المقالات

قرار رفع الدعم عن المحروقات متى يبدأ تطبيقه وماذا عن سعر المخزون المدعوم

عمر عبد القادر غندور

مع استمرار المخاض العسير لاستيلاد الحكومة المستحيلة، والفراغ الموحش لغياب الدولة، وارتفاع منسوب خطر الانفجار الشعبي، يستمر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في زياراته المكوكية الى قصر بعبدا ويبدي المزيد من الهدوء الراقي، والديبلوماسية الناعمة وطولة البال والصبر الجميل. وفي عز زحمة العباد في طوابير الانتظار على محطات الوقود والغاز والصيدليات والافران، قرر حاكم المصرف المركزي رفع الدعم عن المحروقات، ما يعني رفع سعر صفيحة البنزين ٣٣٠ الف ليرة على ادنى تقدير مستغلا منحه صلاحيات مطلقة في السلطة النقدية. وقد حضر حاكم المصرف يوم امس اجتماع المجلس الاعلى في قصر بعبدا وابلغ المجتمعين عدم قدرته على الاستمرار في الدعم معلنا انه يملك حسابات التوظيفات الالزامية وهي ١٤ مليار دولار ولا يمكن قانونيا التصرف بهذه الاموال، واكد الحاكم ان المصرف سيتدخل لمنع صرف الدولار الى مستويات عالية، جراء الهزة العنيفة الناتجة عن وقف الدعم !! وعمليا ان هذا التأكيد لا قيمة له وسيواصل سعر الدولار التحليق وكما كان يحصل في كل مرة !! ومجرد ان يحضر الحاكم جلسة مجلس الدفاع ويبلغ الحاضرين بقراره ويغادر ، فهذا يعني حصوله على موافقة الحاضرين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية !! وصحيح ان الحاكم رياض سلامة تدور حوله علامات استفهام عريضة كونه صاحب الهندسات المالية التي سطت على اموال المودعين بالاشتراك مع المصارف، ومتهم بتدمير الاقتصاد لحساب اصحاب الثروات، وتهريب الاموال الى الخارج، وبرمجة منصات صرف الدولار، وان له شركاء في السلطة، وانه ايضا محاط بشبكة امان محلية ودولية برغم الاستنابات القضائية التي رفعت بحقه في بعض الدول الاوروبية، فاننا لا نملك تفاصيل مثل هذه الملفات ولا نتناولها الا كعناوين. ويبقى لقرار الحاكم برفع الدعم عن المحروقات، ردات ستحدث زلازل في اسعار المواد الغذائية، والنقل والخدمات والسياحة، تضاف الى باقي الرزايا التي تجعل الحياة غير متاحة للعيش !!
وثمة سؤال بديهي حول قرار وقف الدعم ؟ ومتى سيجري العمل بهذا القرار، وماهو مصير المخزون لدى شركات التوزيع والمحطات، وهل سيباع بالسعر المدعوم، او بالسعر الجديد الذي من شأنه جني ملايين الدولارات من جيوب المواطنين، وهو ما يسري ايضا على الاعتمادات المقررة بالسعر المدعوم ؟ اسئلة بحاجة الى توضيح.

الى من نشكو ؟ ولا الى من نذهب ونستجير؟
لقد سمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢١/٨/١٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى