فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” لقد خلقنا الله احرارا ومن يحجب الحرية

عن الانسان انما يعتدي على الارادة الالهية التي تريدنا ان نكون احرارا والا نكون مستعبدين “

القدس – شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة الكترونية بعنوان ” القدس مدينة السلام والتلاقي بين الاديان ” وقد شارك في هذه الندوة عدد من ممثلي الاديان التوحيدية الثلاث من مختلف ارجاء العالم حيث كان سيادته المتحدث الرئيسي في هذا اللقاء الذي عقد الكترونيا بسبب جائحة الكورونا .
قال سيادة المطران في كلمته بأننا نبعث اليكم جميعا وانتم تنتمون الى كافة الاديان والاعراق في عالمنا برسالة مدينة السلام وهي رسالة محبة واخوة انسانية ، هذه المدينة التي نسكن فيها باجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا، انها المدينة التي لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ولا يحق لاحد ان يدعي بأن القدس له وليست لسواه ولا يجوز لاحد ان يحتكر القدس مهمشا الاخرين وغير معترف بوجودهم وبمكانة هذه المدينة المقدسة لديهم .
القدس مدينة فريدة من نوعها وهي تختلف عن اية مدينة اخرى في هذا العالم بتاريخها وتراثها وهويتها وعراقتها وما تحتويه من مقدسات ومقامات واماكن تدل على اهميتها الروحية والايمانية والانسانية والحضارية .
المسيحيون يعتبرون مدينة القدس مدينة ايمانهم لا سيما ان كنيسة القيامة والقبر المقدس في القدس وفي العقيدة المسيحية فإن القيامة هي ركن اساسي من اركان ايماننا ولذلك فإن هذه المدينة المقدسة تعتبر القبلة الاولى والوحيدة للمسيحيين في عالمنا لا سيما ان الرسالة المسيحية انطلقت من هنا الى مشارق الارض ومغاربها ، وكنيسة القدس هي اقدم واعرق كنيسة في العالم ، ولذلك فهي تسمى في لغتنا الكنسية بأم الكنائس .
ننتمي للمسيحية القويمة ونفتخر بانتماءنا اليها وبأصالتنا الروحية والتراثية ولكننا في نفس الوقت منفتحون على كل انسان في هذا العالم ونظرتنا لكل انسان ايا كان دينه او انتماءه العرقي هي نظرة اخوية لاننا نعتقد بأن البشر جميعا ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان .
نرفض مظاهر العنصرية والكراهية والطائفية والعنف ونرفض استغلال الدين لاغراض لا دينية حيث ان هنالك من يروجون للكراهية في عالمنا ويقومون بهذه المهمة القذرة وهم يدعون انهم يدافعون عن الدين والدين منهم براء .
ان الله محبة ومن فقد المحبة والرحمة فقد انسانيته ولذلك فإننا نحترم كل انسان بغض النظر عن معتقده او دينه او مذهبه ونتمنى ونطالب بألا تتحول التعددية الدينية القائمة في مجتمعاتنا الى اسوار تفصلنا عن بعضنا البعض والى كراهية لاننا نعتقد بأن هذا يتناقض والقيم الدينية والايمانية الحقة .
في فلسطين الارض المقدسة هنالك شعب يناضل من اجل ان تتحقق العدالة ، والعدالة في مفهومنا هي ان يزول الاحتلال لكي ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية التي يستحقها.
الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون يستحقون ان يعيشوا بكرامة في وطنهم ويستحقون ان يكونوا في بلدهم وان ينعموا بالحرية التي هي هبة الهية ومن يحجب الحرية عن الانسان انما يعتدي على الارادة الالهية التي تريدنا ان نكون احرارا في هذا العالم والا نكون مستعبدين معانين من القمع والظلم والاستبداد والاحتلال .
القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ولكنها ايضا قضية كل انسان حر في هذا العالم وان كل انسان ايا كان دينه او معتقده يؤمن بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية يجب ان يدافع عن هذه القضية فقضية فلسطين وشعبها المظلوم هي قضية لها ابعاد اخلاقية وانسانية ولا يجوز اختزالها بالبعد السياسي فقط.
انطلاقا من قيم ايماننا وروحانية كنيستنا وقيم انجيلنا يجب ان يكون انحيازنا لكل انسان مظلوم ومعذب في هذا العالم فحيثما هنالك ظلم واستبداد وعنصرية وقمع واضطهاد انحيازنا يجب ان يكون للانسان المظلوم الذي نرى في وجهه صورة الله وهو الانسان المخلوق على صورة الله ومثاله .
ندعو الى مزيد من التعاون والحوار والتفاهم بين اتباع كافة الديانات التوحيدية في عالمنا خدمة للانسانية ودفاعا عن حقوق الانسان ورفضا لمظاهر الكراهية والعنصرية التي نلحظ وجودها في اكثر من مكان في عالمنا .
وضع سيادته المشاركين في صورة ما يحدث في مدينة القدس كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات مقدما التهنئة لكافة المحتفلين بعيد الميلاد المجيد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى