التحقيقات

نهاية الأزمة لاتعني انتصارا”لأحد نهاية مسرحية لانهاية منهجية وأداء سيئين \ أسامة اسماعيل

قد يكون تأليف الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي بداية نهاية الأزمة المفتعلة منذ 17تشرين الأول 2019،وبعبارة أخرى نهاية احدى مسرحيات الخلافات بين متزعمين وأحزاب.وان اسدال الستارة على المسرحية السيئة والرديئة يخفف الضغوط والأعباء الاقتصادية والمعيشية والنفسية والمعنوية على الفرد المواطن،وخاصة النخبوي المستقل،ولكنه لاينهي المنهجية والأداء السيئين المتعلقين بالسياسة والادارة والاقتصاد والمال العام.وان نهاية هذه المسرحية لاتحمل

انتصارا”لأحد ولاهزيمة لأحد ولاتعطي لأحد دور البطل والمنقذ.
قد لايكون جميع المتزعمين والأحزاب الطا مسؤولين بشكل مباشر وبالدرجة ذاتها عن افتعال الأزمة التي قد يكون تأليف الحكومة بداية نهاية لها،ولكن المسؤولية مشتركة بينهم من حيث المنهجية السيئة المتعلقة بالسياسة والادارة ومن حيث الأداء السيء والارتباط باللعبة الدولية الاقليمية،ومن حيث أولوية الحصص والنفوذ وكسب الشعبية والانتخابات وأفضليتها لديهم على حرية الفرد المواطن واستقلاله وكرامته وحقوقه ومنع الفوضى والتسيب،وعلى التنمية الشاملة والعادلة.وقد استمرت المنهجية والأداء السيئان عبر المماطلة والتسويف في انهاء هذه المسرحية السيئة جدا”أو الأزمة المفتعلة منذ حوالي سنتين وعبر الاستثمار المسيس والانتخابي والربحي واستغلال معاناة الفرد المواطن من جراء ارتفاع الأسعار أضعافا”مضاعفة فوق قدرته الشرائية وأزمة المحروقات تقنين الكهرباء القاسي.فهذه الأزمة المفتعلة أعطت المتزعمين والأحزاب والهيئات القريبة منهم فرصة سانحة لاستغلال الحاجات المادية الضاغطة والعواطف والايديولوجيا والمذهب الديني والطائفة لأجل نفوذهم وانتخاباتهم ومصالحهم.أدت هذه الأزمة المفتعلة الى تعزيز التبعية والتحزب وحالة القطيع الطائفي والعشائري والحزبي والشعبي،وأدى ضعف الدولة وعجزها المالي ورفعها الدعم عن عدد من السلع والمواد الأساسية بحجة عدم المس بالاحتياطي الالزامي وتلكؤها في تقديم البديل مثل البطاقة والتمويليةواليتها الجيدة،الى تحكم المتزعمين والأحزاب الطائفية والايديولوجية الشعبوية والجمعيات القريبة منهم بموضوع المساعدات المالية والعينية مع ما يرتبه على الفرد المواطن من ثمن انتخابي ومعنوي لهم،ما يتعارض مع مفهوم الدولة المدنية القوية.وكأنما يقول مفتعلو الازمة وواضعو النهاية لها للناس:
من لايطرق أبواب المتزعمين والأحزاب لن يحصل على مساعدة مالية وتموينية تعينه على تحمل ضغوط الأزمة وأعبائها،كما هو الحال في الأوضاع العادية لن تستطيع أن تحصل على وظيفة أو فرصة عمل ومدخول جيد ان لم تطرق أبواب المتزعمين والأحزاب والجمعيات القريبة منهم،وان لم تنتخبهم وتلتزم بهم ايديولوجيا”ومعنويا”
واجتماعيا”،وهذا ما يرفضه النخبوي المستقل الذي يميز بين السيء والأسوأ.
هذه المنهجية السيئة مستمرة رغم تأليف الحكومة التي تنحصر فوائدها في انهاء الأزمة المفتعلة منذ سنتين تقريبا”وتخفيف الضغوط الاقتصادية والمعيشية والمعنوية والنفسية على الفرد المواطن.أما انهاء هذه المنهجية والأداء السيئين فيحتاج الى حلول جذرية وشاملة غير متاحة اليوم،مثل تغيير النظام الديموقراطي الطائفي الحزبي والمجتمع وبعض المعتقدات والمفاهيم والعادات وبعض القوانين،واللعبة الدولية الاقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى