التحقيقات

العام الدراسي في لبنان بين الطفر..والخطر

بداية العام الدراسي في لبنان مناسبة مهمة تنتظرها الأسر والطلاب بشغف كبير.

يعتمد توقيت بدء العام الدراسي في لبنان على تقويم مدرسي روزنامة مدرسية خاصة يحددها معالي وزير التربية والتعليم اللبناني، (عباس الحلبي)وغالباً ما يبدأ في شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام.
هذه الفترة تمثل بداية رحلة تعليمية جديدة وفرصة للطلاب لتحقيق أهدافهم التعليمية وطموحاتهم.
تتضمن بداية العام الدراسي في لبنان العديد من الأحداث والتجارب المميزة، إليكم بعضها :
التحضيرات قبل بداية العام الدراسي، يقوم الطلاب و أولياء الأمور بشراء اللوازم المدرسية والزي المدرسي، مما يخلق حماسًا وتوترًا إيجابيًا لدى الطالب والأهل ،اللقاء بالأصدقاء بعد عطلة الصيف مما يجعل بداية العام الدراسي فرصة للتقاط الصور وتبادل الأخبار والأحاديث، الإجتماع بالمعلمين الجدد والقدامى في الفصول الدراسية و يتعرفون على أساليب التعليم ومواد الدراسة تأتي بداية العام الدراسي في لبنان مع مجموعة من التحديات التعليمية الروتينية إضافة الى تحديات مستجدة، حيث يبدأ الطلاب في مواجهة دروسهم وواجباتهم المدرسية *الا ان هذه التحديات ازدادت وتزداد بشكل كبير منذ انهيار الوضع الاقتصادي والسياسي من دولرة الاقساط الى تدني رواتب المعلمين وصولاً لتفريخ بعض الدكاكين التعليمية، مما انعكس سلبا على حياة الطلاب والمعلمين والقطاع التربوي بشكل عام.
أما التحديات التي تزداد مع عجز السلطات عن التدخل بشكل فعال
تؤدي تفاقم المشاكل وتسيب القطاع التربوي المرافق له ضعف الراقبة من قبل الدولة.
خاصة ان العودة إلى المدرسة في لبنان هذا العام مشابهة لظروف العام السابق وهذا تحديًا كبيرًا تواجهه الأسر و الكوادر التعليمية وبعض المؤسسات التعليمية.
إن عام 2023 يشهد تفاقماً لهذه التحديات بفعل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي عصفت بالبلاد في السنوات الأخيرة، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة والإنهيار الإقتصادي الذي شهده لبنان يؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للأسر، مما يجعل من الصعب على الأهالي تلبية احتياجات أبنائهم من لوازم مدرسية وزي مدرسي.
و تدهور البنية التحتية للمدارس في لبنان، إذ تعاني من تدهور كبير حيث تفتقر الكثير من المدارس إلى التجهيزات الأساسية مثل التدفئة والتهوئة الجيدة والصيانة الدورية وأحيانا” لعدم توفر أوراق محابر لآلات التصوير وخاصة القطاع الحكومي، كما لوحظ خلال السنوات الخمسة المنصرمة انخفاض مستوى التعليم لأسباب عديدة هجرة المعلمين المتخصصين، الزبائنية و تقليص المناهج بشكل كبير وبخاصة لطلاب شهادة البكلوريا بأفرعها كافة، مما يجعل الطلاب يواجهون صعوبة في مجاراة المناهج الدراسية الخارجية وتحقيق النجاح الأكاديمي.
كما ان انعدام الاستقرار السياسي في لبنان يؤثر على عملية التعليم، حيث تكون المدارس غالباً مسرحاً للاحتجاجات والاضرابات للمطالبة بحقوق المدرسين ولرفع قيمة رواتبهم وتحسين شروط عيشهم عدا عن الظروف الصعبة تزيد من مستويات الضغط النفسي على الطلاب والمعلمين فيؤثر سلباً على الأداء الأكاديمي والصحة العامة.

من أجل مواجهة هذه التحديات، يحتاج لبنان إلى تفعيل دعم مستدام للتعليم من خلال استثمار في البنية التحتية المدرسية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية للأسر، وفتح صناديق خاصة لجمع التبرعات والهبات ولتوفير الدعم للمعلمين والطلاب والمؤسسات التربوية بشكل عام وخاصة للمدارس الرسمية والجامعة اللبنانية التي تعاني و هذا ما يحصل شكلاً أما فعلاً فلا ندري!
إن مستقبل الأجيال القادمة في لبنان يعتمد على كيفية التعامل مع هذه الأزمات و التحديات وتحقيق التقدم في مجال التعليم لان المخرجات لايمكن قياسها الا على المدى البعيد
وعندها ستكون النتائج كارثية.

ختاما” و على ضوء ما سبق
هل سيكون العام الدراسي على شاكلة سابقه أم هناك تحديات أخرى؟

بقلم أ.علي سلمى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى