المقالات

بناء الدولة هدفنا، لا المطالبات! كتبت: ناريمان الشمعة

استطاعت أحزاب السلطة الطائفية على مدى عقود خلق علاقة زبانية بينها وبين المواطنين كبديل عن علاقة المواطن المباشرة بالدولة. وعطلت هذه العلاقة أي إمكانية للمساءلة والمحاسبة وأصبح الجميع شركاء في قيادة البلد للانهيار.

وكما استطاعت تدجين الناس، استطاعت أيضا امتصاص غضبهم المشروع في ما سمي ثورة ١٧ تشربن. فبعد تلقي الصدمة الأولى غير المتوقعة، تمكنت من تقزيم الثورة إلى انتفاضة، ومن انتفاضة إلى حراك، ثم مجموعات وأفراد انشغلوا عن شعارهم الأول #إسقاط_النظام بالانتظار أمام محطات البنزين أو البحث عن دواء وحليب وزيت..

وتلاشى حلم التغيير السياسي بين أصوات مطلبية خافتة على صفحات التواصل الاجتماعي.

في ظل ذلك، وحدها الأحزاب السياسية الثورية من خارج منظومة السلطة والمجموعات التي نظمت نفسها ووضعت لها مشروعاً سياسياً أو رؤية أو تبنت واحدة.

وأيضاً وحدها استطاعت الثبات على أهداف التغيير وبناء الدولة، بترابط واعي مع احتياجات الناس، دون الانزلاق بدوامة مطالبات من سلطة فاشلة عاجزة لا تثمن ولا تغني.

هذه الأحزاب والمجموعات هي القادرة حاليا على قيادة المرحلة التغييرية إن استطاعت التلاقي على الهدف الأكبر، وهو بناء دولة مدنية فعلية عادلة وقادرة، ومن ثم يصبح الباقي تفاصيل.

ناريمان الشمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى