الأخبار العربية والدولية

سيادة المطران عطا الله حنا : ” كم نحن بحاجة للتوعية في هذا الزمن الرديء الذي لا يعاني فيه العالم فقط من جائحة الكورونا بل من اوبئة الكراهية والتطرف والعنصرية”

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله اليوم عددا من الاباء الكهنة من الجليل بأننا نفتخر بمسيحيتنا المشرقية النقية القويمة وسنبقى كذلك ولن يتزعزع انتماءنا لايماننا ولقيم انجيلنا امام اية قوة عاتية واية مؤامرات ومشاريع مشبوهة تأتي الينا من اي مكان في هذا العالم .
نحن مسيحيون هكذا كنا وهكذا سنبقى وشعارنا هو صليب المجد الذي لا نلبسه فقط في اعناقنا بل هو مزروع في قلوبنا وهو رمز ايماننا وانتصار مخلصنا على الموت، نحن متمسكون بايماننا المسيحي القويم وبتعاليم مخلصنا وفادينا يسوع المسيح وارثوذكسيتنا هي استقامة ايمان وفكر وسلوك ورسالة محبة ورحمة واخوة في هذا المجتمع الذي نعيش فيه .
ما اكثر اولئك الذين يحرضون على الكراهية في عالمنا وما اكثر اولئك الذين يلبسون ثوب الدين والدين منهم براء ، ويجب ان نقول لابناءنا بألا ينبهروا بالمبشرين الكذبة المنافقين والدجالين الذين يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر كراهيتهم وحقدهم ودجلهم وتفسيراتهم المغلوطة للكتاب المقدس ولتعاليم الكنيسة .
يجب ان يكون هنالك اهتمام اكبر برعاية ابناءنا وتوعيتهم روحيا لكي لا ينحرفوا خلف هذه الهرطقات وهذه البدع التي تنشر الكراهية والحقد في مجتمعنا وتريدنا ان نكون متقوقعين منعزلين عن محيطنا الانساني والوطني الذي نعيش فيه .
حذار من التأثر من هذه المنصات الاعلامية المشبوهة والتي تبث برامجها من الغرب لكي تؤجج الكراهية والتطرف في الشرق وهؤلاء يجلسون في مكاتبهم المكيفة في امريكا وفي غير امريكا ويصدرون الينا خطاب الكراهية والاخطر من ذلك استغلالهم القذر للكتاب المقدس واياته الشريفة فهم يحللون ما حرمه الله ويحرمون ما حلله الله.
انها ظاهرة خطيرة ازدادت في الاونة الاخيرة وتحتاج الى معالجة رعوية روحية من خلال مخاطبة شبابنا الذين بعضهم يعيش حالة فراغ روحي ولذلك فإنهم يتأثرون بما يتلقونه من معلومات مغلوطة وتفسيرات منحرفة للمسيحية من قبل هؤلاء المبشرين الكذبة الذين يخدمون اجندات معادية للمسيحية في المشرق ومعادية لقضايانا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين .
احدهم كتب يوم امس بأن فلسطين لا تعني له شيئا وهذا كلام في غاية الخطورة ففلسطين هي مهد المسيحية والارض المباركة التي منها انطلقت رسالة الخلاص الى مشارق الارض ومغاربها ومن لا تعني له شيئا فلسطين هذا يعني انه لا تعني له شيئا المسيحية ومقدساتها وتاريخها وتراثها والذي انطلق من هذه البقعة المقدسة من العالم.
انه تضليل ما بعده تضليل وتشويه ما بعده تشويه وكل هذا يحدث بتمويل من جهات هدفها ضرب الكنيسة في هذا المشرق والاساءة اليها والنيل من معنويات المسيحيين في بلادنا ومشرقنا لكي يحزموا امتعتهم ويغادروا اوطانهم .
كم نحن بحاجة الى الوعي في هذا الزمن الرديء الذي نمر به حيث ان العالم لا يعاني فقط من وباء الكورونا بل يعاني من اوبئة الجهل والحقد والعنصرية والكراهية والتي بثها بعض المأجورين اصحاب المصالح والاجندات الخاصة .
سنبقى مسيحيين حاملين لراية الانجيل والصليب وسنبقى متمسكين بارض الميلاد والتجسد والفداء مفتخرين بانتماءنا لهذا المشرق والذي المسيحيون مكون اساسي من مكوناته الحضارية والانسانية والوطنية .
لا نكره احدا ولا نعادي احدا بل ننظر الى كل انسان بعين الاخوة لاننا ننتمي جميعا الى اسرة بشرية واحدة ، المسيحيون والمسلمون في هذا المشرق وفي فلسطين بشكل خاص هم مطالبون في هذه الازمنة العصيبة التي يتم فيها المتاجرة بالدين واستغلال الدين لاغراض سياسية لكي يكثفوا من حواراتهم وتفاهمهم وتعاونهم وتفاعلهم خدمة لفلسطين وقضيتها العادلة ولكي نفشل كافة المؤامرات والمشاريع المشبوهة الهادفة الى تمزيق مجتمعاتنا والنيل من وحدتنا واخوتنا الانسانية والوطنية .
نحن مسيحيون وسنبقى نبشر بالمسيحية الحقة وليس بمسيحية مزيفة كما هي بعض المنصات والمواقع المشبوهة التي تصدر الينا خطاب الكراهية من امريكا ومن غيرها من الاماكن .
ستبقى رسالتنا رسالة محبة بلا حدود ورحمة ورغبة في التعاون مع شركاءنا في الانتماء الانساني والوطني دفاعا عن قيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
لا تسمحوا لشبابنا بأن ينحرفوا وراء هؤلاء المضللين الذين يستغلون عدم معرفة ابناءنا بايمانهم القويم وجهلهم لكثير من التعاليم المسيحية القويمة .
علموهم ان المسيحية محبة وعندما تغيب المحبة من حياتنا فعن اية مسيحية نتحدث. هذا وقد تم التداول في هذا الاجتماع في كيفية اطلاق مبادرات لتوعية شبابنا لكي لا ينجروا وراء هذه الابواق الاعلامية المغرضة والتي تستعمل الانجيل وتلبس الثوب المسيحي وهي ابعد ما تكون عن قيم الانجيل والمسيحية الحقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى