المقالات

حوّلوا المِحْنة إلى مِنْحة … كتب: الشيخ فايز مصطفى سيف \عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى

في ظلّ انتشار فيروس كورونا ،والدّعوة إلى التزام البيوت .
أقول متوكّلاً على الحيّ القيوم الذي لا يموت:
حوّلوا المحنة التي نمرّ بها إلى منحة تكون سبباً في إعادة حساباتنا من جديد ،
مع الله ،مع أنفسنا ،ومع عائلاتنا .

١-مع الله :فالكثير منّا شغلته الأعمال والمسؤوليات عن كثير من النوافل والأوراد والأذكار ،والفرصة متاحة اليوم لإعادة برمجة أوقاتنا لتكون عامرة بقيام الليل والاستغفار والتسبيح والدّعاء وقراءة القرآن ..

٢-مع أنفسنا :وذلك بإجراء نقد ذاتي بنّاء لتلك المسيرة الحياتيّة التي انطلق فيها كلّ واحد منّا ،هل هي مسيرة ملائمة صائبة ؟أم غير ذلك ؟
هل نسير في الاتجاه الصحيح ؟أم أن البوصلة قد انحرفت بنا ونحن لا نشعر ،ونحسب أنّنا من المحسنين صنعاً؟
هل أعمت الدنيا أبصارنا ،وانشغلنا بالفاني عن الباقي ،وبالأشباح عن الأرواح؟وبالنّعمة عن المُنعم؟والعطاء عن المُعطي ؟والحياة عن المحْيي؟

هل تأخذ النفس منّا حقّها بالتثقيف والتنوير والتّدبير ؟أم أنّنا أهملنا المطالعة والبحث والتنقيب في بطون الكتب ؟وصار الكتاب مجرّد زينة في المكتبات ننفض عنها الغبار بين الفَينة والأخرى ؟

مع عائلاتنا: لعلها تكون فرصة للآباء ليعودا إلى ممارسة دورهم الذي أوكله الله إليهم من رعاية للأسرة ،ليستمع الأب إلى هموم الأبناء وأحزانهم إلى ما يسرهم ويسعدهم وليعيشوا معاً شعور الانتماء الحقيقي لبعضهم ،ولتتحوّل بيوتنا إلى مساجد ،تصلّى فيها الجماعة ،ويقرأ فيها القرآن وينصت فيها إلى كلام النبيّ العدنان ،ويجهر فيها بالأذكار ،ويتبادل فيها أهل البيت الأفكار .

إنها فرصة ليعود روّاد النوادي والمقاهي والمطاعم والولائم إلى بيوتهم ،تلك البيوت التي فقدتهم لأعوام ،ويلتفت كلٌ من أفراد الأسرة إلى واجبه نحو الآخر ،فيعيشوا السكينة والمودّة والرّحمة من جديد ،لتكون الأسرة آيةً من آيات الله ،كما أراد ربّنا لها …
إنّها مِنْحةٌ ساقها الله إلينا بثوب مِحنة
فإمّا أن نقدّم (نون )النّور على حاء الحَتف ،بسكون وإيمان وتفويض وإصلاح ،وإما أن تسبق (حاء)حتفنا (نون)نورنا فنعيش المِحنة بظلامها ،عندها لا نور ولا أنوار ،فمن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى