التحقيقات

الجامع المنصوري الكبير يفتتح أبوابه أمام المصلين بعد انتهاء الترميم

الجامع المنصوري الكبير يفتتح أبوابه أمام المصلين بعد انتهاء الترميم
بمكرمة حريرية تم ترميمه وتجهيزه ليعود البناء المملوكي الأول في طرابلس

 

كما الذكرى لا تنتهي ، كذلك فان مسيرة الخير والعطاء التي اتبعها وشدد عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يمكن لها أن تنتهي، طالما كان للرئيس الشهيد أبناء وافراد عائلة يسيرون على خطاه .
ومن هذه الأعمال ترميم المساجد الأثرية وبناء الجوامع ودور العبادة في مختلف المناطق اللبنانية والتي لن يكون آخرها ترميم وتأهيل وتجهيز المسجد المنصوري الكبير ، والذي جاءت الأعمال فيه بمبادرة كريمة من نجل الرئيس الشهيد الشيخ بهاء الدين الحريري عن روح والده . لكن وبعكس السنوات الماضية والترميم الذي شهده المسجد على مر العصور فان الأعمال اليوم جاءت بطريقة علمية مدروسة ، وباشراف مركز احياء العمارة الاسلامية في القاهرة، وبمتابعة شخصية من الوزيرة بهية الحريري .وكان التدشين والانطلاقة الكبيرة للجامع مع بدايات شهر رمضان المبارك. الأمر الذي انعكس ايجاباً على أهالي مدينة طرابلس عامة ، وأهالي الأسواق الداخلية بصورة خاصة.
لمحة تاريخية
بداية لا بد من القاء الضوء على الجامع الكبير والذي يعد أول بناء مملوكي في طرابلس وأكبر جوامعها تم بناؤه في العام 1294 م ويقع في حي النوري وسط المدينة القديمة ، بمساحة قدرها 3224 متراً مربعاً تقريباً ، تعود تسميته الى فاتح المدينة ومحررها من الصليبيين السلطان قلاوون الملقب بالمنصور ، وان كان السلطان خليل بن قلاوون الملقب بالأشرف هو الذي أمر ببنائه بعد مضي خمس سنوات على فتحها . والملفت بأنه كان للجامع المنصوري الكبير دور علمي رائد في نشر الوعي والمعرفة والعلم ، حيث كان العديد من العلماء يلقون دروسهم فيه ، الا أن الحرب التي عصفت بلبنان على مدى 15 عاماً ، وأدت الى ما أدت اليه من حضور خجول لمؤسسات الدولة وعدم قدرتها على القيام بواجباتها ، فضلاً عن الحرب التي انعكست سلباً على أوضاع الجامع ، فأصابته القذائف والصواريخ التي شوهت جدرانه الخارجية وأدت الى تصدعها خصوصاً الجهة الغربية القبلية . كما أن الاهمال وعامل الزمن كان له الأثر البالغ في ترهله ، وبات في حالة يرثى لها ، فظهرت الحشائش وامتدت العفونة والرطوبة لتغطي جدران وأسطح الجامع ، بالاضافة الى تفتت الحجر الرملي في كثير من المواقع نتيجة تسرب المياه الدائم من الخزانات الموضوعة على سطحه بطريقة عشوائية وغير علمية .
أعمال الترميم هذه بدأت منذ حوالي الثلاث سنوات وبفضل الجهود المبذولة والمتابعة الحثيثة من قبل الوزيرة الحريري فان الافتتاح قد تم قبل يومين من بدء شهر رمضان المبارك ، وكان حفل  التدشين قد جاء برعاية الشيخ بهاء الدين الحريري والوزيرة بهية الحريري وحضور أعضاء كتلة نواب التضامن الطرابلسي الرئيس نجيب ميقاتي ، محمد عبد اللطيف كبارة سمير الجسر روبير فاضل أحمد كرامي بدر ونوس ، أحمد الصفدي ممثلاً الوزير محمد الصفدي مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار منسق عام تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة وحشد كبير من الشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية في المدينة .
وقد أفادت بعض المصادر المطلعة بأن مشروع ترميم وتأهيل وتجهيز الجامع المنصوري الكبير سوف لن يكون الأول من نوعه في الشمال ولا حتى الأخير ، بل ان هناك العديد من المشاريع الانمائية التي يستعد تيار المستقبل لاطلاقها في عاصمة الشمال طرابلس في الفترة الزمنية المقبلة والتي سيعلن عنها في حينها وسيكون لها الأصداء الجيدة والانعكاسات الايجابية على الأوضاع الاقتصادية في المدينة . 
اليوم الجامع المنصوري الكبير عاد الى حلته القديمة ليفتح أبوابه أمام جمهور المصلين في شهر رمضان المبارك ، وأمام الزائرين من مختلف المناطق اللبنانية وحتى السواح الأجانب الذين لم يتوانوا يوماً عن زيارة المسجد الكبير كمعلم أثري ديني مملوكي مهم بالرغم من التشوهات الكثيرة التي أصابته ، فكيف هي الحال اليوم بعدما انتهت أعمال ترميمه وعاد ليحتل المرتبة الأولى بين المساجد الأثرية في مدينة طرابلس ؟! .
المفتي الشعار
مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار قال : بداية لا بد من توجيه الشكر الى صاحب المكرمة المعطاء الشيخ بهاء والذي لا يسعنا الا أن نخصه بالدعاء ، ” من أسدى اليكم معروفاً فكافئوه ، فان لم تستطيعوا فادعو له بخير ” ، كما أخص بالشكر الجزيل الأخت المصون معالي الوزيرة بهية. كما ولا يفوتني على الاطلاق من أن أخص بالذكر مفتي الجمهورية اللبنانية الذي كان حريصاً على أن يشاركنا. هذا ولا يفوتنا أن نشكر رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي على جهوده المبذولة والذي ان قلنا أن توأمة بيننا وبينه قد انعقدت فلست مبالغاً . نحن نستطيع أن نفعل الكثير ولكن بروح التعاون وبروح الأفق كلنا مع بعضنا نستطيع أن نفعل كل شيء ، هذه الروح وهذا التعاون الذي يسود بلدنا في الاطار السياسي والخيري والاجتماعي والديني ، وفي مسيرة من العطاء لا تتوقف ، طرابلس موفقة بهذه النخبة التي نالت شرف تمثيل أبناء بلدها .
السنيورة
عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى سامي السنيورة قال  : يقول الشاعر : ” وحيثما ذكر اسم الله في بلد حسبت أرجاءه من صلب أوطانه ” نحن اليوم نحتفل بافتتاح هذا المسجد المنصوري الكبير في مدينة طرابلس الذي يعد معلماً حضارياً تاريخياً اسلامياً ثقافياً يدل على عظمة الاسلام وحضارته الدائمة . هذا المسجد الذي هو في خدمة المجتمع ككل ، اسلامياً وغير اسلامي ، ذلك أن مهمتنا في هذا العالم توجيه الناس الى العمل الطيب الذي من شأنه أن ينعكس ايجاباً على الجميع . هذا المسجد هو هدية للمسلمين في لبنان ولكل المسلمين في العالم تأكيداً على استمرارية الحضارة الاسلامية .
أضاف:نحن نعتبر أن من أعاد بناءه انما التزم بخطوات والده الشهيد رفيق الحريري رحمه الله الذي كان له الفضل الكبير في اعادة اعمار مساجد صيدا وبيروت وحتى انشاء المساجد . نحن نهنئ جميع المسلمين بهذا العمل الطيب ونفتخر بمن قام به وندعو له بكل الخير انشاءالله .
الصفدي
نائب رئيس مؤسسة الصفدي أحمد الصفدي أشار الى أن الجامع المنصوري الكبير هو من المعالم الأثرية القديمة التي تمثل تراث مدينة العلم والعلماء منذ مئات السنين ، ونحن نجل ونقدر هذا الانجاز العظيم والذي يأتي بمكرمة طيبة من الشيخ بهاء الحريري عن روح والده الشيخ رفيق الحريري باسم طرابلس وأهلها وكل الشمال ، نحن بدورنا نشكر لهم اعادة احيائه وترميمه على هذا النحو الذي يفتخر به كل مسلم وكل لبناني في هذه المنطقة ، وهو ان دل على شيء فهو دلالة على الرغبة في اعادة احياء تراث هذه المدينة العريقة  وجمع الناس في هذا الشهر الفضيل على المحبة وعلى المودة والمغفرة والائتلاف بين بعضهم البعض ، نطلب من الله عز وجل الاكثار من هذه الأعمال الخيرة في هذه المدينة وفي كل أرجاء لبنان . وأخيراً نتمنى أن يعم السلام أرجاء هذا الوطن الحبيب . 
كبارة
منسق عام تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة أكد على أهمية هذا العمل قائلاً : جزا الله الشيخ بهاء كل الخير لهذا المشروع المهم . فالجامع المنصوري يعد من أهم المعالم التاريخية في مدينة طرابلس ومن أهم المساجد الجامعة للمسلمين في المدينة . ويأتي افتتاح المسجد بعد أن تم ترميمه بشكل كامل خاصة من ناحية الأساسات التي كانت مهددة فعلاً لتكون الانطلاقة في شهر رمضان من هذه المنطقة المهمة في مدينة طرابلس . فكل الخير للشيخ بهاء الدين الحريري ولمؤسسة الحريري التي قامت بالاشراف على تنفيذ هذا المشروع بأدق تفاصيله وعلى نحو مثالي ّ.
جبور
من جهته نائب عام أبرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور قال : هذا العمل يدل على الايمان العميق الذي يكتنزه أبناء المدينة ، وتمكسهم بدينهم كل على طريقته . طرابلس هي ملتقى العائلات الروحية انما المتحابة المتضامنة والتي تكرم الله سبحانه وتعالى فيكون له المقام الأول في حياتهم ، كلنا بحاجة للعبادة والصلاة ، وهذا المشروع يحث الجميع مسلمين ومسيحيين على التعلق بالله سبحانه وتعالى والاتكال عليه كوننا اليوم بأمس الحاجة للعودة الى الله تعالى كي يفرج عن بلدنا همومه ويمنح الخلاص لأبنائه .
الجمالي
رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي قال : لاشك أن حدث اليوم هو حدثاً استثنائياً في حياة المدينة ، طرابلس تسعى لأن تنهض بالمدينة التاريخية باعتبارها أحد أهم وأكبر المدن التاريخية في الشرق العربي . يأتي تأهيل الجامع المنصوري الكبير على نفقة الشيخ بهاء الدين الحريري ليشكل حدثاً ومفصلاً أساسياً في عملية نهوض المدينة . هذا المعلم الذي يزيد عمره على سبعمائة عام هو أكبر وأجمل المعالم المملوكية على الاطلاق ، تعرض خلال السنوات الماضية للكثير من الاساءات المعمارية المتتابعة ، واليوم بفضل عملية الترميم عاد الى واقعه الأساسي حينما بني في القرن الثالث عشر .
وتابع : نود أن نعبر عن امتناننا العميق لآل الحريري جميعاً لدعمهم لمدينة طرابلس ، هذا يوم تاريخي في حياة المدينة ومفصل أساسي في نهوضها . أسعدنا بذل الجهود الاستثنائية لاعادة افتتاح هذا المسجد في شهر رمضان المبارك كونه من أهم المساجد الأساسية التي يؤمها المؤمنون في شهر الصوم والعبادة والتقى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى