المقالات

مجرمون في سُدّة المسؤولية وعلى كراسي الحكم.. إلى متى؟\ليلى دندشي

أصدر رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد بيانا حول تطورات الوضع الراهن إستهله قائلا: لقد أعجبني قول أحد السياسيين الذي أشار فيه إلى أنّ نسختي الإنجيل والقرآن في المجلس النيابي هما أكثر النسخ التي يتم بواسطتها أداء القسم القانوني وغالبا ما يكون صاحب القسم غير صادق.
أضاف: لقد عبثوا بالبلد وسرقوا الكراسي وجلسوا عليها وحكموا بطرق ملتوية لايفكرون إلآ بمصالحهم ومطامعهم وتكديس ثرواتهم .. إنهم مجرمون يحاولون إقناع الناس بخلافاتهم الواهية و”بتزاحمهم” لخدمة قضايا الناس، وكيف يكون ذلك صحيحا وهاهي شوارع المدن والمناطق فارغة عشية الأعياد، والمتاجر مقفلة بسبب الإنقطاع الكلي في التيار الكهربائي وخاصة خلال ساعات المساء والليل، وأسعار الدواء سجّلت أرقاما “فلكيّة” والمواد الغذائية بدورها إمّا أنها لم تعد موجودة على رفوف الدكاكين أو أنّ أسعارها لم تعد هي الأخرى بمتناول “التحديق” والنظر إليها في حين أنّ الدولار قد جاوز كل الحدود التي تجول في مخيّلة المواطنين والموظفين.
وتساءل منجّد: عن أي ثلث معطّل يتحدثون ؟ وهل سيكون عدد النواب السنّة هم العدد المكمّل للتعطيل ،أم لتفشيل هذه المسألة؟ وأين هو مصير الملف اللبناني ومتابعة الإتصالات الديبلوماسية بشأنه وخاصة الأوروبية والعربية تحديدا؟ وهل يستقيم ذلك وبشكل مفاجىء مع غياب أي حديث عن الحياد الإيجابي وعن بسط سلطة الدولة وتفعيل المشاريع الحيوية وفي مقدمها قضايا الكهرباء والماء والطرقات وملاحقة قضايا الفساد وتوفير المحروقات والدواء للناس وقبل كل شيىء كشف الجرائم الكبرى وفي طليعتها إنفجار مرفأ بيروت الذي تطل سنته الثانية بعد أيام، أم أنّ كل ما جرى ويجري هو “تخطيط” محكم للإطاحة بكل ما ذُكر آنفا والتحضير لجولة جديدة من “إقتسام الحصص والمغانم”؟ .
وقال منجّد: لقد كان ملفتا تلك الأجواء البائسة التي حاول البعض إفتعالها في المناطق وتحديدا في طرابلس ومحاولة إسترجاع مشاهد العنف بين بعض المناطق الشعبية في المدينة وبينها وبين الجيش، ولكن إرادة أبناء هذه المناطق كانت هي الأقوى، إذ سارع العقلاء إلى نبذ صورة العنف هذه والتأكيد أنّ الخاسر الأكبر هو مجموع السكان من أي طرف كانوا أو لأي جهة إنتموا .
وتوجه منجّد إلى أصحاب القرار قائلا: إبقوا بعيدين عن إثارة الأحقاد والعصبيات وابعدوها عن الشوارع والتجمعات السكانية، وإجعلوا “مسرحها” داخل غرف مؤسساتكم المغلقة وتباروا في ما بينكم على من يقدر على إنتشال البلد وأبنائه مما يتخبطون فيه من مشاكل وضغوطات وسارعوا إلى إيجاد الحلول للأزمات الكبرى والمشاكل التي يعانيها المواطنون.
وحذّر من مغبّة التمادي في “إدارة الظهر” لهذه الأوضاع المتدهورة وبصورة خاصة ما يتعلّق بمسألة تشكيل الحكومة العتيدة وإختيار شخصية وطنية وازنة لرئاستها، أم أنّ ” الرئيس القوي” لا ينطبق على كل الرئاسات بل على رئاسة واحدة ؟ وهل يدرك المتابعون خطورة الإخلال في ذلك وفي الظروف الراهنة وتحديدا في أعقاب ما مرّت به البلاد مؤخرا ؟ وهل يعي أصحاب الرأي والشورى أنّ محاولة “طغيان” إحدى الرئاسات على رئاسة أخرى والجمع بينهما بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر الترويج لمرشح معيّن والسعي لتأمين تكليفه من شأنه أن يدفع بالبلد إلى ما لا يحمد عقباه.
وتابع: فحذار من مشاعر الغلبة وإستغلال ذلك في مصادرة حقوق الآخرين والإطاحة بالدساتير والقوانين في محاولة للتفرّد بحكم البلد وعلى الجميع أن يدرك أنّ القانون الإنتخابي الحالي هو من دمّر الحياة السياسية في لبنان ، ودمّر الطائف في محاولة لإلغاء نتائجه وقراراته ، ولا يخفى في هذا المجال أنّ بعض من في الحكم سبق أن عبّر مرارا وتكرارا عن رفضه لمؤتمر الطائف وقد يشعر بأن الأوان قد حان لطي صفحة الطائف لمصلحة دستور جديد قد يكون الإسفين الأخير في نعش النظام السياسي وفتح البلد أمام المطامع الميليشياوية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى