الأخبار اللبنانية

تجمع العلماء : التعرض لأم المؤمنين يخالف ديننا، والتعرض لمقدسات إخواننا السنة وأمهات المؤمنين ” حرام”

اجتماع علمائي سني وشيعي في دار الافتاء يطوي صفحة الالتباس طوت عاصمة الجنوب اللبناني صيدا، أمس، صفحة تداعيات كلام قاله الشيخ محمد يزبك واعتُبر مسيئا لأم المؤمنين السيدة عائشة سرعان ما تصدى له رجال دين أبرزهم إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير.

وبعد جهود مضنية على مدى ايام شاركت فيها مرجعيات دينية وسياسية وأمنية ليس في صيدا والجنوب فحسب بل على مستوى لبنان بعد ان شغل هذا الأمر مساحات واسعة من الاهتمام الديني والإعلامي، جاء «اخراج» أمس ليحفظ ماء وجه الجميع وتم تظهيره من دار الافتاء في صيدا وتحديدا من خلال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان الذي يسجل له انه لعب دور الاطفائي في هذه القضية الحساسة اضافة الى الدور الذي لعبه رئيس مجلس النوب نبيه بري وإمام مسجد القدس الشيخ المجاهد ماهر حمود والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ومسؤول فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ونواب صيدا وفعالياتها.

وفيما كان الشيخ الأسير يطل للمرة الأولى في مقابلة تلفزيونية عبر قناة «الجديد» صباح أمس مطلقا سلسلة مواقف هادئة، استضافت دار الافتاء في صيدا وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان برئاسة رئيس الهيئة الادارية للتجمع الشيخ حسان عبد الله بحضور صاحب الدعوة المفتي الشيخ سليم سوسان والشيخ القاضي احمد الزين واللجنة المنبثقة عن لقاء دار الافتاء لفعاليات المدينة .

وقد استمر الاجتماع حوالى تسعين دقيقة وتكلل بالنجاح حيث أثمرت المساعي طي صفحة ما جرى، بعد ان تبلغ المفتي سوسان والحضور من الوفد حقيقة وحرفية الكلام الذي اعلنه الشيخ يزبك والذي لا يقصد فيه أية إساءة للسيدة عائشة وأن هناك فتوى واضحة من الامام الخامنئي بحرمة التعرض لمقدسات إخواننا المسلمين السنة وخاصة لأمهات المؤمنين.

وقال الشيخ عبد الله اثر اللقاء: «نشكر الجهود الكبيرة التي قام بها سماحة المفتي من أجل عدم الانجرار وراء فتنة كانت ستؤدي الى ما لا تحمد عقباه، فكان بمبادرته الكريمة وعمله الدؤوب ضابطاً لإيقاع ما حصل، وإن شاء الله انتهت المشكلة وتوضحت جميع الأمور».

وقال «احب ان اؤكد هنا وبشكل لا لبس فيه ان الموضوع المثار في هذه القضية تحديدا هو انتزاع غير موفق لما قاله سماحة الأخ الكبير الشيخ محمد يزبك اولا لان التعرض لام المؤمنين عائشة يخالف ديننا ويخالف تكليفنا ويخالف مبادئنا التي نؤمن بها وهناك فتوى واضحة من سماحة السيد القائد الامام الخامنئي بحرمة التعرض للمقدسات وخاصة لأم المؤمنين».

وشدد الشيخ عبد الله على ان اتهام الشيخ يزبك بأنه أراد الانتقاص «هو اتهام باطل لا قيمة له، لأن كلامه الواضح يمنع التأويل غير السليم، وبالتالي نحن نؤكد على وحدة الصف وستبقى دار الفتوى في صيدا دارا للوحدة الاسلامية نلجأ اليها سنة وشيعة لحل اي معضلة».

وقال المفتي الشيخ سليم سوسان «اذا ما اخطأ انسان من السنة او من الشيعة فالذي يخطئ هو، ولا يخطئ المسلمون السنة والمسلمون الشيعة.. وفي ما يخص المعتقد والدين والاسلام والايمان والكلام عن زوجات رسول الله وعن صحابة رسول الله، هذه ثوابت دينية ايمانية عقائدية عند السنة وعند الشيعة وهذا ما اكده سماحة الشيخ حسان عبد الله الذي نبادله المودة وسنبقى على تواصل مع هذا التجمع الذي يعمل من اجل وحدة المسلمين ووحدة صفهم ووحدة كل القضايا الايمانية والوطنية» .

وبعد ساعات قليلة، جاء الرد من امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في عبرا وأكد فيه طي صفحة ما أثير نهائياً. وقال: «بناء على التوضيح الذي صدر من فضيلة الشيخ حسان عبد الله عن تجمع علماء المسلمين والمقاومة للتأكيد على تحريم الاساءة لأمهات المؤمنين ومنهن عائشة، وللتأكيد كذلك من الشيخ يزبك على هذا التحريم، هو عبارة عن الرجوع عن الخطأ والرجوع عن الخطأ فضيلة وبالتالي نعتبر أن هذا الملف قد طوي بغير رجعة بإذن الله، ولذلك اقول لكل الأخوة والأخوات الذين تداعوا لنصرة ام المؤمنين عائشة، إن الملف انتهى وعلينا بالهدوء والوئام والسلام، خاصة أننا في موسم اعياد لجيراننا المسيحيين»والكلام للشيخ الأسير.

وكان وفد «تجمع العلماء المسلمين» برئاسة عبد الله قد وضع إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود في أجواء اللقاء في دار الفتوى وشكروه على مواقفه التي طالما أكدت على وحدة المسلمين ونبذ الفتن والاختلافات الطائفية والمذهبية.

كما التقوا رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد وشكروه على ”جهوده لمحاصرة الفتنة”. وقال سعد اثر اللقاء «صيدا حريصة على الوحدة الوطنية لمعالجة الأزمات التي يعاني منها الشعب اللبناني». وأكد الشيخ عبد الله أن التجمع يسعى لوأد الفتن في مهدها، وقال: «لا توجد أزمة لكي نقول إن هناك أزمة نعمل على حلها، بل يمكننا القول إنها غيمة صيف ومرّت»

على نفس الصعيد انتقل الرئيس فؤاد السنيورة مع وفد من تيار المستقبل إلى الضاحية الجنوبية، حيث التقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والسيد علي فضل الله، مشدداً على أهمية وحدة المسلمين وعدم الالتفات إلى كلام يؤدي إلى إثارة المشاعر أو تهييج المواطنين إلى أي فئة انتموا»، ومؤكداً أن الجميع يحترمون شعائر بعضهم بعضاً ويحترمون «أمهات المؤمنين، وأيضاً أهل البيت». وقال: «مهما قال فلان أو زيد من الناس في هذا الشأن، فلا قيمة له تذكر، ولا أحد يمكن أن يتصدى أو يتهجّم على أحد من أهل البيت».
السنيورة الذي زار أيضاً السيد علي الأمين أعلن معارضته لإقامة مخيمات عسكرية للنازحين السوريين، قائلاً «نحن ضد إيجاد هذه المخيمات التي يتحدث البعض عنها، وهذا الموضوع غير مطروح بنظري»، لكنه أكد ضرورة مساعدة النازحين – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى