المقالات

من أرسل ماريان الفرنسية الى إيران ؟

كتب كارلوس نفاع \ المصدر موقع جسور

ترسم إدارة الرئيس الأميركي بايدن خطوط الصدام مع العالم الأصفر في سهول اوكرانيا، ويتقهقر بوتين القيصر الفتي، تحت ضربات أسلحة عديدة منها بيرقدار طائرة حليفه وخصمه المخضرم أردوغان ، الذي جعل من تركيا اخطر واهم عقدة لخطوط الغاز والطاقة والنقل بين اسيا و اوروبا.
ففي حين يلعب أردوغان في وجه اميركا ففي أرمينيا يرضيها على الحدود الازرية الايرانية. ويذهب في نفس الوقت إلى مؤتمر منظمة شانغهاي بصفة مراقب ، فهو الذي اغلق الأوروبيون ابواب اتحادهم في وجهه، توقع ايران اوراق انتسابها لتصبح عضوا أساسيا في شانغهاي علها تنافس أردوغان على أن تصبح عبر خط سكة حديد إيران العراق سوريا وخط نفط كركوك طرابلس لبنان و مرفأ بيروت بالوكالة عبر الأخوين سعادة ماكرون حجر الزاوية في الهيكل الجديد.
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فلن يتم ذلك دون اتفاق فيينا ،الذي اشعل وقوده المخصب نار المرأة الإيرانية التي أصبحت #مهساامینی إمام حريتها . فسقوط حجاب مهسا امينى شبيه بسقوط جدار برلين ، الذي جعل من المانيا قلب اوروبا من جديد. فهل تكون مهسا نبض ولادة إيران الجديدة ؟ الكل متفرج ، و منهم ماكرون الذي لم يسمع بعد بأن مواطنته، ماريان رمز الجمهورية الفرنسية و ثورتها التي تجسد الحرية، المساواة، والأخوة، هاجرت الى إيران و تجسدت في #مهساامينى . كيف له أن يسمع و هو الاتي من بين ارقام المصارف حيث الظلام والظلم دامس ولا مكان لقييم عصر الأنوار .
ما قبل مهسا امينى ليس مثل ما بعدها، و على القارئ أن يقرأ بهدوء ، ما يجري حقيقي و له قوة بركان جبل دماوند المقدس في إيران .
كل هذا الصفيح الزلزالي و اهل الكهف اللبناني في نوم عميق غير مدركين انّ أسيادهم في الاقليم سقطوا جميعاً في فخ رُسم في اتقان، جعلهم في مواجهة مباشرة مع مواطنيهم، بعدما سُحبت شماعة الاحتلالات الإمبريالية من سرديتهم.
لقد انهزم الشيطان الأكبر مبروك وانتصرتم، تفضّلوا، فالناس في حاجة الى الطبابة الحقيقية، والتعليم الجيد و العصري والعمل دون عبودية، ولكي لا أطيل اللائحة، الناس تطالبكم بدولة الرفاهية التي لطالما وعدتم بها في المعارك المقدّسة.
هل صراحهم ماكرون بأن لعنة العتمة طالت عاصمة الانوار و برجها انطفاء . هل أخبرهم بأن مملكة الخير لم تعد كرما على درب مع محمد بن سلمان؟
هل اعلمهم بأنه لا يستطيع أن يتخطى لكثرة مصائبه الداخلية التي تلوح في ألافق الخطوط الحمر لاستراتيجية الأمن القومي الأميركي .
الكل مدرك بأنه لا طائف جديد ، ولا أموال سعودية للاستثمارات الفرنسية في لبنان مقابل السلاح . وبيان نيويورك الثلاثي أكد المؤكد.
طبعاً يعلمون فقد أخبرهم ماكرون كل شيء ولهذا باعوا كل شيء من الخط ٢٩ إلى عدالة تفجير مرفأ بيروت الى أموال المودعين و ينتظرون لحظة بيع الذهب لا بل الدولة وأصولها. نعم تنازلوا عن الجمهور و الجمهورية و ارتضوا أن يعيشوا في فقاعات مناطقهم تحت عباءة عشائرية و طائفية .
طبعاً لا أحد يستطيع إلّا الهروب الى الأمام، والتاريخ خير شاهد على ذلك. فلا الأمير بشير الثاني استطاع ان يعترف انّ عالمه تغيّر، ولا حتى من قبله الأمير فخر الدين. الجميع دفع الثمن غالياً وغالياً جداً. العالم تغيّر وعليهم الرحيل بشجاعة قبل فوات الأوان.
نحن أمام واقع جديد ستنير فيه مهسا امينى درب المرأة الرائدة المرأة المخلص و من قال أنه لن يكون لنا ماريان مشرقية و من قال ان مهسا امينى لن تتقمص من المحيط الى الخليج فمخاض ولادتها بدأ من رحم الآلام.
لقد أصبحنا على قاب قوسين من نهاية كل شيء عرفناه فقد يشتعل وقود طهران فينا جميعاً لندخل الى ولادة حواء الجديدة التي لن تقبل أن تأكل نار التنين حريتها و سحرها و ريادتها . نحن أمام ولادة شرق جديد ريادته لحبيبة نزار قباني فقد أزهرت يسامين الشام .
27 أيلول 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى