الأخبار اللبنانية

بدعم من الاتحاد الأوروبي وضمن مشروع “بناء قدرات المجتمع على تسوية النزاع والمصالحة”:

جمعية “مرسي كور” بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي” وجمعية “عطاؤنا”

يحتفلون بتوزيع شهادات تدريب “المدافعة وإدارة الحملات” على 67 شاباً وشابة من طرابلس والبداوي
بينما كانت طرابلس تتعرض لتوترات امنية، كان شباب طرابلسيون يتدربون على حملات المناصرة والمدافعة في مناطق التوتر، من خلال مشروع “بناء قدرات المجتمع على تسوية النزاع والمصالحة” المنفذ بدعم من الاتحاد الاوروبي، والذين تسلموا شهادات التدريب خلال حفل اقيم في “مركز الصفدي الثقافي” وزعت خلاله جمعية “مرسي كور” بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي” وجمعية “عطاؤنا” شهادات تدريب “المدافعة وإدارة الحملات” على 67 شاباً وشابة من طرابلس والبداوي والميناء.     وعرضت خلال الحفل بعض حملات المدافعة التي أعدها المتدربون وقدموها إلى بلدية طرابلس حيث نفذ جزء منها والباقي في طور المتابعة مع البلدية، وتضمنت: تأهيل مستوصف ضهر المغر في القبة، تركيب مستوعبات نفايات في أبو سمرا، وتركيب أغطية واقية من المطر والشمس امام عدد من المدارس الرسمية في طرابلس.
وحضر الحفل إضافة إلى ممثلة “مؤسسة الصفدي” السيدة سميرة بغدادي، ممثلة “مرسي كور” السيدة فيكتوريا ستانسكي، والمدرب توفيق علوش ممثلاً جمعية “عطاؤنا”، المتدربون وممثلون لمؤسسات من المجتمع المدني.
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى علاء شعراني كلمة المتدربين فاعتبر “أن هذا اللقاء يجسد بداية مشوار أمل الشباب نحو العمل والتغيير”. ودعا الشباب “للعمل على صنع غد أفضل لنا ولمجتمعنا، نحن الشباب والشابات في وطننا لبنان ومدينتنا الحبيبة طرابلس، كما نحن نريد لا كما يريدون ان يفرضوه هم علينا؛ لنتمرد على واقعنا لننهض من تحت الركام ونصرخ بأعلى حناجرنا بأننا أصحاب حق وأصحاب قضية فلن نتراجع ولن نرضى أقل من تحقيق هدفنا”. وتوجه إلى المدرب توفيق علوش بالشكر “على ما قدمه لنا في سبيل أن نتسلح بالمعرفة والحكمة وادبيات المناصرة لفكرة أو مشروع لنطرق باب أصحاب المسؤوليات ونقول لهم بكل وضوح هذا مشروعنا، هذه فكرتنا وسنعمل على تحقيقها ونريد إنجازها”. ونوه بالقيمين على المشروع “الذين رأوا فينا قادة تغيير نحو الأفضل بمزيد من التخطيط الصالح والرشيد، بعقول واعية للتحديات، وصدور عامرة بالوطنية وقلوب رامية للوصول إلى الأهداف المرجوة والآمال الواعدة”. وتعهد باسم زملائه المتدربين باستكمال مسيرتهم المطلبية مع المعنيين حتى تبصر حملاتهم النور.
ثم قدمت مديرة المشروع من قبل “مرسي كور” السيدة ندى نجا، عرضاً مصوراً تضمن مكونات المشروع، والمبادرات المحلية المنوي تنفيذها وهي:
–    مشروع القبة إيجاد مساحة مشتركة لشباب وأطفال طرابلس القديمة من خلال تأمين مساحة ترفيهية رياضية ومساحة حوار وتلاق  آمنة لشباب وأطفال البحصة والسويقة
–    مشروع البداوي لتعزيز مبادرات الوساطة المحلية في البداوي وضواحيها من خلال تأهيل وتجهيز مركز وساطة دائم في البلدية.
–    مشروع التبانة لتحسين البيئة الحاضنة للأطفال من أجل  تأمين مستوى تعليمي جيد وملائم للسلامة الجسدية والراحة النفسية وتحفيف الآثار السلبية الناتجة عن النزاعات المسلحة التي حدثت في التبانة من خلال إعادة تأهيل حضانة دار السلام في المنطقة.
–    مشروع الميناء للمساهمة في التخفيف من النزاعات المحلية بين سكان حارتي الجديدة والمساكن الشعبية في الميناء خاصة تلك المرتبطة بالبنى التحتية من خلال تأهيل امدادات مياه وتوفير خزانات لتوزيع المياه بطريقة عادلة.
–    ومشروع الأسواق للمساهمة في تغيير الصورة السلبية عن مدينة طرابلس الناتجة عن الوضع الامني والنزاعات الداخلية القائمة، من خلال تسليط الضوء على بعض المرافق السياحية والتاريخية في طرابلس اهمها اسواق طرابلس ووضع تعريف عنها وخرائط ايضاحية
وختمت موجهة الشكر للشركاء في “مؤسسة الصفدي” وجمعية “عطاؤنا” على جهودهم لإنجاح المشروع، والاتحاد الأوروبي على التمويل، وكذلك إلى المدربين ومركز التدريب على الوساطة في جامعة القديس يوسف الذي أشرف على تدريب الشباب، إضافة إلى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس التي استضافت التدريبات.
ثم ألقت السيدة بغدادي كلمة هنأت فيها المتدربين على نجاحهم والتزامهم في التدريبات، ودعتهم إلى العمل بجد على انفسهم وذاتهم، ليكونوا مواطنين مبادرين ووسطاء محليين فاعلين، مؤكدة “أن المواطن مسؤول من خلال المدافعة والمطالبة”. وهي إذ نوهت بالمشاريع الحيوية التي تم اختيارها “لأنها تلبي الاحتياجات المحلية للمناطق الأكثر حرماناً والمجتمعات المنتهكة حقوقها”، دعت الشباب إلى متابعة قضاياهم المطلبية حتى تحقيقها، وتوجهت بالشكر الكبير للاتحاد الأوروبي على دعمه للمشروع، منوهة بجهود الشركاء جمعية “مرسي كور” وجمعية “عطاؤنا” على التعاون والتنسيق.
بدوره، ألقى المدرب توفيق علوش كلمة جمعية “عطاؤنا” نيابة عن رئيسها السيد عبد الرزاق اسماعيل، فقال: “إنه التعاون الأول مع “مؤسسة الصفدي”، وهو تعاون مثمر وجيد، كما أنها مبادرة مشكورة من جمعية “مرسي كور” لما يحويه هذا المشروع من أهداف سامية”. ولفت إلى تميز المشاريع التي اختارها الشباب، “والتي جاءت نتيجة المثابرة التي أظهرها هؤلاء الشباب خلال التدريبات”.
أما السيدة ستانسكي، فقد استهلت كلمتها بتوجيه الشكر للشركاء في “مؤسسة الصفدي” وجمعية “عطاؤنا”، والاتحاد الأوروبي الممول للمشروع، واعتبرت “أن طرابلس موجودة في الإعلام بصورة الخوف والدمار، ولكن هناك قصة اخرى تحكى من خلال هذا المشروع”. وتوجهت إلى المتدربين بالقول “عملكم يدفعنا إلى ان نروي هذه القصة. هي قصة إيجابية للسلام والامان والتغيير، ونحن موجودون هنا للاحتفال بنجاح هذه القصة، قصة التغيير”. وتوجهت بالتحية لكل من شارك في حملات المدافعة لأنهم استطاعوا من خلالها أن ينقلوا الصورة الحقيقية عن مدينتهم طرابلس،  داعية إياهم إلى مواصلة العمل بعد نهاية النشاط. ودعت الجميع إلى التعاون من أجل البناء لمستقبل إيجابي في طرابلس.   
وفي الختام، تم توزيع شهادات التدريب، واخذ الصور التذكارية. وكان كوكتيل بالمناسبة.
الجدير بالذكر أن مشروع “بناء قدرات المجتمع على تسوية النزاع والمصالحة في لبنان”، جاء بالتزامن مع ما شهدته مدينة طرابلس مؤخراً من توترات أمنية، ليطال مناطق في طرابلس: التبانة، جبل محسن، الأسواق، القبة، الزاهرية، إضافة إلى البداوي والميناء. وهو إذ يستهدف 200 فاعلاً محلياً موزعين بين: 70 ميسراً محلياً، 30 وسيطاً، و100 شاب يقومون بحملات المناصرة والمدافعة في المناطق المذكورة، يكتسب أهمية كبيرة كونه يساهم في التخفيف من حدة النزاعات المستمرة في المناطق اللبنانية المختلفة ويؤكد على أن الوساطة هي نهج مستدام يمكن استخدامه في حل النزاعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى