التحقيقات

بعد التطورات السياسية الأخيرة آمال كبيرة حول دور الدولة والجمعيات ومنع الاستغلال

ساعدت التطورات السياسية الأخيرة على بناء تصور إيجابي حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنمائي في البلد وعززت الآمال

حول إمكانية اضطلاع الدولة بالدور المطلوب منها لمساعدة المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية والصحية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أداء الجمعيات ودورها المكمل لدور الدولة، ويقطع الطريق أمام محاولات استغلال معاناة المواطنين لأهداف سياسية وتجارية.
إن قيام الوزارات المعنية بمهامها وصلاحياتها يؤدي إلى سد الفراغ الذي يتسلل منه المستغلون، كما يؤدي إلى تنظيم العمل الاجتماعي والإنمائي وتحسين العلاقة بين الدولة والجمعيات وضبط عملية التمويل والإنفاق للعمل الاجتماعي بما يحقق الشفافية والإنتاج والنفع العام. وإن قيام الجمعيات بالأعمال والخدمات بالتنسيق مع الدولة يوسع نطاق العمل الاجتماعي والإنمائي وفائدته بدلاً من أن يبقى محصوراً بعدد معين من الأطر المناطقية والطائفية الضيقة وتعمم الفائدة على المجتمع من خلال المشاريع والنشاطات والخدمات المجانية أو شبه المجانية بدلاً من أن يقتصر عمل الجمعيات على مساعدات لهذا الشخص أو هذه العائلة.
“الوفاق” تابعت لقاءاتها مع رؤساء وممثلي جمعيات ومهتمين وسألتهم عن دور الجمعيات بعد التطورات السياسية الأخيرة وعلاقتها بالدولة فكانت الآراء التالية:
– المحامية ميرنا شاكر (الجمعية الخيرية اللبنانية لٌصلاح والتأهيل – سجون) قالت:” الجمعيات الخيرية يجب أن تكون موجودة بشرط أن لا تكون لأجل مكاسب شخصية. وفي ظل غياب الدولة لا تستطيع الجمعيات أن تعمل كما يجب لأن الجمعيات تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي من قبل الدولة، فجهدنا نحن خاص 100% كما أننا نساعد المساجين من جهدنا وتعبنا. ولا ألمس أية مساعدة من قبل المجتمع لعمل الجمعيات وخاصة جمعيتنا التي تهتم بالسجون، حيث نرى أن هنالك نظرة سلبية من قبل المجتمع تجاه السجون، الأمر الذي يمنع حصول تبرعات أو مساعدات للجمعية. ونحن نعتمد على ما يأتينا من قبل ذوي السجناء لدعم عملنا وضمان استمراره. ونحن لا نتأثر بالوضع السياسي لأننا جمعية غير مسيّسة ولكن الوضع الأمني يؤثر سلباً في عملنا ويعرقله”.

 

– التعاونية الزراعية في عكار
الأستاذ مصطفى سليمان خضر رئيس التعاونية الزراعية في عكار قال:” الأمور التي تهم المواطن هي من مسؤولية الدولة ولكن يجب أن تكون الدولة موجودة لإنماء المناطق وخاصة عكار والمناطق المحرومة. أما الجمعيات فدورها مساعدة المواطنين في الأمور التي لا تهتم بها الدولة. فالجمعيات مهمة جداً في كل الأحوال خاصةً فيما يتعلق بالزراعة في عكار، فالجمعيات لها دور أساسي وخاصة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية وتتأثر الجمعية بوضع الدولة فإذا ضعفت الدولة ضعفت الجمعيات، وإذا قويت قويت معها الجمعيات. ونأمل أن تكون الدولة قوية في كل الأحوال حتى نستطيع أن نعمل ونستمر في مسألة الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للمزارعين، ونأمل أن تنظر الدولة بعين الرعاية إلى الجمعيات الزراعية لتحسين إنتاجها في عكار المحرومة. ونحن نتلقى مساعدات من قبل الوزارات المعنية والاتحاد الأوروبي للبرامج الزراعية:

– اتحاد نقابات أرباب العمل
الحاج أحمد كبة (أمين سر اتحاد نقابات أرباب العمل في الشمال) قال:” إن الجمعيات المستحدثة على كثرتها هي بحد ذاتها خدمة للمواطن ولكنها لا تحل المشكلة تماماً. وكثير من الجمعيات له اسم دونما فعل. ويجب على الدولة أخذ المبادرة ومراقبة هذه الجمعيات ودورها في المجتمع المدني. وكثيراً ما تتضارب الأفكار بين الجمعيات التي تتعاطى السياسة والجمعيات الإنسانية البحتة، فنرى الكثير من الجمعيات تنحرف عن خطها الأساسي وتدخل في صلب السياسة وهذا يتناقض مع واقعها. والمطلوب اليوم، أن تقوم الدولة بتأمين الطبابة والاستشفاء للمواطنين دون أن يتسكعوا على أبواب الوزراء والنواب لأن هاجس المواطن الأول والأخير هو الاستشفاء والتعليم وهما غير متوفرين لدى الدولة اللبنانية للأسف. ويجب أن تضمن الدولة كافة الشرائح الشعبية من خلال رسم مقطوع لتأمين الطبابة والاستشفاء والتعليم. ولا تستطيع الجمعيات أن تكون بديلاً عن الدولة لأن الإمكانات غير متوفرة لدى الجمعيات. ونأمل في ضوء هذا العهد الجديد والحكومة العتيدة أن تنطلق الجهود باتجاه هذين الهدفين  (الاستشفاء والتعليم) كي يرتاح المواطن والوطن. إن الجمعيات مكملة لدور الدولة وليست بديلاً عنها”.

– الدكتور حسن هرموش
الدكتور حسن خالد هرموش(غدد وسكري) قال:” المهم أن يكون توجه الجمعيات خيرياً لا أن تخدم مصالح البعض. وهنالك جمعيات كبيرة مثل جمعية العزم والسعادة التي تعمل بشكل جيد لخدمة المواطن خاصة المستوصفات في مناطق باب الرمل والتبانة والمنكوبين. وفي ظل غياب الدولة تقوم الجمعيات بدور مهم من خلال تأمين الأدوية للأمراض المزمنة خاصة. ولكن الدولة موجودة وتقوم بتقديم الأدوية عبر بعض الجمعيات والمستوصفات. وهنالك أيضاً مؤسسة الحريري التي تعمل في إطار الخدمات الاجتماعية والصحية. ولا شك أن حضور الدولة يؤدي إلى تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي وخاصة المناطق المنكوبة والشعبية والريفية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى