المقالات

لقاء بعبدا… ومعاناة اللبنانيين – كتب: عبد الله خالد

يلتقي اليوم الرئيسان عون والحريري للمرة الثامنة عشر لمتابعة الحوار حول تشكيل حكومة مهمة منتجة تقدم مصلحة الوطن بعد مرور قرابة سبعة أشهر على التكليف في وقت ازدادت فيه الصعوبات والأزمات على أكثر من صعيد وكاد الوطن أن ينهار بشكل كامل ولم تنفع كل الوساطات في بلورة قواسم مشتركة تصلح لأن تعزز الثقة بين المتحاورين التي تسمح بالتعاطي بإيجابية مع النقاط التي ما زالت عالقة الأمر الذي يوحي بوجود قطبة مخفية لا يتم الاعتراف بها بحيث يتم التركيز على عقبات أخرى تبرر المماطلة… ويبدو ان الاتصالات التي جرت في الأيام الثلاثة الأخيرة لم تنجح حتى الآن في بلورة توافق ينهي أزمة التشكيل رغم اللقاءات المكثفة التي جرت مع بيت الوسط والتي لم يتم التوصل خلالها الى وضوح يرسم خريطة طريق واضحة المعالم للقاء بعبدا اليوم.
والواقع ان الانهيار الذي نعيش تداعياته لم يعد يسمح لأن تمارس القوى السياسية الفاعلة ترف إضاعة الوقت في مما حكات غير مجدية وصولاً إلى مقعد أو حقيبة لهذا الطرف وحجبه عن طرف آخر تترافق مع تحركات في الشارع تأخذ طابع العنف وقطع الطرق تقطع أوصال الوطن وتسمح بتنامي الفتنة والتفكير بالأمن الذاتي وتذكر اللبنانيين بسعي البعض للعودة لفكرة الأمن الذاتي.
الأمر المؤكد ان إنقاذ الوطن يجب أن يشكل الهم الوحيد لكل اللبنانيين وتحديداً قواهم الفاعلة التي تملك سلطة القرار. وهذا لا يتحقق في ظل وجود حكومة تصريف أعمال الامر الذي يفرض تسريع عملية التشكيل التي تعيقها الخلافات حول الحصص وتوزيع الحقائب في مرحلة تعيش فيها البلاد مرحلة موت سريري للدولة وهذا يعني انه في حال استمرار الغموض في عملية تشكيل الحكومة بعد لقاء بعبدا رغم الاتصالات على أرفع المستويات بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط التي ترافقت مع زيارات مكوكية واتصالات مكثفة لتوضيح بعض الأمور لم يعد جائزاً استمرار التعامل مع موضوع تشكيل الحكومة بهذه الميوعة في وقت تعيش فيه البلاد أجواء قابلة للانفجار في أي لحظة الأمر الذي يفرض تعويم حكومة تصريف الأعمال بحيث تصبح فاعلة… ولعل هذا ما دفع سيد المقاومة في خطابه لمكاشفة اللبنانيين بحقيقة ما يجري وصولاً إلى بلورة حل يشكل بداية لمسيرة الإنقاذ التي أصبح تسريعها ضرورة وطنية لا تحتمل التسويف والمماطلة. عبدالله خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى