الأخبار اللبنانية

الرئيس ميقاتي: نطلق وعداً وعهداً بمواصلة العمل والإبتعاد عن السجالات

زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مدينة طرابلس في إطار رعايته اليوم الإحتفالي البيئي تحت عنوان “طرابلس مدينة خالية من السيارات”.

مجمّع الجامعة اللبنانية

وكان الرئيس سليمان إستهل يومه قرابة العاشرة والنصف صباحاً في مجمّع الجامعة اللبنانية في طرابلس الذي لا يزال قيد الإنشاء. وكان في إستقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء حسان دياب، محمد الصفدي، ناظم الخوري ، أحمد كرامي، نقولا نحاس، مروان شربل، والنائب روبير فاضل ، ومحافظ الشمال ناصيف قالوش، ورئيس بلديات إتحاد الفيحاء نادر الغزال، ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، وحشد من السياسيين وفاعليات بلدية وطرابلسية.

بعدها جال رئيس الجمهورية على المشروع برفقة الرئيس ميقاتي والحضور، متفقداً الأقسام المختلفة منه وورش البناء القائمة عليه.

قصر العدل

بعد ذلك إنتقل رئيس الجمهورية برفقة الرئيس ميقاتي والوزراء إلى مبنى قصر العدل الجديد الذي يتم إنشاؤه، حيث كان في إستقباله الوزيران شكيب قرطباوي وغازي العريضي والنائبان بدر ونوس وسمير الجسر، ونقيب محامي طرابلس بسام عشير الداية وأعضاء مجلس النقابة والنقباء السابقون.

بعدها قام الرئيس سليمان برفقة الرئيس ميقاتي والحضور بجولة تفقدية في قاعات المبنى.

مرفأ طرابلس

وواصل الرئيس سليمان جولته في طرابلس حيث قام بتفقد مشروع توسيع مرفئها برفقة الرئيس ميقاتي والوزراء.

إحتفالية “طرابلس خالية من السيارات”

وقرابة الثانية عشرة ظهراً إفتتح رئيس الجمهورية إحتفالية “طرابلس خالية من السيارات” ضمن إطار “اليوم الطرابلسي الخالي من السيارات” التي ُنظمت بمبادرة من مؤسسة “جائزة موريس فاضل”، وذلك على الكورنيش البحري للمدينة.

وحضر الإفتتاح إضافة إلى الوزراء والنواب الذين سبق ذكرهم كل من النواب: روبير فاضل، أحمد فتفت، خضر حبيب، سامر سعادة، كاظم الخير ومفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، والوزير السابق زياد بارود، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

مأدبة الغداء

وفي ختام اليوم الطرابلسي، إنتقل رئيس الجمهورية إلى معرض رشيد كرامي الدولي حيث أقام الرئيس ميقاتي مأدبة غداء تكريمية على شرفه، حضرها كل من الوزراء محمد الصفدي، ناظم الخوري، حسان دياب، غازي العريضي، فايز غصن، عدنان منصور، وريج صابونجيان، نقولا نحاس، شكيب قرطباوي، مروان شربل، سليم كرم، أحمد كرامي، ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

كما حضر مطران الموارنة لمدينة طرابلس وتوابعها جورج أبو جوده، مطران الأرمن كيغام خاتشاريان، مطران السريان الأورثوذكس إفرام كرياكوس، مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي، بالإضافة إلى حشد من قرابة ألف مدعو ضم نواباً وقيادات أمنية وقضائية وإدارية وفاعليات شعبية.

كلمة الرئيس ميقاتي

وبعد النشيد الوطني الذي أدته كورال الفيحاء، ألقى الرئيس ميقاتي كلمة جاء فيها:

فخامة الرئيس ،  

أهلاً بكم في طرابلس، هذه المدينة، التي تعتز بماضيها وتفاخر بحاضرها وتتطلع بثقة إلى مستقبلها، تفتح لكم قلبها لتستقبل رمز وحدة هذا الوطن في زيارة مميزة في مناسبتها وفي أهدافها.

إن أبناء طرابلس ، الذين إلتفوا اليوم حول فخامتكم هم ، كما كانوا دائماً ، متمسكون بثوابت وقيم إخلاقية كوّنت مسلمات السلوك الحضاري لهذه المدينة المتجذرة في أصوليتها الإنسانية، المتسامحة في تدينها ، المتمسكة بنهج الإعتدال والوسطية الذي لطالما شكل نموذجاً يحتذى ، وقاعدة لوحدة اللبنانيين.

طرابلس ، يا فخامة الرئيس ، لم تتخل يوماً عن إنتمائها إلى القضايا الوطنية ، ولم تتقاعس أبداً في تقديم التضحيات ، ولم يتسلل الضعف والوهن إليها في المحطات المصيرية. طرابلس تقول لكم اليوم ، من خلال هذا الحشد النموذجي من أبنائها ،  أنها متمسكة بالدولة ، وأنها ما تخلت عن رهانها على الدولة كمرجعية أولى وأخيرة ، وهي تأمل في أن تكون زيارتكم إليها ، مؤشراً لتعويضها ، مع منطقة الشمال ، ما فاتها من إنماء. ولعل الرسالة التي يريد الطرابلسيون والشماليون أن يسمعونها من فخامتكم ومنا ، هي التأكيد على عدم تخلي الدولة عن مسؤولياتها الكاملة تجاه طرابلس والشمال من أجل غد أفضل يوقف النزف في طاقات المنطقة وشبابها ويجعلهم شركاء في صناعة مستقبل وطنهم.

فخامة الرئيس ، أيها الحضور الكريم: عندما حددنا في الحكومة التي لي شرف رئاستها ، أولوية العمل من أجل الوطن ، لم نكن نطلق شعاراً أو عنواناً عريضاً فحسب ، بل كنا نريد أن ندعو أبناء الوطن ، في المعارضة كما في الموالاة ، إلى المشاركة في عملية النهوض بالبلاد من جديد بعد أشهر من الجمود والضياع. لم نأبه يومها لردود الفعل وللمخاطر التي أحاطت ولادة الحكومة ، لأننا حددنا خياراتنا ، ووضعنا ، برعايتكم ، مصلحة الدولة في مقدمة إهتماماتنا ، وجعلنا من الإستقرار ووأد الفتنة ، وإعادة بناء جسور الألفة بين اللبنانيين ، هدفاً مثلث الأضلاع واجب التحقيق.

– عملنا على تعزيز الثقة بالوطن ومؤسساته بعد مرحلة من الجفاء والقطيعة ،
– دعونا إلى التسامح والتعاضد والتضامن بديلاً عن التفرقة والإنقسام ،
– ثابرنا على تفعيل العمل الحكومي بزيادة الإنتاجية وتحسين الأداء الذي إستحق تقدير الداخل والخارج ، وهذا ما يدفعنا إلى بذل المزيد ،
– تلقينا سهام التجريح ، منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة ، ولا نزال ، بصدور مفتوحة على عزم المؤمنين على تجاوز الإساءة وإحتضان الجميع ، عندما تدعو المصلحة الوطنية العليا إلى ذلك.

فخامة الرئيس ، أيها الحضور الكريم ، أخوتي وأخواتي ،

إن حكومتنا التي لم تعطَ فرصة لمحاسبة موضوعية ومجردة ، نجحت في إمتحان العمل ، ما يدفعها إلى المضي في مسيرتها لخدمة الناس. واليوم ، ومن طرابلس بالذات ، نطلق وعداً وعهداً بمواصلة العمل والإبتعاد عن السجالات ، ملتزمين ما ورد في البيان الوزاري الذي نجدد اليوم أيضاً ، تأكيدنا على أنه خارطة الطريق التي تسير حكومتنا في هديها ، وهو كل لا يتجزأ ، وإحترام مضامينه ، كل مضامينه ، مسؤولية نلتزمها أمام من منحنا ثقة غالية تقوى حكومتنا بها ، وتجاه المجتمع الدولي الذي لمستم ، يا فخامة الرئيس ، ونلمس خلال لقاءاتنا الخارجية ، حجم التقدير الذي يكنه للبنان ولتجربته الفريدة ولدوره المميز في محيطه والعالم .

فخامة الرئيس ،

إذا كنا ننظر بأمل وثقة إلى الآتي من الأيام ، على رغم ما يدور حولنا من إضطرابات ، فلأننا نضع في أولوياتنا المحافظة على الإستقرار الأمني والإقتصادي والإجتماعي ، الذي من دونه لا أمل بغد أفضل . لذلك نجدد مناشدة جميع القيادات اللبنانية أن تتجاوب مع الدعوات المتكررة اإى كلمة سواء من خلال حوار وطني جامع ، برعاية فخامتكم، يطرح حلولاً عملية لملفات عالقة ، ويجيب عن تساؤلات مشروعة حول مستقبل لبنان ويضع الأسس الوفاقية الكفيلة بتجنيبه تداعيات  إضطرابات المنطقة.

إن الموقف الذي إتخذه لبنان في الجامعة العربية بالأمس في ما خص الوضع في سوريا إنطلق من إعتبارات ووقائع تاريخية وجغرافية تراعي الخصوصية اللبنانية، التي نعلم أن الاخوة العرب يتفهمونها ويدركون أن لبنان سيبقى دائماً متفاعلاً مع محيطه العربي ومتمسكاً بالحلول التي تحفظ وحدة الدول العربية وشعوبها على قاعدة المبادرة العربية الأخيرة.

ثقوا أن هذه الحكومة تقدم مصلحة لبنان واللبنانيين على أي حسابات أخرى بما يحفظ الإستقرار ويحمي لبنان وسلمه الأهلي عوضاً عن الخوض في رهانات ومغامرات غير محسوبة وإستغلال للشأن الإنساني المتمثل بوضع الإخوة السوريين الذين نزحوا قسراً إلى بعض المناطق اللبنانية والذين يجدون من الحكومة اللبنانية كل رعاية ومتابعة وإهتمام إنطلاقاً من إعتبارات إنسانية لا مكان فيها للإستثمار السياسي.   

فخامة الرئيس ،

تدركون ولا شك ، كم هو كبير رهان أهلنا في طرابلس والشمال على الدولة والحكومة ، في مواجهة التيئيس لإحباط العزائم ومصادرة السعادة .. أهلنا ينتظرون إنصافاً إستثنائياً يعوض ، ولو جزئياً ، ما فاتهم من قطار التنمية. وإني إذ أجدد أمام أهلنا إلتزام العمل لتحقيق إنجازات ترضي طموحهم ، أؤكد أن التنمية في طرابلس والشمال هي حجر الزاوية في العدالة الوطنية ودرب الإنماء المتوازن.

شكراً لكم فخامة الرئيس زيارتكم اليوم إلى طرابلس ، ورعايتكم  التظاهرة الحضارية النموذجية وتفقدكم مشاريع إنمائية واعدة في هذه المدينة الكبيرة بوفائها والتي لن تنسى من يكسر طوق الحرمان عنها. لكم من الفيحاء عبير الوفاء للأوفياء …

عشتم وعاش لبنان.

كلمة الرئيس سليمان

ورد الرئيس سليمان بالكلمة الآتية:

أيّها الكـــرام،

هي الفيحاء تستقبلنا في الواسع من ديارها، وهي إبنة تراث عريق ومجيد. أتيتُ إليكم يا أبناء طرابلس والميناء الأعزّاء، ونحن ما زلنا نعيش أجواء عيد الأضحى المبارك، وقبل أيّام من عيد الاستقلال، لأطّلع عن قرب على أحوال المدينة، ولكي أحيي معكم هذا النهار البيئي المميّز … والكلّ بات يعرف، ما للبيئة من وقع مؤثّر على حياة الإنسان المعاصر.

إنّ مدينتكم العريقة، قلبُ الشمال العزيز على كلّ الوطن، وصنوُ العاصمة بيروت، هي عاصمة ثانية للبنان، في الشمال …ومنبتٌ لرجالٍ وُسِموا بالمعرفة والشجاعة والنزاهة، وقد لعبوا، وما زالوا، دوراً رائداً ومنيراً في تاريخ لبنان، قديمه وحديثه، وعلى كلّ صعيد، ولا سيما أذكر منهم رجل الإستقلال الكبير عبد الحميد كرامي.

لقد كرّست طرابلس عبر العصور، بتجاور مآذنها وقبب أجراسها، على ورع وإحترام وإلتزام، مشهد العائلة اللبنانيّة الأصيل … الذي ما زلنا نحرص عليه، رغم كلّ عثراته. وظهّرَ تنوّع مدارسها ومعاهدها، على عمق معرفةٍ وإنفتاح …الصورة البهيّة للثقافة اللبنانيّة، التي تضاهي أرقى الثقافات. أما معالمها الأثريّة فهي تقصّ حكايات البطولة والصمود وتشهد على حقب تاريخيّة مختلفة الوجوه طبعت وجودها، فتكيّفت معها. كما أبحرت من شطآنها … نحو مغتربات، مجهولة في أحيان كثيرة، مجاذيف المغامرة والإقدام، نشراً لفكر ما أو طلباً لعلم أو هرباً من جور أو بحثاً عن عيش كريم.

أما اليوم، وقد بدأ محيطنا العربي يتحوّل نحو الديموقراطية، فإنه يقع علينا واجب مضاعفة الجهد للبحث عن كيفية تحسين ممارستنا للديموقراطية، والعمل على رفع التحديات السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة التي تواجهنا، وذلك، بالعقل والمنطق وروح العدالة والإعتدال. فنبني مستقبلاً آمناً ولائقاً لأبنائنا، بعيداً عن مخاطر العوز والعنف والبطالة والهجرة، وتبقى سمة التماذج والتآخي والتعاون سائدة بين اللبنانيين على الدوام.

أيّها الأعزّاء،

قيّمت بكثير من الإرتياح، نتائج الجولة التي قمنا بها قبل هذا اللقاء، في مرافق ترمز إلى نبض الحياة الثقافيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة للمدينة: في الميناء، والجامعة اللبنانيّة، والمرفأ، وقصر العدل، وهي مؤسسات ومرافق حيويّة تعمل الدولة على تطويرها وتعزيزها، إلى جانب مشاريع عديدة أخرى، يقتضي إطلاق العمل بها مثل مطار الرئيس رينه معوّض في القليعات، وإعادة تأهيل وتسيير سكك الحديد، وذلك بمثابة خطوات ضرورية لتحقيق اللامركزيّة الإداريّة والإنماء المتوازن، وإنصاف منطقة الشمال عموماً ومدينة طرابلس والميناء بشكلٍ خاص.

في الختام، يهّمني أيها الأعزّاء، أن أتقدّم بالشكر من السيّدة هلا روبير فاضل مديرة مشروع “طرابلس مدينة خالية من السيارات” والقيمين على هذا النشاط، وكذلك شبكة شباب طرابلس، وبلديات رأس مسقا وطرابلس والميناء، والهيئات والجمعيات الأهلية على مشاعر الترحيب وحرارة الإستقبال، والمواطنين الأعزاء والفاعليات  الذين بحضورهم ومشاركتهم جعلوا هذا النهار ممكناً وممتعاً. ويسرني بشكل خاص، أن أكون اليوم بينكم، ملبّياً دعوة كريمة من إبن طرابلس، دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي نحب ونقدّر، وقد شاء هذا اللقاء جامعاً لهذه الوجوه النيّرة.  

عشتم، عاشت طرابلس، عاش لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى