فلسطين

ذكرى رحيل الشهيد القائد الصقر محمد محمود بهادر- سيف العدالة (1972م 1993م) بقلم:- سامي إبراهيم فودة

بسم الله الرحمن الرحيم
“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من أبطال أبناء الفتح المغاوير القائد الصقر الشهيد محمد بهادر أحد أبرز قادة ” صقور فتح ” الذراع العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح والمطلوب لقوات الاحتلال منذ مطلع انتفاضة الحجارة 1987م وقد نال شرف الشهادة مخضباً بدمائه الطاهرة على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني بعد اشتباك مسلح وقع بينهم وبين دورية للاحتلال الصهيوني على مفترق النصيرات وسط قطاع غزة بتاريخ 3/5/1993م عن عمر يناهز 21عام..
ولد الشهيد القائد الصقر/ محمد محمود بهادر والمكنى بـ”سيف العدالة والملقب بالصقر الهادي” في مخيم الشاطئ مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 1972م فهو أعزب وعائلته المناضلة تتكون من والده الحاج أبو العبد الذي وافته المنية وهو متزوج من سيدتين الأولى هي الحاجة أم إبراهيم وقد أنجبت له كلا من إبراهيم- يوسف- خليل- غالية- عزيزة والزوجة الثانية هي الحاجة أم العبد وقد أنجبت له كلا من عبد الكريم-عبد الحميد- عبد الحكيم – محمد رمضان- حنان- منال- اعتماد- صابرين..
نشأ الشهيد القائد الصقر محمد في مخيم الشاطئ وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعود جذور ‏عائلته إلى قرية تل الصافي والتي هاجروا منها عام 1948م وطردوا قسراً تحت تهديد السلاح كباقي الأسر الفلسطينية إلى قطاع غزة واستقر بهم المطاف في مخيم الشاطئ وقد تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدراس مخيم الشاطئ وواصل تعليمه الدراسي حتى أول ثانوي في مدرسة الكرمل بغزة..
ومضاءات خالدة من حياة الشهيد / محمد بهادر-سيف العدالة
إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى اعتقل الشهيد محمد بهادر ستة شهور إداري وتم الإفراج عنه وبعد مرور عشر أيام جرى اعتقال مرة اخرى وحكم ستة شهور وتم الافراج عنه وبعد مرور أربع شهور من اعتقاله, اعتقل مرة اخرى وحكم عامين وتم الافراج عنه وبعد مرور عشر ايام من عملية الإفراج أرسل ضابط المخابرات بلاغ إلى أهل الشهيد محمد بتسليم نفسه إلا ان الشهيد محمد رفض تسليم نفسه, وأصبح من يومها مطارداً مع ابطال صقور الفتح وملاحق لقوات الاحتلال الصهيوني على مدار الساعة, وقد خاض الشهيد بهادر العديد من الاشتباكات مع قوات الاحتلال كانت في مخيم جباليا وخط النصر ومع البوليس الحربي في غزة,
وكان له عدة عمليات فدائية جريئة هاجم فيها أكثر من مرة مركز العباس بالذخيرة الحية, مما اثار غضب وجنون المخابرات الصهيونية من الخسائر التي تكبدها في صفوف جنوده وعملائه الخونة لدرجة تم مداهمة منزل العائلة أكثر من ثلاثة شهور بحثاً عن الشهيد محمد وقد عاثوا خراباً وتدميراً في منزل عائلته والاعتداء بالضرب المبرح على أفراد الأسرة بما فيهم والدهم المسن أبو العبد وفي احدى المرات هدد ضابط المخابرات والدة الشهيد محمد بهادر أم العبد وقال لها اذا لم يتم تسليم محمد سوف يعود لكم مقتولاً غداً الساعة الثانية ظهراً وفعلا ثاني يوم جاء نبأ استشهاد الشهيد محمد برصاص قوات الاحتلال وجرى اعتقال اخوة الشهيد محمد جميعهم…
القائد الصقر الشهيد محمد بهادر ونظرة الوداع الأخيرة …
عندما وصلوا اخوة الشهيد محمد بهادر بالسيارة العسكرية لمركز العباس طلب ضابط المخابرات من أخوه عبد الكريم بالتعرف على جثمان اخوهم الشهيد محمد الذي كان مخضباً بدمائه الطاهرة مع ثلاثة من الشهداء كانوا أجسادهم فوق بعضهم بعض وهم الشهيدعاهد الهابط والشهيد احمد أبو الصعاليك والشهيد هاني معمر وبعد التعرف على جثمان الشهيد محمد طلب ضابط المخابرات من إخوته مغادرة المكان والتوجه إلى منزلهم وإحضار عشر أشخاص والحضور بهم إلى مقبرة الشيخ رضوان خلال نصف ساعة وتوجهوا بالسيارة إلى المقبرة التي كانت محاصرة من قوات الاحتلال الصهيوني وسيارة الاسعاف متواجدة في المكان وفيها جثمان الشهيد الشهيد محمد وجرت مراسم الدفن في أجواء مليئة بالحزن والأسى وتم فتح بيت عزاء للشهيد محمد في المخيم لكن قوات الاحتلال داهمت بيت العزاء وقاموا بتكسير المعرش والكراسي وعلى أثرها اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشبان فلسطينيين قاموا برشقهم بالحجارة وقد أصيب يومها أكثر من ثلاثين شخص في المكان …
نعم المجد للمقاومة والخلود للشهداء- والموت لأعداء الوطن والشعب – والخزي والعار للخونة القتلة المجرمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى