إقتصاد وأعمال

رأي د.أيمن عمر حول البطاقة التمويلية

الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية الدكتور أيمن عمر، رأى أنّه في ظلّ غياب أي أفق للحلّ السياسي الذي يبدأ من تأليف حكومة قادرة على لجم الانهيار وبثّ الطمأنينة، تصبح أي عملية إصلاح حقيقية للاستنهاض الاقتصادي وانتشال الشعب اللبناني من الوضع الكارثي المعاش في مهبّ الريح. ووفق ذلك تصبح البطاقة هي الذلّ الذي لا مفرّ منه مع غياب الحلول الجذرية واستقالة المسؤولين من ضمائرهم قبل مراكزهم. من هنا يعتبر عمر أنّ البطاقة التمويلية هي أحد الحلول الترقيعية الناتجة من حالة الهذيان التي تمارسها السلطة في مواجهتها للأزمات، وهي ليست أوكسيجينا للاقتصاد إنما مجرد تنفّس اصطناعي لمريض يعاني من حال تنازع الروح عند سكرات الموت بعد الإمعان في اغتصابه من قِبل مسؤولين أقل ما يُقال عنهم إنهم ساديون.
منذ أكثر من سنة ونصف سنة والحديث عن هذه البطاقة بين أخذ وردّ، وكلما صار رفع الدعم أمراً واقعاً يُثار موضوع البطاقة التمويلية بقوة باعتبارها بديلاً منه، فيما لا يزال المسؤولون يصرون على الدفع بالليرة اللبنانية لمستحقيها مع أن المشروع المقدم من البنك الدولي هو بالدولار، وهو أحد المواضيع الذي يعكس حالة التيه والتخبط وغياب الحسم في القضايا المفصلية.
وبغضّ النظر عن تحديد الفئات المستحقة وطريقة الدفع وعملة الدفع وهي أمور تقنية، فإن هذه تكرّس وبشكل رسمي هوية لبنان الاقتصادية السائدة القائمة على التسوّل والطوابير وغياب الرفاهية والإحباط النفسي وقتل الطموح، وتاليا دفن النموذج الحر، ويؤكد عمر أن “هذه البطاقة ستتحوّل إلى انتخابية بامتياز مع اقتراب
الاستحقاق الانتخابي، لنشاهد طوابير البطاقة ستصطف على أبواب مكاتب الزعماء، لتُضاف إلى طوابير المحروقات والخبز والمياه والتبغ والتنباك”

المصدر جريدة النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى