التحقيقات

متى يحصل الفيلم اللبناني على “الأوسكار”؟

من “بياعة الورد” وكوكب “أميرة الصحراء”  للمخرج علي العريس الى “الأخرس والحب” لإميل بحري وريمون

جبارة ومنير معاصري، كانت السينما اللبنانية ترسم اولى خطواتها نحو مشوار لم ترده عسيراً شاقاً، انما مطعّماً بتجارب مميزة رغم كل العوائق والإحباطات اللاحقة.
ثمانية عقود لم تجعلها رائدة، ولم يمنح فيها لبنان شهادة صناعة السينما، ولكن الملاحظ سطوع بعض الافلام في حقبة لم يشهد فيها لبنان سوى الخراب والدمار.
نعم هي الحرب التي من رحمها تمت ولادة اروع الإنتاجات اللبنانية، ولمعت فيها اسماء لا تزال حتى الآن تسكن ذاكرتنا وتتناول مسامعنا كبرهان علوية و مارون بغدادي وجان شمعون وطبعاً رندا شهال، لكن ما إن انطفأ قنديل الحرب حتى انطفأت معه شعلة النجاح ، والأسباب متعددة.
فمن مخلفات الحرب كان إفلاس بعض الاستديوهات، وهجرة اصحابها او قصف البعض الآخر وتفجيره وعدد صالات العرض المقتضب وتمركزها في العاصمة.
ولا يخفى علينا أن غياب السوق والتوزيع لعب دوراً هاماً في هذه المسألة والأوضاع الاقتصادية السيئة التي تجعل الممول يفكر ألف مرة في دعم الإنتاج والمراهنة على فيلم يعرض في سينما لا تحظى بثقة الجمهور.
ليس التمويل والتوزيع السبب الوحيد لانخفاض أسهم السينما في لبنان إنما عوامل أخرى قد ساهمت أيضاً  في تدني مستواه فإضافة الى الإنتاج هناك السيناريو والتمثيل والإخراج.
وقد اصبح من المعروف ان النصوص في لبنان تعاني من غياب المصداقية والواقعية ولا تشبه مجتمعنا بشيء وتفتقر الى التقنيات والرؤيا المعمقة للمجتمع ولا تظهر ثقافتنا كما هي إنما مغلفة بقناعات نمطية وشخصيات لا تنتمي إلينا.
وكأي عمل في لبنان، تعتمد السينما اللبنانية على المحسوبيات والواسطات في اختيار الممثلين، فمنهم من دخل التمثيل عن طريق عرض الازياء او مسابقات الجمال ومنهم من يبرع ومنهم من يزيد الأمر سوءاً. أما الإخراج الذي هو أساس العمل فتراه يعتمد تقنيات قديمة ومكرّرة .
على الرغم من كل السلبيات التي اعترضتها ، جيل جديد ومميز بدأ مرحلة جديدة من النهضة الفنية وذلك بالتزامن  مع دخول التلفزيون وثورة “الفيديو كليب” يحاول فيها أن يحسن من مرتبة هذا الفن السابع، فنشهد معه حركة ناشطة تتمتع بإنتاج أغزر ومتنوع من الكوميديا والرومانسية والدراما الاجتماعية.  فالعديد من الانتاجات الحديثة ارتقى بالسينما وادخلها في ميدان المنافسة على الألقاب والجوائز العالمية فمن فيلم “فلافل “لميشال كمّون إلى “بوسطة” و”كاراميل” لنادين لبكي الى”تحت القصف” لفيليب عرقتنجي إلى الفيلم اللبناني الجديد “شتي يا دني” للمخرج بهيج حجيج الذي نال جائزة افضل فيلم عربي في مهرجان أبو ظبي .
ذلك ونبقى على أمل الرفع من مستوى إنتاجاتنا كي تكون مؤهلة لتصدر المهرجانات العالمية وكسب الجوائز الثمينة. فهل سيأتي يوم يربح فيه فيلم لبناني جوائز كالأوسكار مثلاً؟.
صبا البزري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى