صحة وبيئة

“الكورونا بين التجربة والمواجهة والوقاية”

جمعية Indeed Better Together ومستشفى هيكل

تنظمان ندوة الكترونية بمشاركة أطباء وأخصائيين

كمبادرة لنشر الوعي ضدّ فيروس كورونا

وباء كوفيد-19، أو ما عُرف عالميًا بفيروس كورونا، محنة أصابت كل إنسان مباشرةً وغير مباشرة عبر الحجر القسري الذي فُرض في دول العالم كافة. إنها محنة، فرّقت العالم جسديًا، لكنها جمعتهم في الإرادة الصلبة للمواجهة. وانطلاقًا من مبدأ نشر الوعي في ما يتعلّق بهذا الفيروس الفتاك وأساليب الوقاية منه، نظّمت جمعية “Indeed Better Together” بالشراكة مع مستشفى هيكل ندوة إلكترونية حملت عنوان “الكورونا بين التجربة والمواجهة والوقاية” بمشاركة أطباء وأخصائيين في علم النفس.

استُهلّت الندوة التي أدارتها الإعلامية إيليز فرح باسيل مع الأخصائي بالأمراض الجرثومية ورئيس مختبر علم الجراثيم وعلوم الجزئيات في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأمريكية مستشفى رزق بروفيسور جاك مخباط، والأخصائية بالأمراض الجرثومية والمعدية من مستشفى هيكل الدكتورة منى يوسف أبو عون. مع الأعداد المتزايدة لحالات كورونا المثبتة مخبريًا التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة، ذكّر بروفيسور مخباط بعوارض هذا الفيروس التي “قد تظهر بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الإصابة، وتترواح بين معدومة أو خفيفة تختفي سريعًا، أو قوية حيث قد يحتاج المصاب إلى دخول المستشفى للعلاج”. وفي ما يتعلّق بفحص الـ PCR، أشار بروفيسور مخباط إلى “أنه ليس دقيقًا جدًا، فالفيروس يصيب الرئة ولنتيجة أدقّ يجب الدخول إلى الرئة، وبما أنّ هذا ليس بوارد الحصول، دعا إلى التقيد بشدّة بإجراءات الوقاية، وعند ظهور أية عوارض يجب التقيد بالحجر حتى ولو لم يكن فحص الكورونا إيجابيًا، لمحاولة حد انتشار الفيروس، فصحتنا مهددة بسبب هذا الارتفاع في عدد الحالات، والمستشفيات لن تستطيع استقبال المصابين إذا ما استمرّ الوضع بالتراجع”.

من ناحيتها، أكّدت د. منى أن “مستشفى هيكل تواكب تطورات الفيروس وهي تجهّز نفسها منذ ظهور أول حالة في لبنان في شباط الماضي، وافتتحت قسم خاص للفيروس مجهّز بنظام تهوئة خاص وضغط سلبي، وتمّ تدريب طاقم خاص لإدارة هذا القسم”، وشدّدت أيضًا على “ضرورة الوعي والوقاية، فرغم أن أكثرية المصابين قد يمرّ عليهم الفيروس مرور الكرام، إلا أنّ سرعة انتشاره وإصابته كلّ الأعمار أمر مقلق جدًا، خصوصًا في منطقة طرابلس والشمال”. وقالت “إنّ الآمال معلّقة على اللقاح، لكنه يحتاج وقتًا طويلًا نظرًا لضرورة إجراء الدراسات الدقيقة. ومناعة الجسم تلعب دور أساسي، وللحفاظ عليها يجب الالتزام بنظام غذائي صحي”.

ولأن الصحة النفسية والذهنية أيضًا مهمة لمواجهة هذا الوباء، انضمّ رئيس وحدة علم النفس من مستشفى سيدة المعونات الجامعي الدكتور والمعالج النفسي طوني صوما، الذي أوضح “أنه من النادر أن يواجه بلدًا كلّ هذه الأزمات الإقتصادية والصحية في آنٍ معًا، وهذا يفسر التعب النفسي الذي يواجهه عدد كبير من اللبنانيين. ولتخطي هذه الحالة هناك عدة تقنيات، منها اللجوء إلى الماضي والبحث عن الأساليب التي استخدمها كلٌ منا لمواجهة الصعاب في حياته وتكييفها مع الأوضاع الراهنة، محاولة تغيير وتصويب الأولويات، وتقبّل الواقع وعدم اللجوء إلى حالة الإنكار كردّة فعل”.

وأشار الممثل وجيه صقر، الذي شفي ووالدته من فيروس كورونا “أن هذه التجربة كانت صعبة جدًا عليهما، خصوصًا بعد ما انتشر عن حتمية الموت لدى الإصابة”. وأشار أنه “لا يعرف كيف أصيب بالفيروس، فكان ملتزمًا بالحجر الصحي الذي فرضته الدولة، وعند فتح البلد، التزم بإرشادات الوقاية من ارتداء الكمامة إلى التباعد الاجتماعي”. وأضاف “يجب الحفاظ على فسحة أمل خصوصًا وسط حالة الهلع المتفشية، لذلك قمت بمبادرة اسمها “Fight For Life Against Covid-19″ بمساندة من أطباء نفسيين أخصائيين، تهدف إلى الدعم النفسي للمصابين الذين يتعرّضون للتنمر إثر إصابتهم”.

من ناحيتها، أوضحت الفنانة شانتال بيطار التي اشتهرت بأغنيتها “الحجر الصحي” خلال فترة الحجر الصحي “أنّ هذا العمل الفني، من كلمات وألحان ريان الهبر، أنجز بشكلٍ سريع وكلّ أحد كان في منزله، بلا تخالط. واستوحى ريان فكرة الأغنية بسبب حالته، فهو كان محجورًا في لبنان وزوجته محجورة في بلدٍ آخر، والأغنية رومنسية ترفيهية لكنها تحتوي على رسالة توعوية توصي باتّباع الإرشادات الوقائية”. وتابعت قائلةً “إنّ للفن مكان في كلّ أزمة، وبعد الانفجار الذي أصاب عاصمتنا بيروت، كتبت أغنية أسمها “بيروت” نتجت عن حرقة قلب”.

وأوضحت العضو المؤسس في جمعية “Indeed Better Together” د.نادين العلي عمران أنّ “اسم الجمعية “أكيد سوا فينا” يعبّر عن أهدافها، فتضافر الجهود والتعاون يسهّل عملية مساندة الإنسان كإنسان، وكفردٍ من مجتمعٍ أكبر. وخصوصًا في موضوع فيروس كورونا، نحن مدعوون جميعًا إلى تحمل المسؤولية والتعاون، ولو عن بعد، من أجل التصدي “سوا” له”. وختمت بالتوجّه بالشكر إلى رئيسة الجمعية الوزيرة السابقة فيوليت خيرالله الصفدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى