إلى القضاء على تقاليد ومعتقدات أهلها. يطالبون بالعودة إلى فلسطين مع أنهم لو أمروا بالعودة إليها لما عادوا جميعهم وظل الكثير حيث هم”.
وليس أدل على هذا القول سوى أن اليهود الموجودين في فلسطين هم أربعة ملايين فقط من أصل خمسة عشر مليونًا منتشرين في العالم.
قد نتعرض هنا إلى ادعاء بأننا نحن ضد السامية وعنصريون.
لكن سؤالنا: من هم الساميون “إن الصهيونية اليهودية تحتكر الحق باستعمال هذا التعبير متناسية أن العرب هم الساميون الحقيقيون، فإذا كانوا يعتقدون بأنهم أبناء يعقوب عليه السلام، أليس يعقوب ابنًا لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام أليس عنده اسماعيل واسحاق ويعقوب؟ وهل من المعقول أن لا يكون أولاده ساميين، أم أن السامية احتكرت فقط ليعقوب؟ وإذا كان سيدنا إبراهيم ساميًا فإن أولاده ساميون ومنهم اسماعيل عليه السلام.
ومن أولاد اسماعيل العرب إذن المعادلة تفرض ذاتها فالعرب ساميون وليس من المفترض أن تكون السامية حكرًا على خمسة عشر مليون يهودي في العالم.
هل الصهيونية عنصرية؟ لنحدد ما هي أهداف الصهيونية، إنها ترتكز على الأسسس التالية:
•    الروابط التاريخية والدينية القديمة التي تربطهم بأرض فلسطين باعتبارها أرض الميعاد التي وعد الرب ها شعبه المختار من بني إسرائيل لتكون لهم ملكًا ووطنًا.
•    إن اليهود في شتى العالم يمثلون شعبًا واحدًا ينتمى إلى أصل واحد.
•    إن الرب قد تعهد لإبراهيم بأن يرقى بذريته في النهاية إلى السيادة على العالم فهو شعبه المختار على كل بني البشر.
هذه هي الأسس التي ترتكز عليها الصهيونية، وردنا على تلك المزاعم بأنه ليس هناك دليل واحد أو أثر واحد في فلسطين يثبت أسطورة بأن اليهود هم السكان الأصليون لفلسطين، فالبرغم مما تتعرض له مدينة القدس من نبش الآثار فإنهم لم يجدوا دليلاً واحدًا على أنها مدينة يهودية.
ولقد كان وعد الله لإبراهيم عليه السلام فحولوه إلى إسحاق ليخرجوا منه أبناء اسماعيل ثم حولوه إلى يعقوب ليحصروه في سلالة إسرائيل ثم حولوه إلى ذرية داوود وهكذا كان وعد صهيون وعدًا سياسيًا.
إن خرافة الجنس اليهودي الذي يروج له الصهيونيون من أن اليهود ينتمون إلى أصل واحد، قول ينقصه البحث العلمي الصحيح إذ أن اليهود كما سائر أتباع  الديانات الأخرى تجد فيهم الشقر والسمر والسود والصفر، وبينهم طوال القامة وقصارها وذوو الرؤوس العريضة والمستطيلة وهناك حقيقة لا مجال لنكرها بأن يهود أوروبا هم من أصل أوروبي اعتنقوا الديانة اليهودية على أيدي مبشرين من اليهود في القرن الثالث قبل الميلاد والدليل على ذلك ما وصفه أحد علماء اليهود الأستاذ “جوروفتش” أستاذ الأجناس في الجامعة العربية بأن “اليهود ليسوا شعبًا بل طائفة دينية تضم جماعات مختلفة من الناس اعتنقوا دينًا واحدًا وأن نسبة ضئيلة جدًا من يهود الأقطار العربية هم من نسل يعقوب واسحاق، وأن يهود أوروبا الشرقية لا ينتمون إطلاقًا إلى الفصيلة اليهودية”.
أما وثيقة الخطة الصهيونية فهي تتلخص في هذه الحكومات ونأليب الشعوب على الحكام، وإلقاء بذور الخلافات في المجتمعات عن طريق الجمعيات السرية والدينية والفنية والرياضية وهدم الأديان وخاصة المسيحية، إشاعة الفوضى والإباحية وإفساد الضمائر ونشر الرذائل، الاستيلاء على وسائل الطبع والنشر والصحافة والسينما ورجال الفكر.
أخيرًا نود أن نشير بأن اليهود الحاليين هم أتباع اليهود الذين حادوا عن تعاليم الله فكتب عليهم الذل والمسكنة ودليلنا على ذلك أن اليهود قصروا عن مفهوم مقاصد الله وسقطوا في الامتحان وهذا واضح من الآيات التالية:
“فإني أقول لكم إن لم يزد بركتكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات” انجيل متى 2:5.
“قال لهم يسوع لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم” يوحنا 39:8.
“أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفكسم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون” البقرة: 44.
“وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون” الآية: 451. هذا دليل قرآني بأنهم حادوا عن الإيمان وأنكم كفرة، “وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوجهوا إلى بارئكم فاقتوا أنفسكم ذالكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم” (الآية 54).
إن أعظم درجات الإيمان هي: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” (الآية 285) من سورة البقرة.
إن اليهود كافرة إذ أنهم لا يؤمنون بالرسل ولا بالكتب السماوية ولا يزالون يحرقون الإنجيل ويحاولون تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون” (الآية 79) سورة البقرة.
فلنتحد جميعًا لنقف أمام الهجمة الصهيونية التي نتعرض لها، وأنها معركة طويلة فلنبدأ بالتنظيم والعمل لمقاومة الضلال.
عمر المفتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى