المقابلات

الوفاق تحاور السياسي د. خلدون الشريف

بين محبسين.. ظرف اقليمي يكاد يغيّر وجه المنطقة وظرف داخلي يرخي بثقله على اطراف اللعبة الداخلية في معسكرين تزداد في كليهما حمية الجاهلية بحيث تبدو كل الحلول المطروحة هي آنية ومرحلية تقضي وطراً ثمّ تزول. بإختصار شديد يغرق الوطن في دوامة لا تنتهي حلقتها ويخبو على أثر ما تقدم الإهتمام المحلي ويتقهقر لمصلحة الوطني والإقليمي، وكذا الحال في شؤون وشجون العاصمة الثانية، ولكن هل يجوز وأمام كل الضغوطات الآنفة الذكر أن ينسى او يهمل المرء داره…
دردشة مسائية في دارة السيد خلدون الشريف حيث كانت جولة افق نجتزء منها الهموم المحلية طرابلسياً وننقل بكل امانة ما يلي.. يقول الدكتور خلدون الشريف – وهو يؤكد على موت التضامن الطرابلس انتخاباً- أن التضامن الذي جاء بالمجلس البلدي في طرابلس هو نفسه التوافق على سوء اختيار المجالس البلدية في الميناء وغيرها. وبات واضحاً أن محاولات سيطرة المسؤولين على الممارسة الديمقراطية الشعبية هي محاولات ستبوء بالفشل مستقبلاً، لأن الناس بدأت تدرك ان قرارها اسلم من قرار المسؤولين، واصطفافها تحت مظلة مصالحها هو اهم من اصطفاف يفرضه حلف سياسي انتخابي عابر.
فلو ترك الخيار للناس – والحديث للشريف- ان تنتخب من تشاء للمجلس البلدي لوجدنا ان الخيار سيكون افضل مما تم التوافق عليه، ليس فقط على الصعيد الفردي، وانما على صعيد العملية الانتخابية برمتها، ويلفت الى ان الاقبال الضئيل على الانتخابات البلدية الماضية، سبب مباشر في بروز هذه الظاهرة المشوهة، ويضيف انه اكتشف ان السيرة الذاتية اي CV  والخبرة العلمية النظرية ليست كافية لترشيح اصحابها للمناصب العامة وقد يحمل اي امرئ سيرة ذاتية تؤهله للتدريس في اهم جامعات ومعاهد في العالم ولكن النظرية شيء والتطبيق شيء آخر، وهذا هو  بلديتي الميناء وطرابلس. يضيف الشريف أنه كان هناك اجماع سياسي على عدم التمكن من الاستمرار بهكذا مجالس بلدية واليوم اصبح هناك اجماع على عكس ما تقدم.
وفي البحث عن آلية اصلاح بدأت الامور في لبنان تسير بمسار دراماتيكي، حمل كل فريق الى الانخراط في مشروعه مما اسقط المشروع المحلي المديني في خضم الامور الكبيرة. وبالحديث عن مؤسسات اخرى ذات نفع عام كغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس يدعو الشريف الى ان تسود انتخاباتها روح الديمقراطية داعياً الى اجراء انتخابات في الغرفة وفق القواعد والاصول القانونية، لأن الانتخابات هي الاساس والمدخل الى كل حل، ويجب مراعاة الحد الأدنى في المواصفات المطلوبة لأي كان يريد الترشح لمنصب عام مع التأكيد على ان CV  النظري لا يمكنه تخطي الحياة العملية كما سبق وقلت والحديث للشريف. كون الحياة العملية تختلف تماماً عن الحياة العلمية، ولا يمكن ان نعرف اذا كانت الكفاءة العلمية الناجحة ستكون كفاءة عملية ناجحة والتوافق بناء على السيرة الذاتية هو توافق منقوص فضلاً على انه يلغي اللعبة الديمقراطية والانتخابات ما يمنع الناس من ان تدلي بدلوها، فالرأي العام هو بوصلة السياسيين وليس العكس. اما الديمقراطية التوافقية فهي موضوع مختلف تماماً يتعلق بدولة، فلبنان اليوم مثلاً فيه ديمقراطية توافقية نظراً للتمذهب الهائل على مستوى المنطقة.
وعن السؤال حول موقع طرابلس مما يحصل في محيطها يجيب الشريف انها لم تغير ابداً موقعها وان التبست عليها امور كثيرة، فكما هي تتفاعل مع قلب لبنان، هي تتفاعل مع الشعب العربي من المحيط الى الخليج، وان كان من نزعة مذهبية يراها البعض فإنما هي بعد مذهبي  قومي وليس طائفي.
وعن نظرته الى الاعلام ودوره في تعكير صفو صورة المدينة، استشهد بمهرجان الاستقلال الذي اقيم مؤخرا في طرابلس، والذي تزامن في نفس اليوم مع ماراتون عالمي في بيروت شارك فيه نحو 30 الف عداء من كل مناطق العالم، مما اظهر بيروت مدينة  مفتوحة وحضارية واظهر طرابلس تحت وقع الخطابات السياسية في معرضها الدولي واطلاق الرصاص في احيائها في مظهر التخلف. بالمقارنة نرى ان هناك من يرغب ان يحمي بيروت ويعرض طرابلس.
وحول دور مثقفي المدينة في التصدي للحملات المعلنة وغير المعلنة على طرابلس يرى الشريف انهم اي المثقفين ليسوا حزباً وهم يتوزعون على الاحزاب وبالتالي فهم جزء من نسيج المدينة ومن لعبتها السياسية.
وعم آلية النهوض بالمدينة يؤكد الشريف ان حكومة الرئيس ميقاتي بدأت بإطلاق مشاريع تخدم مصلحة المدينة، وطرابلس لا ينقصها لا البنى التحتية ولا الكادر البشري انما تفعيل الحركة الاقتصادية وهذا يحتاج اولاً الى استقرار سياسي وثانياً الى ايجاد مشاريع لتفعيل اقتصاد المدينة وزيادة لحركة الانتاج. ويؤكد ان خطة الحكومة طموحة لكن القدرة على تحقيقها مرتبطة بإتخاذ القرارات الملائمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى