المقالات

لا يهم القمر ولا السحاب نباح الجراء...!

إن هوان ومصائب العرب والمسلمين صارت تعد ولا
تحصى،ففي كل يوم،تتكالب الأمم علينا،ويستهزء الديوث فينا، ويتطاول القزم علينا…وكما قال رسولنا الكريم “صلع”: يوشك أن تداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) .. قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : (لا ، بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ) . قيل : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت؟ ).
كذلك هي صورة الإنحطاط العربي والتخاذل مع ما يترافق من تطبيع وهوان وتخاذل،حتى يزيد تمزيق وشرذمة هذة الأمة العظيمة،وما كان ليحدث ويحدث إلا بما تقترفه وأقترفته أيدينا… أتصفح صفحات الفيس بوك …! والإنسان العربي ما زال إرتجاليا عاطفيا تحكمه العصبية الساذجة، ويتصرف بردات فعل رومنسيه بتغيير البروفايل ويعتقد أنه يدعم نضال المقهورين والمعذبين،وأنه يرفض ما تعانيه هذة الأمة التي ولدت عظيمة وإنتشرت بعظيمها الرسول الأكرم،معتقدا أيضا أن ساحات النضال والجهاد باتت على صفحات الفيسبوك…!،
من أعاد هذة ألأمة العظيمة الى عصر الأنحطاط والذل؟ومن يقتل أخاه المسلم كل يوم في بلده العربي المسلم،ويهدم سقف بيته فوق رؤوس الأطفال والشيوخ والحوامل ؟من يقوم بظلم العباد وتهجيرهم وتجويعهم وسحلهم وسجنهم من أجل كلمة أو موقف،ومن يقدم المليارات على طبق من فضة للسيد الوالي حتى يحميه ويبقيه ملكا أو رئيسا ؟ .”لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم”،وما يقتل ويعذب من مسلمين فيما بينهم لهو أكبر مما يقتل ويسحل على من نقول عنهم أعداء الله ونوسمهم بالكفره.هذة الأمة سوف تموت وتعود الى ربها عظيمه “اوليس هذا ما وعد به نبي الأمة وخاتم الأنبياء والمرسلين،وهو من سيكون شفيعنا عند الخالق عز وجل؟ إن ما يحتاجة ديننا ونبينا ومجتمعنا وبالتالي أمتنا ليس تغييرك للبروفايل أخي المسلم المقهور والغيور… إن ما يحتاجه كثير وكثير،يبدأ من التربية والمدرسة والعائلة وصولا الى النظم والسياسة والإقتصاد عبر الإكتفاء الذاتي،كذلك الى صنع وبناء الإنسان،وفتح دور العلم والمشافي،وهذة جائحة كورونا فضحت الخامر والعويص وذاب الثلج وبان المرج وهشاشة دول لعبة البازل،المركبة حسبما يريد السيد!، وأظهرت كم نحن لا شيء وكم نحتاج الى كل شيء،وممن؟من الكافر والبوذي،الذي نترك ونهجر أوطاننا حتى نلوذ به حتى يحمينا ويعطف علينا، هربا من أخينا العربي المسلم.البارحة قلنا نعم لمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، واليوم نعم لمقاطعة البضائع الفرنسية،بينما ما يحدث للمسلمين في جمهورية الصين أفظع وأدهى،إلا أنني لم أشاهد أحد ينادي بمقاطعة البضائع الصينية،وأسواقنا ما شاء الله جميعها صينية المنشأ والسبب أن المجتمع العربي والإسلامي يعيش تحت خط الفقر ولا يقدر أصلا على شراء المنتوجات الأمريكية والأوروبية التي نتهافت ونصرخ لمقاطعتها،عداك أن جهاز الصوت والميكروفون صيني وغربي،وصفحات التواصل الإجتماعي “غربية ملحده”.والحمد لله رب العالمين أن السودان والإمارات العربية وعمان بضم العين لا يصنعون شيئا والا ماذا كان سيحصل لو نادينا بمقاطعة كل هذة الدول من مطبعة وخائنه ومتطاوله على ديننا وإسلامنا العظيم…؟
أخي يا من تغير البروفايل عند كل هوان وأسير مضرب عن الطعام ودولة سارت في ركب الخيانة والتطبيع مع دولة الإحتلال إسرائيل،وزعيم هنا وآخر هناك ومن يسعى لحرق القرآن الكريم ويستثير غضبك وغريزتك كي تتصرف وتقوم بأعمال تدينك وتوسم ديننا بالهمجية،هل سألت نفسك ماذا أعددنا لهذا الدين من أجل نصرته وإعلاء كلمة الله بدءا من المنزل وتربية مشاعل المستقبل،الى الصدق في العمل وإتقانه وإعطاء الأمان اولا لأخيك المسلم والذي تريد إزالته من الوجود وسحقه وإعتباره غريب، أوليس من حقه العيش الكريم مثلك تماما. إن ما يريده نبينا الكريم أن نقتدي به ونعود الى إنسانيتنا ونشعر في بعضنا البعض حتى يسمو الإخاء وجوهر رسالته العظيمه.كذلك ماذا يريده الأسير المضرب عن الطعام لأكثر من ثمانون يوما من فتح وحماس ؟سؤال كبير وأعتقد الإجابة علية مخجلة جراء الإنقسام الذي ضرب النخاع الشوكي والعمود الفقري للقضية النبيلة العادلة،قليلا من الخجل والتواضع وسوف تسألون عما فعلتم وتفعلون…!
وماذا يهم النبي والاسلام والكعبة والاقصى من كل هذا اللهاث وراء التطبيع مع دولة الكيان الغاصب…
دعوهم ينبحوا كيفما شاؤوا،فلا يهم القمر ولا السحاب،نباح الجراء…!!!
حسين جمعة
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى