الأخبار اللبنانية

الراعي جال في الدوائر الفاتيكانية واستقبل جوبير وحتي وزار خوري: نحن في بيت سفير لبناني نشعر بغصة لاننا نفتقد الى رئيس للجمهورية

وطنية – روما – واصل سينودس الاساقفة المنعقد في روما اعماله حول “العائلة”، برئاسة قداسة البابا فرنسيس، الذي عين لجنة خاصة لصياغة البيان الختامي، مؤلفة من عشرة اعضاء، من بينهم البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وقد باشرت اللجنة فورا اجتماعاتها، فوضعت مسودة البيان الاولى، التي نوقشت طوال يوم امس الجمعة، لتعيد مساء صياغة البيان، في ضوء ملاحظات المشاركين، على ان تجري القراءة الاخيرة قبل إعلانه مساء اليوم السبت.

وكان البطريرك الراعي قد جال في بعض الدوائر الفاتيكانية، وزار عددا من رؤساء المجالس الحبرية لبحث عدد من المواضيع الكنسية تتعلق بالابرشيات المارونية في بلاد الانتشار، اضافة الى عرض الاوضاع في الشرق الاوسط، وتداعياتها الخطيرة على الحضور المسيحي.

استقبال السفير الفرنسي

وفي سياق متصل بأوضاع الشرق الاوسط ولبنان، استقبل الراعي في مقر اقامته في الوكالة البطريركية في روما، السفير الفرنسي لدى الكرسي الرسولي برونو جوبير، الذي نقل اليه “حرص فرنسا على الاستقرار في لبنان، وتأكيدها دعم قضاياه، خصوصا ضرورة واهمية انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع ما يمكن”.

الراعي

من جهته، اكد الراعي “الدور الدبلوماسي لفرنسا مع المعنيين بالشأن اللبناني، كي يستعيد لبنان دوره في الاسرة الدولية، ويتخطى ازماته الداخلية والمحيطة، ولم يتطرق اللقاء الى الاسماء، لان اسم الرئيس يبقى شأنا لبنانيا داخليا متروكا، وبحسب النظام الديمقراطي للبرلمان اللبناني”.

مندوب الجامعة العربية

بعدها، استقبل الراعي مندوب الجامعة العربية في روما السفير ناصيف حتي، كما استقبل عددا من الكرادلة والاساقفة. وكانت لقاءات تمحورت حول الاوضاع في لبنان والشرق الاوسط ودور الكنيسة في مواجهة التحديات الراهنة الناتجة عن نمو الحركات الاصولية والتكفيرية والارهابية.

عشاء شرف

ومساء امس، اقام سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي جورج خوري عشاء على شرف بطاركة الشرق المشاركين في اعمال السينودس.

خوري

والقى خوري كلمة قال فيها: “من اجل العائلة اجتمعتم في روما، ومن اجل العائلة المسيحية في الشرق تناديتم لتخففوا من معاناتها. فمن جرح فلسطين النازف ابدا الى معاناة سوريا، الى العراق النازح من وجه الارهاب، والى بلدي العزيز لبنان حيث نحن بحاجة لامثالكم، من اجل دعم الحق وايصال الصورة الصحيحة عن الاوضاع في بلداننا المشرقية، حيث تشكل العائلة النواة الصالحة ليبنى عليها مستقبل افضل لاولادنا”.

الراعي

من جهته، قال الراعي: “ونحن في بيت سفير لبناني، نشعر بغصة في القلب لاننا نفتقد الى رئيس للجمهورية، وهذا يؤسفنا جدا. ولكن على الرغم من كل ذلك، نود وانطلاقا من العائلة الصغيرة التي نحافظ عليها، ان نحافظ على عائلتنا الوطنية اللبنانية الكبرى، وعلى عائلتنا العربية التي ننتمي اليها ايضا في العالم، الذي يعيش مأساته الخطيرة. وامام الصعوبات نزداد يقينا بأن لا خلاص لنا إلا بوحدتنا وبتضامننا، الامر الذي نعيشه نحن على مستوى الكنائس المشرقية ورؤسائها البطاركة”.

اضاف: “ما سمعناه في السينودس عن العائلة وتحدياتها في الغرب، يدفعنا الى معرفة قيمة عائلتنا في الشرق، والى التمسك بقيمها وبمميزاتها، لان خلاصنا في لبنان وخلاص الشرق الاوسط هو العائلة. وعلينا نحن ان ننقذ العائلة من براثن الحرب والهجرة والفقر. فالزمن ليس زمن انتقاد، انما زمن التزام وعمل وانطلاق الى الامام، محافظين على وحدتنا وتضامننا كعائلة لبنانية. لنتكلم بلغة تختلف عن التي نسمعها كل يوم في وسائل الاعلام، فلغتنا ليست لغة عداوات وانقسامات وفئويات واصطفافات، لغتنا منذ البداية هي لغة الشركة والمحبة”.

وتابع “ان مجتمعنا اللبناني يتفكك لاسباب كثيرة لن اعددها، ولكن نحن ككنيسة لا يسعنا الا ان نلتزم ببناء الوحدة اللبنانية، لكي نستطيع مواجهة هذه العاصفة، واعادة بناء النسيج الانساني والاجتماعي في عالمنا المشرقي، ولن يتنعم اي وطن عربي بسلام طالما ان هناك وطنا عربيا اخر ينزف، فاتكالنا هو على الله، وعلى انجيله حامل البشرى السارة لجميع الناس، وعلى قيمنا التي تحمي مجتمعنا العربي”.

دير مار شعيا

على صعيد آخر، وبمناسبة عيد مار شعيا الراهب، زار البطريرك الراعي دير مار شعيا للاباء الانطونيين الموارنة في روما، يرافقه الكاردينال انطونيو- ماريا فيليو، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وعدد من الشخصيات المدنية والروحية.

مارون

وخلال اللقاء، القى الوكيل العام للرهبانية الانطونية في روما الاب ماجد مارون كلمة ترحيب قال فيها: “هذا اللقاء يستحضر في اذهاننا كل ما قامت به كنائسنا المشرقية من مسيرة ايمانية لوعي دورها ووجودها في الشرق وفي العالم. وليس السينودس الذي تشاركون فيه سوى فسحة تأمل لكل مسيحي، خصوصا لكل مكرس، لاعادة النظر بنوعية شهادته للمسيح، وبمدى قرب هذه الشهادة منه ومن النص الموحى”.

الراعي

ورد الراعي باسم الحضور بكلمة شكر هنأ فيها “الرهبانية الانطونية، وجمهور دير مار اليشاع الراهب في روما بعيد شفيعه”، متوقفا عند “اهمية سينودس العائلة في هذا الزمن”، آملا ب”تشريعات برلمانية جديدة تحترم الشرع الالهي والشرع الطبيعي وقدسية العائلة”.

وشدد على “الشراكة الحقيقية بين بطاركة الشرق، وعلى روح التضامن في ما بينهم، ووحدة موقفهم ونظرتهم الى ما يجري في الشرق الاوسط”، مشيرا الى “اعداد ورقة موحدة سوف تقدم الى قداسة البابا فرنسيس، في خلال انعقاد مجمع الكرادلة الاستثنائي الذي دعا اليه قداسته يوم الاثنين المقبل، في حضور البطاركة، للبحث في اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط، ولاطلاع الآباء على نتائج لقاء الكرادلة والاساقفة رؤساء المجالس والمجامع، التي لها علاقة بالشرق الاوسط وبالمسيحيين فيه، مع سفراء دول الشرق الاوسط، الذي انعقد في 3 و 4 تشرين الاول الجاري في روما. ومن بين هذه المجامع مثلا: المجمع الشرقي، مجمع تبشير الشعوب، مجمع الحوار بين الاديان مجمع عدالة وسلام ومجمع وحدة المسيحيين”.

ولفت إلى “اهتمام قداسة البابا الخاص بالشرق الاوسط وبالمسيحيين فيه”، مشيرا إلى أنه “قد عبر عن ذلك خلال عدة لقاءات معه، وفي دعوته الى انعقاد مجمع الكرادلة استثنائيا يوم الاثنين المقبل”.

على صعيد كنسي آخر، يشارك الراعي غدا الاحد، الى جانب قداسة البابا واصحاب الغبطة البطاركة، في احتفال تطويب البابا بولس السادس، الذي كانت له التفاتات مميزة ومعبرة نحو الشرق الاوسط، والكنائس الشرقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى