المقالات

بلاد الشام كتب: للدكتور ربيع العمري

معروف في بلاد الشام هذا المثل الشهير : اللي احترق بالحليب بينفخ عاللبن ، حيث ان كثير من الناس لا تتوقع السخونة العالية الحليب المغلي وتكوى بناره وحين يُقدم لها اللبن الرائب للتبريد فانها ترتاب وتتشكك مع انه ترياق ودواء ، و حديثنا اليوم عن الحليب حليب الاطفال الذي هو ضرورة ملحة والذي اصبحت اسعاره مرتفعة جدا وتفوق الدخل الفردي للمواطن اللبناني ، فعلبة الحليب زنة 400 غرام ارتفع سعرها من 12 الف ليرة الى 95الف ، وعلبة الحليب المخصص للارتجاع ارتفعت من 14 الف الى 105 الف ، اما علبة حليب الحساسية ” الليرنوفا ” فقد ارتفعت من 40 الف الى 580 الف ليرة ، والمشكلة ان الطفل يحتاج كل ثلاثة ايام علبة حليب ، ما يعني ان كلفة الحليب العادي مليون ليرة بالشهر ، وحليب الحساسية حوالي سبعة مليون ليرة شهريا ، في حين ان الحد الادنى للاجور اقل من مليون .
ما اكثر الحليب الذي يحرق في لبنان : فاتورة الدواء حليب يحرق ، فاتورة اللحوم والسمن والزيت حليب يحرق ، بل كل المواد الغذائية والمستلزمات الاستشفائية الضرورية في لبنان حليب يحرق ….. ولا لبن يداوي او يخفف من الازمة ، وغياب من قبل الدولة لا يضاهيه الا صمت الموت ،
موت المواطن بالاحتراق …
و صدق الشاعر حين قال : إن الشقي الذي في النار منزله والفوز فوز الذي ينجو من النار … على امل حدوث المعجزة نستودع الله لبنان فهو الذي لا تضيع ودائعه …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى